ملفات وتقارير

إسلاميو موريتانيا يرفضون هجوم الرئيس ولد عبد العزيز عليهم

محمد جميل منصور
محمد جميل منصور

انتقد الرئيس السابق لحزب "التجمع الوطني للإصلاح والتنمية ـ تواصل"، الموريتاني محمد جميل بشدة، تصريحات الرئيس الموريتاني التي قال فيها بأن "إسرائيل أشد رحمة بالأمة العربية من الجماعات، التي تستغل الدين للأغراض السياسية"، ووصف ذلك بأنه "اتهام خطير وسيء".

وقال جميل في حديث مع "عربي21": "هجوم الرئيس محمد ولد عبد العزيز على الإسلام السياسي بشكل عام، كان منذ أيام الحملة الانتخابية، حيث كان منزعجا من المنافسة السياسية للإسلاميين، وكنا نظن أنه كلام انتخابي، لكن بعد انتهاء الانتخابات وظهور النتائج عاد وجدد هذه الاتهامات".

وأشار جميل، وهو عضو في مجلس شورى "تواصل"، إلى وجود فريق سياسي يرى أن "الرئيس ولد عبد العزيز يبيع اتهاماته للإسلام السياسي إلى السعودية والإمارات، بعد أن أصبح الهجوم على الإسلاميين بضاعة".

وأضاف: "حتى الآن الأمر يتعلق بكلام ردّ عليه الحزب ببيان، لكن هناك من يرى أن الرئيس ولد عبد العزيز، وهو مضطر ليغادر السلطة العام المقبل، يسعى لإيجاد مبرر لتأجيل الانتخابات".

لكن جميل، الذي لفت الانتباه إلى أن "هذه التصريحات معتادة لدى الرئيس، قد تكون مقدمة لمرحلة أمنية في التعامل مع إسلاممي موريتانيا".

وقال: "هناك مراقبون لا يستبعدون أن تكون تصريحات الرئيس مقدمة لحملة أمنية، لكن هذا بالتأكيد لن يكون نزهة، نحن حزب سياسي يعمل بشكل طبيعي، وإذا تم استهدافنا فسنرد على ذلك في الإطار السياسي المسموح به".

وأضاف: "كلام الرئيس بشأن الإسلام السياسي خطير وسيء، لأنه في ثناء على إسرائيل وتقديمها على غيرها، وهو استهداف وتجنّ على حزب تواصل الذي يعرف الناس نهجه وأسلوبه الوسطي المعتدل، وهو أيضا تجاوز لكل الخطوط في خطاب لرئيس دولة أن ينزل لهذه الاتهامات غير المسؤولة"، على حد تعبيره.

 

اقرأ أيضارئيس موريتانيا: خطر الإسلاميين أكبر من إسرائيل.. والمعارضة ترد

وكان محمد محمود ولد سييدى، رئيس حزب "التجمع الوطني للإصلاح والتنمية"، قد ردّ على تهديد الرئيس ولد عبد العزيز بحل حزب "تواصل"، معتبرا تلك التصريحات تندرج ضمن مساعي الولاية الثالثة للرئيس ولد عبد العزيز وقرارات أخرى غير دستورية.

وأكد رئيس حزب "تواصل"، أن حزبه لن يقبل المساومة على خرق الدستور، وأن الحصول على ولاية ثالثة أمر مرفوض ولن يقبله الحزب تحت أي ظرف.

وكان الرئيس الموريتاني أشار خلال حديثه في مؤتمر صحفي عقده أول أمس إلى إجراءات وإعدادات لمواجهة ما وصفه بـ "التطرف واستغلال الدين".
  
وأشار ولد عبد العزيز، إلى أن إسرائيل أشد رحمة بالأمة العربية من الجماعات، التي تستغل الدين للأغراض السياسية.

وقال: "الإسلام السياسي قضى على العالم العربي وجلب الويل والدمار لدول عربية كانت حتى وقت قريب آمنة.. وسوريا مثال على ذلك.. لم يحطمها البعثيين.. والحال اليوم يكفي".

وقال الرئيس في سياق حديثه عن حزب "تواصل" الإسلامي، الذي حل في المرتبة الثانية في الانتخابات الأخيرة "إنه يكفر الجميع ويحتكر الدين، ويعتبر مرشحيه مسلمين والتصويت لهم يدخل الجنة، ومن صوت ضدهم سيكسب سيئات".

وأكد، على أنه سينظر في حل حزب تواصل الإسلامي، وقال: "إن كل شيء سيكون في وقته".

واعتبر، ولد عبد العزيز، أن حزب "تواصل" تراجع خلال الانتخابات الأخيرة مشيرا إلى أنه لم يحقق سوى 14 نائبا من أصل 157 نائبا، بعد أن كان حقق في الانتخابات الماضية 16 نائبا من أصل 95 نائبا.

وبخصوص ما يشاع في الشارع الموريتاني عن سعي الحكومة لتعديل الدستور ليسمح للرئيس ولد عبد العزيز، بالترشح لولاية ثالثة يمنعها الدستور الحالي، أكد الرئيس أنه لا توجد مادة في الدستور يمنع تغييرها.

التعليقات (0)