ملفات وتقارير

ماذا وراء زيارة الوفد الأمني المصري لغزة؟.. محللون يجيبون

وفد المخابرات المصرية وصل إلى غزة السبت عبر معبر بيت حانون شمال القطاع- عربي21
وفد المخابرات المصرية وصل إلى غزة السبت عبر معبر بيت حانون شمال القطاع- عربي21

استبعد محللون أن يحدث الوفد الأمني المصري الذي يزور قطاع غزة السبت، أيّ اختراق جوهري في ملفي المصالحة الفلسطينية والتهدئة مع الاحتلال، خاصة في ظل حالة الجمود المدفوعة بإصرار الأطراف المختلفة على شروطها.

وعزوا زيارة إلوفد إلى سعي مصر لتثبيت حالة الهدوء في غزة، وضمان عدم تفجر الأوضاع مع بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي، خاصة في ظل تصاعد حدة مسيرات العودة في غزة، إضافة إلى رغبة مصر في التأكيد على أنها الوسيط الحصري، والممسك الرئيسي بالملف الفلسطيني في إطار دورها التقليدي.

ووصل وفد من المخابرات المصرية السبت، إلى قطاع غزة عبر معبر بيت حانون (إيرز) شمال القطاع، بحسب ما أعلنه المكتب الإعلامي للمعبر.

وقال المكتب في بيان صحفي مقتضب وصل "عربي21" نسخة منه، إن "الوفد الأمني المصري وصل إلى غزة ويضم كلا من اللواء أحمد عبد الخالق والقنصل المصري عبد الله شحادة".


وكانت "عربي21" علمت من مصدر مطلع في حركة حماس الجمعة، أن وفدا مصريا سيصل إلى غزة، لإجراء مباحثات مع رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية.


وفي وقت سابق، نفى عضو المكتب السياسي لحركة حماس، صلاح البردويل، وجود أي تطورات جديدة في ملفي المصالحة والتهدئة، أو مواعيد محددة لزيارة حماس إلى القاهرة لبحث ملف المصالحة، واتهم السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي بتبادل الأدوار في تشديد العقوبات على قطاع غزة.

الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطالله قال إنه من غير المتوقع أن تحمل زيارة الوفد المصري لغزة أي جديد، فعلى صعيد ملف التهدئة توقف الحراك تماما، ولم تعد إسرائيل تتحدث عن هذا الملف، بينما وصلت المصالحة إلى حالة من الاستعصاء في ظل التصريحات والاتهامات المتبادلة بين حركتي فتح وحماس.

وقال عطالله في حديث لـ"عربي21": "أعتقد أن الزيارة تهدف إلى منع الصدام مع إسرائيل خاصة بعد تصاعد حدة فعاليات مسيرات العودة، وفتح جبهات جديدة للاشتباك على الحدود مع غزة، ولهذا أرسلت مصر وفدها لضمان تهدئة موضوعية منعا لأي انفجار قادم".

 

اقرأ أيضا: مصدر لـ"عربي21": وفد مصري يصل غزة للتباحت مع حماس

واستبعد في الوقت ذاته حدوث أي انفراجة في ملفي المصالحة والتهدئة خلال الوقت المنظور قائلا: "المصالحة والتهدئة تراوح مكانها، وما يجري من تحركات هي عملية لإدارة الأزمة وليس حلها سعيا للحفاظ على الحالة القائمة دون مزيد من التصعيد".

أما أستاذ العلوم السياسية الدكتور إبراهيم أبراش فقال إن الزيارة تأتي ضمن محاولات مصر وسعيها لتقريب وجهات النظر، لأنها لا تريد أن تقول إن جهود المصالحة وصلت إلى طريق مسدود. ولذلك تستمر في حراك متواصل لحل مشاكل جزئية، كضمان عدم التصعيد مع الاحتلال، أو محاولة تحسين الوضع الإنساني المتردي في غزة.


ومن جهة أخرى قال أبراش لـ"عربي21"، إن مصر توصل رسالة عبر زيارة الوفد، بأنها لن تسمح لأطراف أخرى أن تدخل على خط المصالحة أو التهدئة، خاصة مع دخول أطراف أخرى في السابق كقطر وتركيا. لكنه استدرك قائلا: "يبدو أن مصر مكلفة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بالتواصل مع الأطراف الفلسطينية ما يتعلق بصفقة القرن، وهناك حراك في هذا الاتجاه لكنه لن يؤدي إلى أي نتائج على الأرجح".

واستبعد أبراش أن يحدث أي تطور في ملفي المصالحة والتهدئة مردفا: "كان الحديث عن المصالحة يجري في السابق باعتبارها قضية فلسطينية، أي أن الحوارات كانت تجري بين الفصائل الفلسطينية، ولكن في الفترة الأخيرة اختلط ملف المصالحة، بملف التسوية السياسية وما يسمى بصفقة القرن، بحيث أصبح التقدم في ملف المصالحة مرتبط بما هو مطروح من تسويات سياسة، وكل طرف أصبح يربط موقفه بما يمكن أن يحققه من نصيب من هذه التوسيات المطروحة".

 

اقرأ أيضا: مصدر لـ"عربي21": مصر تقتصر مفاوضات التهدئة على 5 فصائل

وأشار إلى أن هذا التداخل بين المصالحة والتسوية السياسية المطروحة أمريكا؛ يجعل جميع الأطراف في حالة انتظار، ولا تستعجل حل الملفات العالقة، في انتظار الإعلان النهائي عن صفقة القرن وموقع كل الأطراف منها. باعتبار أن "إنهاء المصالحة لم يعد شأنا فلسطينيا داخليا بل أصبح أكبر من الحالة الفلسطينية" حسبما قال.

التعليقات (0)