صحافة إسرائيلية

خبراء إسرائيليون: غزة قد تنفجر دون سابق إنذار

رون بن يشاي:حماس تضرب الطابة الإسرائيلية، التي تضرب بدورها باقي الطابات: مصر والأمم المتحدة وعباس- جيتي
رون بن يشاي:حماس تضرب الطابة الإسرائيلية، التي تضرب بدورها باقي الطابات: مصر والأمم المتحدة وعباس- جيتي

قال أليئور ليفي، المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت، إن التصعيد العائد من جديد إلى الجبهة الجنوبية في قطاع غزة يهدف لممارسة الضغط للعودة لمفاوضات التهدئة بين حماس وإسرائيل، ما يدفع الحركة لتشجيع الفلسطينيين على الخروج لمواجهات أسبوعية كل يوم جمعة قرب الجدار الحدودي مع القطاع".


وأوضح في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "منذ أواخر آب/ أغسطس وصلت مباحثات التهدئة لطريق مسدود، بعد أن أوشك الجانبان، حماس وإسرائيل، لشبه اتفاق بينهما بوساطة مصر ومبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط".


وأكد أن "الجمود المفاجئ في المباحثات جاء عقب تهديد أبو مازن لمصر بأنه في حال التوصل للتهدئة، التي تعني تخفيفا من حصار غزة، دون إشراك السلطة، فإن ذلك سيدفعها لوقف كلي لتحويل الأموال للقطاع، لأن التهدئة ستظهر حماس كمن تحقق تطلعات إيجابية في الواقع الفلسطيني، ويحسب لها على أنه إنجاز في أوساط الفلسطينيين، في ظل عدم وجود إنجازات تحققها السلطة أمام إسرائيل في السنوات الأخيرة".


وختم بالقول إن "مصر حتى اللحظة استجابت لتهديدات السلطة الفلسطينية، وجمدت مباحثات التهدئة، ولذلك أتى التصعيد الأخير في غزة كخطوة من حماس للعودة للمفاوضات للتوصل إلى اتفاق، ومع ذلك فليس هناك ما يمنع من تدهور هذه الاحتجاجات لمواجهة عسكرية عنيفة بين الجانبين، حتى لو كانت حماس غير معنية بها في هذه المرحلة".


رون بن يشاي، الخبير العسكري الإسرائيلي بصحيفة يديعوت أحرونوت، قال إن ما وصفها بـ"اللعبة القائمة بين إسرائيل وحماس قد تصل بينهما حد الانفجار، وفي ظل أن الحركة تطلب من السلطة الفلسطينية صرف الأموال المستحقة لغزة، فإنها تضغط على إسرائيل من خلال المظاهرات والبالونات الحارقة، وصولا للضغط على مصر، كي تمارس تأثيرها على أبو مازن، ولكن في حال استمرت، فإن ذلك قد يدفع الجيش لأن يدخل القطاع".


وأضاف في مقال مطول ترجمته "عربي21" أن "حماس بصدد لفت الأنظار لما يحصل في غزة، ليس فقط إسرائيل، وإنما مصر ومبعوث الأمم المتحدة ورئيس السلطة الفلسطينية، إسرائيل بنظر حماس هي الرافعة التي تحاول تحريك الوضع بالشروط التي تبدو مريحة لها".


وأوضح أن "الحاصل حاليا في غزة يشبه لعبة البلياردو،فحماس تضرب الطابة الإسرائيلية، التي تضرب بدورها باقي الطابات: مصر والأمم المتحدة وعباس، في محاولة لجلب هذه الأطراف للموقف الذي تريده حماس، صحيح أن الحركة تسعى لإزالة الحصار الإسرائيلي عن غزة، لكنها قد تكتفي بالضغط على السلطة الفلسطينية لإعادة رواتب موظفي القطاع، لكن أبو مازن يرفض تحقيق ذلك، مشترطا أن تستجيب حماس لمطالبه".


 وأكد أن "هذه التوترات الأمنية الحدودية قد تدفع الجيش لدخول القطاع، الأمر الذي لا تريده حماس ولا إسرائيل، ولذلك فهما يديران لعبة تبعدهما قدر الإمكان عن المواجهة الصعبة، ورغم أن حماس تبدو ضعيفة ومردوعة، لكنها تعلم أن الحكومة الإسرائيلية غير معنية بحرب في غزة، لأنها لا تريد وقوع خسائر بشرية في جنودها، وتريد التركيز مع عدوها الأساسي المتمثل في التواجد الإيراني في سوريا".


وأشار إلى أن "حماس فهمت هذه القناعة جيدا، ما جعلها تزيد من وتيرة الأحداث الليلية على حدود القطاع، لكن هذه لعبة خطرة، فقد يحدث أن طفلا إسرائيليا يعبث في طائرة ورقية مربوط فيها قنبلة حارقة، فتنفجر بين يديه، في هذه الحالة قد يجد الجيش الإسرائيلي نفسه داخل القطاع، دون أن يرغب الطرفان بذلك".


وختم بالقول إن "المشكلة أن أبو مازن لا يريد أن يتزحزح عن مواقفه ملليمتر واحدا، ما يجعل إسرائيل على قناعة بأن غزة قد تكون على موعد مع الانفجار في وجهها، دون توفر إنذار مسبق، طالما أن الوضع استمر بهذه الطريقة".

0
التعليقات (0)

خبر عاجل