قضايا وآراء

"أوسلو" الطريق.. إلى صفقة القرن

شعبان عبد الرحمن
1300x600
1300x600
ربع قرن مر على توقيع اتفاقية "أوسلو" (12/9/1993م) بين الكيان الصهيوني ومنظمة التحرير الفلسطينية، ولم ينس الشعب الفلسطيني، والشعوب العربية والإسلامية وكل أنصار القضية الفلسطينية، الأجواء التي تم فيها توقيع تلك الاتفاقية المشؤومة، وما صاحبها من حملة إعلامية كاذبة تبشر العرب والفلسطينيين بقرب قيام الدولة الفلسطينية.

وقد ثبت أن كل تلك الوعود سراب وواقع الحال يؤكد ذلك، بل إن كواليس عملية التوقيع التي تم الكشف عنها بعد ذلك وإذعان الراحل ياسر عرفات يومها للتوقيع بعد إجباره بأقذع الألفاظ من رئيس عربي، تؤكد أن عرفات استشعر في اللحظات الأخيرة أنه يرتكب خيانة كبرى في حق فلسطين وشعبها، ولكنه فعلها، كما تؤكد أن تلك الاتفاقية وما سبقها من اتفاقيات تمت بالأمر المباشر من قبل الولايات المتحدة لصالح الكيان الصهيوني.

لقد جاءت اتفاقية أوسلو كخاتمة لسلسلة من اتفاقيات الإذعان والاستسلام للكيان الصهيوني.. جاءت بعد اتفاقيتي "كامب ديفيد" (1978م) و"وادي عربة" (1994م) بين الصهاينة وكل من مصر والأردن، وتحولت بمقتضاها دول الجوار الفلسطيني لحراسة الكيان المحتل، وتحولت السلطة الفلسطينية إلى شرطة شرسة ضد أبناء وطنها في مقابل السراب؛ فلا دولة أقيمت ولا أرضا تم استردادها ولا لاجئين عادوا، وبقي الفلسطينيون يعانون حملات الإبادة والأسر والطرد من ديارهم. وواقع الحال يشهد أن من وقعوا تلك الاتفاقيات ما زالوا يهرولون إلى موائد المفاوضات دون الحصول على شيء.

لقد فتحت اتفاقية أوسلو الطريق على مصراعيه لصفقة القرن التي يحاولون فرضها اليوم على المنطقة والشعب الفلسطيني، بخطف القدس ورفض الاعتراف بحق اللاجئين في العودة ودفن أمل قيام الدولة الفلسطينية، وذلك لن يمر - بإذن الله - مع يقظة وانتفاضة الشعب الفلسطيني ومعه كل الشعوب العربية والإسلامية.

ومنذ زيارة السادات للقدس عام 1977م، مفتتحا طريق التطبيع واتفاقيات الاستسلام، رفضت كل القوى الإسلامية والوطنية هذا المسار بقوة، وقدمت في سبيل ذلك تضحيات غالية من حرية أبنائها، ولم تلك القوى موقفها الرافض لمهزلة التطبيع المفروضة على الأمة حتى اليوم، ومثلت سندا قويا، سياسيا ومعنويا، لتيار المقاومة الذي تقوده حماس ووجه ضربات موجعة حتى اليوم للمشروع الصهيوني برمته، رغم الدعم اللامحدود له من الغرب والمتصهينين العرب.

واليوم وفي هذه الذكرى المشؤومة، فإن الشعب الفلسطيني بكل فصائله وقواه الحية مطالب بمزيد من الالتفاف حول تيار المقاومة، والإعلان عن انتهاء تلك الاتفاقية وأنها لا تمثله، والتأكيد على أن الطريق إلى تحرير فلسطين هو طريق الكفاح والاستشهاد الذي تقره كل الشرائع الدولية للشعوب المحتلة أرضها.
التعليقات (0)