سياسة عربية

هل تفتح المعارضة معركة حلب ردا على تصعيد وشيك بإدلب؟

حشود متبادلة للمعارضة والنظام تتمركز بالقرب من خطوط التماس بجبهات درع الفرات وريف حلب الغربي- جيتي
حشود متبادلة للمعارضة والنظام تتمركز بالقرب من خطوط التماس بجبهات درع الفرات وريف حلب الغربي- جيتي

في ظل التصعيد الذي يخيم على المشهد في الشمال السوري، يدور الحديث عن احتمال فتح المعارضة من جديد لمعركة حلب، بدعم تركي، ردا على التهديدات باقتحام إدلب.

وباتت المعركة شبه مؤكدة، نظرا للحشود المتبادلة من جانب المعارضة والنظام بالقرب من خطوط التماس في جبهات "درع الفرات" وريف حلب الغربي، إلى جانب أنباء تشير إلى وصول تعزيزات من قوات "الباسيج" التابعة للحرس الثوري الإيراني إلى حلب، ما ينذر بإشعال فتيل مواجهة شاملة.

في هذه الأثناء، أشارت الخارجية الروسية، الخميس، إلى استعداد المعارضة لشن هجوم على حماة وحلب، الأمر الذي يثير تساؤلات عن جدية هذا الطرح الذي انتقل الحديث عنه من ساحة التحليلات إلى الخطاب الرسمي.

من جانبه، أكد القيادي العسكري في "الجبهة الوطنية للتحرير" النقيب عبد السلام عبد الرزاق، أن "حلب على رأس قائمة أهداف المعارضة، في حال شن النظام هجوما على إدلب".

حلب في المقدمة

وفي حديثه لـ"عربي21" شدد على أن فصائل الثورة بحالة جاهزية كاملة، وهي من القوة بحيث لن تكتفي بصد هجوم النظام المجرم والمرتزقه، بل ستقوم بهجمات معاكسة في عمق مناطق سيطرة النظام، وفي أكتر من جبهة منها الساحل وحماة، وحلب في المقدمة.

وقال عبد الرزاق، إن "تركيزنا على حلب، نابع من كوننا على جبهاتها منذ بداية الثورة، وخضنا معارك شرسة على المحاور كافة، ولدينا خطط ستبدأ فور أي محاولة يتجرأ بها النظام ضد المناطق المحررة".

 

اقرأ أيضا: أردوغان يلتقي بوتين مجددا الاثنين المقبل لبحث ملف إدلب

ومستعرضا نقاط القوة، أكد النقيب أنه "لدينا الخبرة الكافية بطبيعة الأرض والمليشيات المعادية المرابطة في جبهات حلب الشمالية والشمالية الغربية، وسبق أن نفذنا عمليات في عمق العدو ودخلنا أطراف منطقة حلب الجديدة".

ومجيبا على تساؤل "عربي21" حول الموقف التركي من فتح معركة حلب، قال عبد الرزاق: "لقد أعددنا منذ أشهر المقاتلين والسلاح وكثفنا التدريب ورفعنا الجاهزية، وقدرنا موقف المعركة بالاعتماد على قدراتنا، وتركيا دولة شقيقه تهتم بالشعب السوري، وهي عمق الثورة وسندها".

وتابع بأن "النظام يمتلك معلومات عن قدرات الفصائل بالشمال"، ورأى أن "النظام لو كان يمتلك القدرة على احتلال إدلب لما دخل بمفاوضات مع تركيا ولا غيرها".

وأنهى عبد الرزاق متوعدا النظام بقوله: "نعدهم بأن أي مغامرة منهم تجاه المناطق المحررة، فإن حلب ستكون ساحة المعركة، وليس ريف حلب المحرر".

صخب إعلامي


من جانبه، قلل الباحث في العلاقات الدولية نواف الركاد، من فرص تحول حلب لساحة مواجهة عسكرية، بقوله إن "الحديث عن معركة حلب هو حديث غير مقنع في ظل المعطيات السياسية الراهنة، خصوصا مع اتجاه دولي كبير لإنهاء حالة الحرب وتمهيد المناخ الميداني لاستقبال الحل السياسي".

وعد الركاد في حديث لـ"عربي21" أن ليس لدى تركيا رغبة في تخريب اتفاق أستانا بعد عامين من العمل الجاد لتثبيت أركانه ومنع انهياره، ما يعني أن الحديث عن معارك جديدة هو محض صخب إعلامي غير مستند على حقائق عملية، ورهن انهيار خفض التصعيد باكتشاف تركيا بأن مؤامرة ضخمة على أمنها القومي يشرف عليها الروسي و الإيراني، واستدرك بقوله: "لكن هذا مستبعد بسبب حاجة الدولتين المعاقبتين لتركيا".

 

اقرأ أيضا: تركيا: الوحدات الكردية ستشارك النظام في هجومه على إدلب

ومثل الركاد، وصف رئيس وحدة الأبحاث والدراسات في مركز "برق للاستشارات والدراسات المستقبلية"، محمود إبراهيم التصريحات الروسية عن استعدادات تقوم بها المعارضة لفتح معركة حلب، بـ"التصريحات الكاذبة".

وقال لـ"عربي21": "ليست المرة الأولى التي تكذب فيها روسيا، فهي كذبت من قبل في مواضيع تتعلق بالغوطة والجنوب السوري، وتحديدا تحميل المعارضة مسؤولية الهجمات الكيماوية، والآن هي تكذب في حديثها عن معركة حلب".

التعليقات (0)