سياسة عربية

بسبب مرافقته زوجته للحج.. استقالة رئيس حزب يساري مغربي

علي بوطوالة أمين عام حزب الطليعة الاشتراكي الديمقراطي المستقيل- فيسبوك
علي بوطوالة أمين عام حزب الطليعة الاشتراكي الديمقراطي المستقيل- فيسبوك

أعلن أمين عام حزب الطليعة الاشتراكي الديمقراطي (اليساري) علي بوطوالة، استقالته من قيادة الحزب، بعد الجدل الذي أثاره ذهابه إلى السعودية لتأدية مناسك الحج برفقة زوجته، وينفي فيه تلقيه أموالا من الدولة للقيام بالمناسك.


ووجد علي بوطوالة نفسه وسط جدل واسع بسبب مطالبة عدد من رفاقه في الحزب بالاستقالة لأنه ذهب إلى الحج، رغم مواقف الحزب من الإدارة السعودية التي تشرف على تدبير الحج. 


ونشرت الصفحة الرسمية لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، الأربعاء 12 سبتمبر/ أيلول الجاري بيان حقيقة من الكاتب العام على بوطوالة يعلن فيه استقالته.


وقال بوطوالة، في بيانه الموقع بمدينة مكناس (وسط البلاد) يوم الاثنين 10 من الشهر الجاري: "لقد كنت عازما وما زلت على طلب إعفائي من جميع مسؤولياتي التنظيمية من اللجنة المركزية للحزب التي انتخبتني كاتبا عاما، رفعا لكل حرج أو التباس".


وتابع: "أقدم موقع إلكتروني (مقرب من الأجهزة)، وبعض الأشخاص على نشر وترويج أكاذيب وتعليقات ساخرة ومغرضة بهدف الإساءة لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي ولشخصي المتواضع بخصوص ذهابي إلى الحج، وإني أنفي نفيا قاطعا صحة ما نشره الموقع وروجه بعض الأفراد على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)".


وقال: "لم أذهب ضمن الوفد الرسمي ولا علاقة لي به، ولم تتوصل عائلتي بأي شيء من أية جهة.. وكل ما هناك أني رافقت زوجتي بعد فوزها في قرعة الحج الخاصة بوكالات الأسفار، وتمت تغطية نفقة السفر حصريا من مداخيل الأسرة".


وزاد أن "العقد الموقع مع وكالة الأسفار بمكناس في 25 يوليو/ تموز 2018، يثبت ذلك، وذهبنا برفقة 140 حاجا وحاجة يمكن أين يشهدوا بذلك.. وعليه أحتفظ بحقي في المتابعة القانونية لمروجي الأكاذيب والأخبار الزائفة حول سفري".


وقال: "إنني لم أخبر أي مسؤول حزبي بالحج مع العلم أنني أخبرت رفاقي بسفري لمدة ثلاثة أسابيع اعتقادا مني بأنه حق شخصي مثل أي سفر آخر، بل وحاولت التأجيل إلى حين تحرري من المسؤولية الحزبية، لكن تبين أنه ينبغي الانتظار 10 سنوات للمشاركة في القرعة من جديد". 


وسجل: "لقد تبين لي بعد عودتي أن عدم إخبار الكتابة الوطنية بالحج والتشاور معها كان خطأ تسبب في إحراج وإزعاج رفاقي ورفيقاتي دون قصد مني، لذلك أعتذر لهم ولهن ولجميع المناضلات والمناضلين رغم اقتناعي بعدم الإساءة لأحد".


وأضاف أن "قناعاتي بفكر اليسار وقيمه ومبادئه وأهدافه لم ولن تتغير، وسأظل أبذل ما بوسعي لنصرتها والدفاع عنها، وخاصة العلمانية ومحاربة توظيف الدين في الحياة السياسية مهما كان موقعي التنظيمي".


وأفاد "رغم اقتناعي بأن التدين عموما لا يحمل أية إساءة لسمعة الحزب واليسار داخل المجتمع المغربي، بل بالعكس قد يساهم في دحض الدعاية المغرضة لأعداء اليسار، فقد كنت عازما وما زلت على طلب إعفائي من جميع مسؤولياتي التنظيمية من اللجنة المركزية للحزب التي انتخبتني كاتبا عاما، رفعا لكل حرج أو التباس".

 

وكان عدد من مناضلي حزب الطليعة الاشتراكي الديموقراطي المعارض، وعدد من اليساريين قد اتهموا امينهم العام بالذهاب إلى الحج على حساب أموال الدولة، بينما ذهب فريق آخر إلى نقد مشاركة قائدهم فيما وصفها بالطقوس "الخرافية".


وينتظر أن تجتمع اللجنة المركزية لحزب الطليعة الاشتراكي الديمقراطي، في الأيام القليلة المقبلة للحسم في طلب الاستقالة الذي أعلن عنه الكاتب العام للحزب.

التعليقات (2)
هشام ميشلان
الأربعاء، 12-09-2018 06:12 م
سيظل يبذل ما بوسعه لنصرة و الدفاع عن العلمانية ، ومحاربة توظيف الدين في الحياة السياسية مهما كان موقعه التنظيمي ، لكنه يختلف مع أعضاء الحزب حول أن " الحج طقوس خرافية " ! ، فيترك الحزب من أجل الحج لكنه يستمر في النضال ! ، إنه الإنفصام عن الواقع وعن الهوية الوطنية ، التي هي إسلامية في الأساس ! ، مع احترامي لكل الآراء ، مادامت تحت نطاق القانون و الدستور ، لكنني أنصحه بالتفكير مليا في مبادئ الإسلام من جديد ، و التأمل في شروط و مقاصد الركن الخامس من الدين الإسلامي ، لأن كثيرا من الناس صيامهم جوع و عطش ، و زكاتهم أسقطت من الأركان الخمسة ، و حجهم سياحة ، كل سنة إلى بلد ، لكن أفضل رحلات الحج هي تلك التي " قضيتها في مكة المكرمة "، حسب أحد الظرفاء ، تحياتي له رغم اختلافي معه ، فالاختلاف لا يفسد للود قضية ، فنحن كلنا أبناء وطن واحد ، و علينا أن نحترم آراء بعضنا البعض رغم اختلافنا معها !
rmb
الأربعاء، 12-09-2018 04:12 م
أحلى شيء قناعته بفكر اليسار لم تغيير ،لقد بزقوا عليك واحتقروك فقط لأنك أديت ركن من أركان الإسلام وما زلت تركض ورائهم، وإلى ماذا يدعو حزبك أصلا، سوى إلى المساواة بين الجنسين والهوية القومية و العلمانية وغيرها من كل ما يناقض الإسلام ويخالفه.