سياسة عربية

هل تقود سياسات السبسي الابن لتدمير "نداء تونس"؟

اتهامات لنجل السبسي بإقصاء نواب من الحزب من القرارات الحاسمة- تويتر
اتهامات لنجل السبسي بإقصاء نواب من الحزب من القرارات الحاسمة- تويتر

مثل إعلان ثمانية نواب من حركة نداء تونس، الاستقالة من الكتلة البرلمانية للحزب، والانضمام لكتلة "الائتلاف الوطني" الجديدة الداعمة لحكومة يوسف الشاهد، زلزالا سياسيا ضرب الحزب الحاكم.

وحمّل المستقيلون حافظ قائد السبسي، الذي يشغل منصب المدير التنفيذي لحركة نداء تونس، المسؤولية المباشرة في تدمير الحزب من خلال استفراده بالرأي، وإقصاء القيادات المؤسسة له والتعامل مع الحزب كملكية خاصة، وليس كهيكل سياسي ديمقراطي.

واتهم النائب المستقيل حديثا من كتلة نداء تونس، جلال غديرة في تصريح لـ"عربي21" نجل السبسي بإقصاء نواب الحزب من الجلسات التشاورية، ومن القرارات الحاسمة، سيما في ما يتعلق بمصير حكومة الشاهد.

وتابع: "المدير التنفيذي للحزب ضرب بعرض الحائط كل مبادئ وأخلاقيات العمل الحزبي، وصار يصدر القرار ونقيضه بشكل ارتجالي، عبر حسابه على فيسبوك أو ضمن دوائر ضيقة، دون الرجوع لا لنواب الحزب ولا للهيئة التأسيسية".

ولم يخف النائب أسفه لما آل إليه الحزب من تشتت وانشقاقات عميقة، باتت تهدد تواجده على الساحة السياسية، بعد أن كان الحزب الأول الفائز في الانتخابات التشريعية سنة 2014.

وكان السبسي قد أعلن في 16 يونيو/ حزيران  2012، عن تأسيس حركة نداء تونس ليفرض نفسه خلال فترة وجيزة على  الساحة السياسية، كأكبر حزب علماني منافس لحركة النهضة، استطاع تصدر نتائج الانتخابات التشريعية في أكتوبر/ تشرين الأول 2014.

ويرى مراقبون، أن تعيين الباجي قائد السبسي لنجله حافظ كمدير للهياكل الجهوية لحركة نداء تونس، في 8 أيار/ مايو 2014، مثل بداية تململ وانشطار الحزب الذي عرف موجة انشقاقات واستقالات وتجميد عضوية، بسبب خلافات ابن الرئيس مع أبرز القيادات المؤسسة للحزب.

 وكانت أسماء سياسية بارزة في حركة نداء تونس، قد أخذت قرارها بمغادرة الحزب إما طوعا أو طردا، لتؤسس أحزابا وكيانات سياسية أخرى منافسة، على غرار محسن مرزوق مؤسس حركة "مشروع تونس"، وسعيد العايدي مؤسس حزب "بني وطني".

وفي هذا الإطار اعتبر القيادي المؤسس في حركة نداء تونس لزهر العكرمي في حديثه لـ"عربي21" أن أطماع حافظ قائد السبسي في وراثة والده والاستحواذ على الحزب بعقلية "المزرعة العائلية" بات غير مقبول من هياكل ومؤسسي الحزب.

وأضاف: "جميع الكوارث السياسية التي حلت بالحزب، كانت بسبب حافظ وبدعم من والده الذي يسعى للتمديد في ولايته إلى ما بعد 2019، وكل شيء أصبح مباحا للوصول إلى هذه الغاية".

وتوقع العكرمي، أن تتجاوز استقالات نواب كتلة نداء تونس  العشرين خلال الأيام القادمة، "بسبب رفضهم لسياسة الحكم العائلي ولتسليم الحزب والدولة إلى ابن الرئيس وعائلته"، حسب قوله.

اتهامات بالخيانة

مقابل ذلك، اتهم القيادي في "نداء تونس" خالد شوكات، النواب المستقيلين بممارسة "السياحة الحزبية"، وبخيانة الحزب والسبسي وأصوات الناخبين.

ولفت في حديثه لـ"عربي21" إلى أن " النزاهة تقتضي من هؤلاء مثلما استقالوا من الكتلة البرلمانية لـ"نداء تونس"، أن يستقيلوا أيضا من العمل البرلماني لا التوجه لكتلة برلمانية أخرى منافسة".

وحمّل شوكات يوسف الشاهد مسؤولية تدمير الحزب وشق الصف عبر استمالة جزء من الكتلة النيابية.

وواصل: "السبسي الابن، صمد في وجه كل هذه الأعاصير التي واجهت الحزب من 2015 إلى هذا اليوم،  نتيجة طموحات بعض القيادات السياسية وحرص على بقائه كأكبر قوة سياسية، وكل ما يقال عن رغبته في الاستحواذ على الحزب ضرب من الأكاذيب".

وخلص إلى أن  أسماء نواب مستقيلين حديثا، مثل زهرة إدريس والمنصف السلامي، "صنعهم الحزب وكانوا قبل تصدرهم المشهد البرلماني نكرات لكن تكالبهم على السلطة دفعهم لخيانة الحزب"، وفق تعبيره.

وكان بيان صادر عن المدير التنفيذي لحركة نداء تونس، في 8 أيلول/ سبتمبر 2018، اتهم خلاله يوسف الشاهد بشق وحدة صف الحزب وممارسة ضغوط على نوابه ودفعهم نحو الاستقالة.


وفي سياق متصل، أعلن رئيس لجنة الإعلام  في حركة نداء تونس منجي الحرباوي، أن  الحزب سيحسم في مسألة طرد رئيس الحكومة يوسف الشاهد والنواب المستقيلين من الحزب في غضون الـ48 ساعة القادمة .

واعتبر الحرباوي في تصريح إعلامي، أن استقالة عدد من النواب من كتلة نداء تونس يندرج في "إطار مشروع سياسي يتمحور حول شخص رئيس الحكومة يوسف الشاهد بهدف تكسير النداء وتقسيمه".

التعليقات (1)
abou zied le tunisien
الجمعة، 21-09-2018 11:53 ص
أتسائل إلي متي سيدوم الخراب التي حل بتونس التي أتي به المقبور بورقيبة !!!... المهزلة بدأت مع القبور الذي أتي ببنت أخته, سعيدة ساسي, الأمية, تأمر وتنهي في القصر حتي عزله ... والآن , الباجي وهو من بقايا عهد المقبور يساند إبنه لرئاسة حزب النداء دون خجل ولا وجل !!!,