صحافة إسرائيلية

هكذا تعمل حملات نزع الشرعية عن إسرائيل في أوروبا

الفعاليات والحملات ضد إسرائيل تتركز في أوساط المجتمع المدني- جيتي
الفعاليات والحملات ضد إسرائيل تتركز في أوساط المجتمع المدني- جيتي

قال باحثان إن "إسرائيل تواجه شبكة كبيرة من العاملين في مجال حركة المقاطعة وحملات نزع الشرعية عنها حول العالم، لا سيما في القارة الأوروبية، حيث تتركز هذه الحملات الساعية لنزع الشرعية عن إسرائيل وتشويه صورتها في عدد من الدول الأوروبية".


وأضاف إيهود روزين، في ورقة بحثية نشرها المعهد المقدسي للشؤون العامة، وترجمتها "عربي21"، أن "الدول التي تشهد نشاطا متزايدا لحملات نزع الشرعية عن إسرائيل هي فرنسا، حيث توجد فيها الجالية اليهودية الأكبر في القارة الأوروبية، وتعاني من اتساع رقعة معاداة السامية، والعنف يزداد ضد اليهود".


وأوضح أن "ألمانيا من تلك الدول، حيث يعدّ اقتصادها الأكبر في القارة الأوروبية، وهي أحد الأركان المركزية في الاتحاد الأوروبي، وذات علاقات مميزة مع إسرائيل والفلسطينيين، حيث تقيم الجالية الفلسطينية الأكبر في القارة".

 

وذكر روزين، وهو محام دولي إسرائيلي، ويعمل بصورة دورية ضد نشاطات حركة المقاطعة العالمية، ويلاحقها في المحافل القضائية، أن "بلجيكا تشهد انتعاشا لحملات نزع الشرعية عن إسرائيل، لكن هذه الدولة تعيش منذ عدة سنوات حالة من عدم الاستقرار السياسي، وتعمل فيها عدة مؤسسات تابعة للاتحاد الأوروبي، وأخيرا هناك الولايات المتحدة، حيث توجد الجالية اليهودية الأكبر في العالم، وهي حليفة وثيقة لإسرائيل، وتعيش أيضا حالة من الاضطراب السياسي الداخلي".

 

وأوضح أن "حملات نزع الشرعية ضد إسرائيل في هذه البلدان تتخذ عددا من المسارات الحيوية لتنفيذ أجندتها وهي: السياسية، القضائية، الأكاديمية، الفنية، الثقافية، الدينية، والاقتصادية، وهدفها الأساسي حرمان إسرائيل من حقها في الوجود كدولة قومية للشعب اليهودي، ورغم الاختلاف القائم بين تلك الدول، لكن النتائج متشابهة تقريبا في الحديث عن الفعاليات الممارسة ضد إسرائيل".

 

وأشارت الدراسة إلى أن "النشطاء المنخرطين في هذه الفعاليات المعادية لإسرائيل يتركزون في اليسار الراديكالي، والجانب الإسلامي، لا سيما القريبين من جماعة الإخوان المسلمين، وهي الحركة الأم لحركة حماس، وتمتلك شبكة واسعة من التنظيمات المنتشرة في القارة الأوروبية، بجانب اليسار العربي، لا سيما القريبين من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وبعض أطراف فتح والسلطة الفلسطينية التي تعتبره جزءا من المقاومة الشعبية".

 

يوسي كوبرفاسر، المشارك بإعداد الدراسة، قال إن "أيا من هذه الجهات لا يتقبل قيام إسرائيل كدولة للشعب اليهودي، مع أنه يجب التفريق بين الحملة لنزع الشرعية عن إسرائيل كدولة، وانتقاد سياسة الحكومة الإسرائيلية الحالية، وهو ما لا يأخذ حيزا في تلك الفعاليات".

 

وزعم كوبرفاسر، المدير السابق لوزارة الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلية، والرئيس الأسبق لشعبة الأبحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، أن "التنسيق بين تلك الجهات المعادية لإسرائيل تكتيكي وليس استراتيجيا، فلكل جهة فعالياتها الخاصة بها، وأهدافها المستقلة، لكن نقطة القاسم المشترك بينها جميعا هي تصوير إسرائيل كدولة استعمارية كولونيالية، ومبعوثة الرجل الأبيض المستعمر في الشرق الأوسط".

 

تحدثت الدراسة عن أهم "الفعاليات التي تشهدها القارة الأوروبية لنزع الشرعية عن إسرائيل، ومنها World Social Forum (WSF، المؤتمر السنوي العادية للامبريالية، حركة المقاطعة العالمية  BDS، Russell Tribunal on Palestine (RToP).

 

وختمت بالقول إن "هذه الفعاليات والحملات ضد إسرائيل تتركز في أوساط المجتمع المدني: وسائل الإعلام، المؤسسات الأكاديمية، المنظومة القضائية، المنظمات غير الحكومية، نقابات العمال، المؤسسات الكنسية، وهم يستلهمون تجربتهم التاريخية في العمل ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا من حيث المقاومة عير العنيفة التي باتت تحظى بتأييد واسع حول العالم في السنوات الأخيرة".

 

كما أن هذه الحملات المعادية لإسرائيل "تعمل على مواءمة كل نشاط وفعالية مع ثقافة وقيم كل دولة على حدة، بحيث يم استقطاب الأقليات في تلك الدول؛ للانضمام لنشاطاتها، والتعاطف مع ما تعتبره اضطهادا لهم".

 

التعليقات (0)