ملفات وتقارير

ماذا وراء إصرار الاحتلال على هدم قرية "الخان الأحمر"؟

التفكجي: إسرائيل تعمل على شطر الضفة الغربية إلى قسمين رئيسيين- جيتي
التفكجي: إسرائيل تعمل على شطر الضفة الغربية إلى قسمين رئيسيين- جيتي

شكّل القرار الإسرائيلي، بهدم الخان الأحمر، تجاوزا كبيرا لخطوط حمر لما يعرف بالتسوية الفلسطينية الإسرائيلية، والأعراف الدولية، بحسب مختص فلسطيني.

وفي محاولة "عربي21" لرصد الأهمية الاستراتيجية لدى الاحتلال لقرية خان الأحمر الفلسطينية، وما الهدف الذي يسعى من خلاله لتحقيقه وراء هدم القرية الفلسطينية، أجاب خبير الاستيطان والخرائط ونظم المعلومات الجغرافية، خليل التفكجي، على مجموعة من التساؤلات بهذا الخصوص.

أهمية استراتيجية

عقب رفع سكان قرية الخان الأحمر التماسات عدة ضد هدم قريتهم، التي رفضتها كلها ما يسمى بـ"محكمة العدل العليا" العبرية، فقد أيدت تلك المحكمة بهدم قرية الخان الأحمر، وفق ما أوردته قناة "مكان" الإسرائيلي التي نوهت إلى أن "إسرائيل ستتمكن من هدم تلك القربة قريبا، وذلك بعد أن تلغي المحكمة في غضون سبعة أيام الأمر المؤقت الذي أصدرته مطلع تموز/ يوليو الماضي في أعقاب رفع هذه الالتماسات".

 

اقرأ أيضا: غضب فلسطيني بشأن هدم "الخان الأحمر" ودعوة لاعتصام مفتوح
 
وأوضح التفكجي، أن الأهمية الاستراتيجية للتجمعات السكانية التي تشمل "الخان الأحمر" و "أبو النوار" وغيرها، "تنبع من أن ما يجري في الخان الأحمر يأتي ضمن مشروع القدس الإسرائيلي 2050، والذي يطلق عليه مشروع 5800".
 
وأضاف في حديث لـ"عربي21": "هذا المشروع يقضي بإقامة مطار ضخم في منطقة الخان الأحمر، وإقامة منطقة سكك حديدية وشوارع، وإنشاء مناطق صناعية وتجارية وفنادق، إضافة لكل ما يتعلق بالمرافقات للمطار".

 

ولفت إلى أنه "بحسب المشروع الإسرائيلي، فستصبح القدس المحتلة ذات أقلية عربية وأغلبية يهودية مطلقة، وهو ما يتطلب إقامة مجموعة من الأحزمة الاستيطانية التي تحيط بمدينة القدس، وعدم إقامة دولة فلسطينية عاصمتها الشطر الشرقي من القدس المحتلة".
 
كما أن "هذا يرتبط بالشارع الذي أعلنت عنه السلطات الإسرائيلية عام 2007، ويحمل اسم "شارع نسيج الحياة"، علما بأنه لن يتمكن أي فلسطيني من قطع هذه المنطقة"، وفق الخبير الفلسطيني.
 
تطهير عرقي

 
وبين التفكجي أن التجمعات السكانية البدوية في هذه المنطقة يبلغ عددها نحو 46 تجمعا، مضيفا أن "أي سائح عندما يأتي من منطقة تل أبيب أو منطقة الساحل متجها نحو الأغوار، لا يشاهد أيا من تلك التجمعات السكانية العربية عقب هدمها، فيشعر أنه داخل الدولة العبرية".

 

اقرأ أيضا: محكمة إسرائيلية تعطي الضوء الأخضر لهدم قرية الخان الأحمر
 
وفي الوقت ذاته، نبه إلى أن "إسرائيل تقوم بعملية تطهير عرقي تجري في منطقة الأغوار من الشمال وحتى الجنوب، وذلك لترسيخ مفهوم الدولة العبرية التي تعتبر منطقة الأغوار جزءا منها".

 

تقسيم الضفة المحتلة

 

وحول تأثير هذه المشاريع الإسرائيلية على مستقبل إقامة دولة فلسطينية ذات تواصل جغرافي في الضفة، أكد التفكجي أن "دولة فلسطينية عاصمتها القدس انتهت بشكل كامل؛ هذا أولا، وثانيا، إسرائيل تعمل على شطر الضفة الغربية إلى قسمين رئيسيين، جنوبي يضم بيت لحم والخليل، وآخر شمالي، وعليه فأي دولة فلسطينية ذات تواصل جغرافي غير موجوده على الإطلاق".
 
وبشأن الأمر الثالث، فهو "يتعلق بمنطقة الأغوار التي تشهد تطهيرا عرقيا من قبل الاحتلال ضد السكان البدو بشكل كامل، وما جرى في منطقة سوسيا وأبو النوار، ويجري حاليا في الخان الأحمر وكل ما يتعلق بالبدو في هذه المنطقة، وما يجري أيضا في شمال الأغوار (منطقة الحديدية والفارسية وغيرها)، حيث حولت إسرائيل المنطقة، لمنطقة مغلقة عسكرية، لكن الهدف الإسرائيلي العملي؛ هو السيطرة عليها لأسباب اقتصادية واستثمارية".

 

اقرأ أيضا: منظمة دولية: هدم الاحتلال لقرية الخان الأحمر جريمة حرب
 
ورأى الخبير الفلسطيني، أن أي "دولة فلسطينية، سيتم وضعها في ساندويتش؛ بين المستوطنات الإسرائيلية والجدار من الناحية الغربية، ومن الناحية الشرقية منطقة الأغوار".
 
مخطط إسرائيلي

 

ولفت التفكجي إلى أن "الاحتلال يسعى لعملية الربط ما بين هذه المنطقة ومنطقة الشرق الأوسط ككل، وذلك عبر ما ذكر سابقا؛ أولا المطار ومن ثم شق الشوارع والسكك الحديدية".

وذكر أن "كل ذلك يرتبط أيضا بإقامة جسر على نهر الأردن إضافة لجسر الملك عبدالله المغلق حاليا"، موضحا أنه "سيجري ربط هذه المنطقة بالأردن ومن ثم بمنطقة الشرق الأوسط ككل؛ وهذا يرتبط بدراسة إقليمية إسرائيلية أخرى تسعى إلى إقامة سكك حديد لربط حيفا ومنطقة بيسان ومنطقة إربد، ومن ثم السعودية".
 
ونوه خبير الاستيطان والخرائط، إلى أن "كل هذا يأتي ضمن الدراسة الاقتصادية الإقليمية، التي تسعى أن تجعل من إسرائيل دولة مركز في المنطقة"، لافتا إلى أن "المطار المنوي تشييده، من المخطط له أن يستقبل 35 مليون مسافر سنويا، و12 مليون سائح".

 

اقرأ أيضا: قرار إسرائيلي بهدم قرية بدوية شرقي القدس وترحيل سكانها

وأشار إلى أن "من يرغب من القادمين عبر المطار بالسياحة العلاجية في البحر الميت، يحتاج لعشر دقائق فقط للوصول إلى هناك، ومثلهم لمن أراد أن يزور مدينة القدس المحتلة، كسياحة دينية".

التعليقات (0)