ملفات وتقارير

هذه تفاصيل سيطرة المخابرات الحربية على الإعلام في مصر

أغلقت السلطات المصرية عشرات القنوات بعد استيلاء السيسي على السلطة بمصر - جيتي
أغلقت السلطات المصرية عشرات القنوات بعد استيلاء السيسي على السلطة بمصر - جيتي
في حلقة جديدة من حلقات سيطرة المؤسسة العسكرية في مصر على وسائل الإعلام، وصل بيان لمجموعة من الصحفيين المصريين منسوبا لشركة "إعلام المصريين"، بأن شركة "إيجيل كابيتال" استحوذت على مجموعة قنوات "DMC" ووكالة "ANA".

إلا أن رئيس مجلس إدارة إعلام المصريين، المنتج تامر مرسي، نفى على حسابه على وسيلة التواصل الاجتماعي، فيس بوك، استحواذ الشركة على المجموعة.

وكان مصدر مطلع كشف لـ"عربي21" في وقت سابق من الشهر الماضي، أن شركة "دي ميديا" المالكة لمجموعة قنوات DMC التابعة للمخابرات الحربية مباشرة، وتشرف عليها الرئاسة، استحوذت بالفعل على غالبية أسهم شركة فيوتشر المالكة لمجموعة قنوات CBC  التي يمتلكها رجل الأعمال محمد الأمين.

طرد لميس وعودة عكاشة

وأوضح المصدر السابق أن "بنود اتفاق الاستحواذ نصت أيضا على رحيل الإعلامية "لميس الحديدي"، عن قناة سي بي سي العامة، وانتقالها إلى قناة أخرى ، دون معرفة السبب وراء ذلك."

وهو ما تأكد مطلع الأسبوع الجاري عندما تغيبت الإعلامية لميس الحديدي، عن الظهور في برنامجها "هنا العاصمة"، الذي تقدمه على شاشة "CBC"، رغم إعلانها انتهاء إجازتها السنوية وعودتها للعمل بداية من اليوم السبت الماضي.


وفي نهاية تموز/ يوليو  الماضي، أعلنت شركة "إعلام المصريين" وقف قناة "أون لايف" عن البث، بشكل مفاجئ، وإنهاء مشوار أحد أشهر محطات الأخبار بمصر بعد رحلة امتدت أكثر من سبع سنوات، منذ انبثاقها من قناة "أون تي في"، عقب ثورة 25 يناير.


وفي إطار المفاجآت التي تشهدها الساحة الإعلامية، تعاقد رئيس مجلس إدارة مجموعة إعلام المصريين، رجل الأعمال، تامر مرسي، الثلاثاء، مع الإعلامي توفيق عكاشة، للانضمام إلى شبكة قنوات الحياة لمدة 3 سنوات، لتقديم برنامج "توك شو".


محو خريطة الإعلام

وتسود قناعات واسعة بين الصحفيين والإعلاميين في قناة سي بي سي إكسترا أن المالك الجديد يعتزم إغلاق القناة الإخبارية الأوسع انتشارا، رغم نفي الشبكة للخبر أكثر من مرة، وتطمينات رجل الأعمال محمد الأمين، الذي تراجعت حصته إلى أقل من 15% في المجموعة بأسرها، وهو ما أكده مصدر صحفي لـ"عربي21" أن القناة ستواجه مصيرها المحسوم بالإغلاق.

وقالت مصادر قريبة من مسؤولي الإعلام بأجهزة المخابرات المصرية أن هناك توجها إلى تغيير خريطة القنوات الإخبارية الخاصة، عبر عدة خطوات من بينها دمج وإغلاق بعض تلك القنوات، لحساب قناة "دي إم سي نيوز" التابعة للمخابرات الحربية، التي تدعمها الرئاسة المصرية.

 وتقدمت رئيسة قناة DMCNEWS قبل يومين، منال الدفتار، باستقالتها، إلا أن مصدر صحفي أكد لـ"عربي21" في تقرير سابق، أن "ما حدث مع الدفتار يعد بمنزلة إقالة لها، بعد حدوث خلافات مع الإدارة الهندسية للقناة، من جهة، ومع اللواء ثروت، لواء سابق بجهاز المخابرات، ومقرب من رئيس جهاز المخابرات العامة، عباس كامل ".

 وإلى جانب تقديم الدفتار لاستقالتها أوضح المصدر أيضا أن "نائب مدير القناة للشؤون الفنية، المخرج محمد عبدالعزيز، تقدم باستقالته، وتأتي استقالتهما في أعقاب استقالة مساعدها الأسبق، الإذاعي أيمن عطية، الذي ساهم بشكل كبير في تأسيس القناة".

 المدفع والإعلام

وتعليقا على ما تشهده الساحة الإعلامية من تقلبات رأسا على عقب، أوضح الخبير الإعلامي، حازم غراب، في تصريحات لـ"عربي21" أن "الناس لا تكترث ولا تهتم بهذه التغيرات والتقلبات؛ لقد طفح الكيل وثبت أن الحال الإعلامي يتدهور من الأسوأ للأكثر سوءا"، مشيرا إلى أن الجمهور أعطى ظهره تماما لهذه الأبواق الدعائية منذ جرب عليها الكذب والتضليل والتدليس والانحدار تلو الانحدار والإسفاف".

 وأضاف: "لعل الجميع يتذكرون الهجمة على (إبسوس) وإغلاقها؛ لأنها كانت تسجل بشكل دوري وشبه موضوعي تراجع نسب مشاهدة تلك القنوات. القوم يذاكرون من كتاب الستينيات، ويعيشون وهم السيطرة على الإعلام بالحديد والنار … ولما جربوا المال لم تنجح التجربة".

وقلل من أثر امتلاك الجيش لفضاء الإعلام، قائلا: "العسكر يعودون بعد فشل تجربة السيطرة على المالكين إلى ما يجيدون: وضع فوهات بنادقهم على رؤوس الشغيلة أو تغييرهم بشغيلة غير محروقة، فهناك السماوات المفتوحة، والأثير المتاح للمتلقي على مدار الساعة، وحيث لا تخفى على الناس خافية، ولا يمكن غسل الأدمغة بماكينات قديمة صدئة".
التعليقات (0)