سياسة عربية

تدوينة لنقيب الصحفيين التونسيين عن "النهضة" تثير جدلا

لم يصدر أي بيان رسمي من النقيب أو من نقابة الصحفيين التونسيين واكتفى الأول بحذف التدوينة- جيتي/ أرشيفية
لم يصدر أي بيان رسمي من النقيب أو من نقابة الصحفيين التونسيين واكتفى الأول بحذف التدوينة- جيتي/ أرشيفية

فجرت تدوينة لنقيب الصحفيين التونسيين، عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، هاجم خلالها موقف حركة النهضة من قضية المساواة في الإرث، لغطا بين الأوساط السياسية والإعلامية.

وكتب نقيب الصحفيين ناجي البغوري، في تدونية حذفها لاحقا: "مجلس شورى حركة النهضة، لا يختلف في تقييمه للنصوص عن مجلس شورى داعش.. من الآخر بلا حركة مدنية بلا..".

وقال رئيس مجلس شورى الحركة، عبد الكريم الهاروني، في تصريح إعلامي، إنّ "ما دوّنه نقيب الصحفيين لا يمثل الصحفيين، ولا يرتقي لمستوى صحفي، ولا يليق بمستوى الصحافة في البلاد"..

ولفت إلى أنه "لا مجال للمقارنة بين أدبيات حركة النهضة وتنظيم داعش الإرهابي".

وفي السياق ذاته، اعتبر الناطق الرسمي للحركة عماد الخميري، في تصريح لـ"عربي21" أن "ما دونه نقيب الصحفيين، إن ثبت فعليا، فهو خارج السياق العام وأدبيات التعامل"، داعيا إياه لتوضيح موقفه بشكل رسمي حول التدوينة المسيئة التي نسبت إليه.

وكان بيان صادر عن مجلس شورى حركة النهضة منذ أيام، قد حسم رسميا موقف الحركة، الرافض لمبادرة الرئيس التونسي بخصوص المساواة في الميراث، مشددة على تمسكها بأحكام المواريث الشرعية، كما ورد في القرآن والسنة. 

استنكار وشجب

وأثارت التدوينة التي كتبها نقيب الصحفيين، جدلا في الأوساط السياسية والإعلامية، فيما لم يصدر أي بيان رسمي من النقيب أو من نقابة الصحفيين التونسيين.

واعتبر عضو النقابة، محمد اليوسفي، في حديثه لـ"عربي21" أن ما دونه نقيب الصحفيين، هو رأي شخصي من قضية حقوقية تشغل بال الرأي العام في البلاد، في إطار حرية التعبير التي كفلها له الدستور.

وأشار في المقابل، إلى أنه من حق البعض أن ينتقد الصياغة التي جاءت فيها التدوينة، محذرا من الانزلاق في خصومات ومعارك، في ظاهرها ضد ما كتبه النقيب، وفي باطنها استهداف ممنهج لقطاع الصحافة والصحفيين.

ونبه في الآن ذاته، من حملات الشيطنة والتكفير، التي طالت النقيب، وصارت تهدد حياته وسلامته الجسدية.

وعلق الإعلامي زياد الهاني في تصريح لـ"عربي21" على تدوينة نقيب الصحفيين بالقول: "كنت أتمنى أن يكون موقفه مسؤولا، بعيدا عن التشنج الذي لا يليق بمركز وهيبة نقابة الصحفيين".

وتابع: "تمنيت أن لا يصدر التعليق حول قضية المساواة في الإرث بصفة شخصية، بل ضمن موقف رسمي من النقابة باعتبارها هيكلا ديمقراطيا فاعلا في المجتمع المدني يطالب بإقرار المساواة الكاملة بين الجنسين، في جميع المجالات مثلما نص عليه الدستور".

وندد الهاني، بالهجمة التي وصفها بغير الأخلاقية ضد نقيب الصحفيين والتي وصلت حسب قوله إلى التكفير والشتم. 

واستنكر المحامي والناشط السياسي، شريف الجبالي، ما دونه النقيب في تدوينة بالقول: "السيد ناجي البغوري يتهم النهضة بالتحاقها بتفكير داعش لمجرد أن مجلس شورتها قال رأيا في قانون الميراث منسجما مع شرع الله، وثوابت الشعب التونسي المسلم، وثوابت هذا الحزب".

وواصل: "بصراحة إذا كان الأمر كذلك سيصبح كل الشعب التونسي بهذا المنطق الهزيل دواعش وبالمنطق السياسي سيتخندق برمته وراء النهضة". 

 


واتهمت الإعلامية أسماء البكوش، النقيب بالتجييش وقمع الرأي المخالف. وتابعت في تدوينة لها: "نقيب الصحفيين هو ممثل قطاع كامل، وهو صحفي كان يمكن أن يكتب تدوينة يعارض فيها موقف حركة النهضة بالحجج والبراهين، وبأسلوب يزيد النقاش عمقا فكريا".

 

التعليقات (0)