سياسة دولية

زعيم المتمردين بجنوب السودان يرفض توقيع اتفاق سلام نهائي

ذكر الوزير السوداني أن رفض المعارضة التوقيع يعني انتهاء المحادثات في الخرطوم- جيتي
ذكر الوزير السوداني أن رفض المعارضة التوقيع يعني انتهاء المحادثات في الخرطوم- جيتي

أعلن زعيم المتمردين في جنوب السودان رياك مشار الثلاثاء، رفضه التوقيع على اتفاق سلام نهائي مع الحكومة، في انتكاسة للجهود الإقليمية لإنهاء نحو خمس سنوات من الحرب الأهلية الدامية.


وكانت محادثات استمرت خلال الأسابيع الأخيرة في الخرطوم، بين رئيس جنوب السودان سلفا كير وخصمه نائبه السابق وزعيم المتمردين مشار، من أجل التوصل إلى اتفاق سلام شامل ينهي النزاع، الذي أسفر عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين منذ اندلاعه في كانون الأول/ ديسمبر 2013.


وفي تموز/ يوليو الماضي، أعلنت الخرطوم إرجاء التوقيع على اتفاق تقاسم السلطة في جنوب السودان، لعدم نيل نص الاتفاق الموافقة الكاملة من قبل طرفي النزاع.


واستضافت الخرطوم في حزيران/ يونيو الماضي، جولة مفاوضات بين الرئيس سلفا كير ونائبه السابق زعيم المتمردين رياك مشار، في إطار جهود دولية لإنهاء النزاع في جنوب السودان.


ووقع الزعيمان على عدة اتفاقات بينها اتفاق وقف دائم لإطلاق النار وآخر لتقاسم السلطة ينص على عودة مشار إلى منصبه كنائب أول للرئيس، إلا أن زعيم المتمردين رفض الثلاثاء التوقيع على الوثيقة النهائية.

 

اقرأ أيضا: الخرطوم تعلن إرجاء التوقيع على اتفاق تقاسم السلطة في جوبا


وفي هذا الإطار، أكد وزير الخارجية السوداني الدرديري محمد أحمد، أن "مجموعات المعارضة الرئيسية بجنوب السودان بما في ذلك الحركة الشعبية لتحرير السودان المعارضة بقيادة رياك مشار، رفضت التوقيع على وثيقة السلام.


وشدد أحمد، الذي عرض على الصحفيين والدبلوماسيين الذين حضروا لمتابعة ما كان يفترض أن يكون حفل توقيع أولي في الخرطوم لنص مسودة الاتفاق، على أنه "لن يكون هناك سلام في جنوب السودان دون المجموعات التي لم توقع اليوم".


وذكر الوزير السوداني أن رفض المعارضة التوقيع يعني انتهاء المحادثات في الخرطوم، مضيفا أن "هذه آخر جولة تفاوض ولن يكون هناك تفاوض مرة أخرى"، لافتا إلى أن الوسطاء سيرفعون النص إلى "إيغاد" رغم أنه لم يتضح بعد متى سيجتمع قادة التكتل لمناقشة المسألة.


وأشار مسؤولون إلى أن المجموعات المتمردة لديها خلافات بشأن سير عمل الحكومة الانتقالية المقترحة، وعدد الولايات التي سيتم تحديدها في البلاد وصياغة الدستور الجديد.


وفي وقت سابق هذا الشهر، وقع كير ومشار على اتفاق لتقاسم السلطة ينص على عودة زعيم المتمردين إلى الحكومة كنائب أول للرئيس من بين خمسة في هذا المنصب.

 

اقرأ أيضا: سلفا كير وزعيم المتمردين يلتقيان للمرة الأولى منذ عامين


وكان من المفترض أن يمهد الاتفاق الطريق أمام التوصل إلى معاهدة سلام نهائية وتشكيل حكومة انتقالية تتولى السلطة إلى حين إجراء الانتخابات.


لكن داعمي عملية السلام الدوليين شككوا في مدى قدرة الاتفاق على الصمود نظرا لعمق العداوة بين قادة جنوب السودان، والتي تعود إلى التسعينيات عندما انشق مشار أول مرة في ذروة الحرب التي خاضتها البلاد للاستقلال عن السودان.


وأصدرت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة بيانا مشتركا في العاشر من آب/ أغسطس حذرت فيه من وجود "تحديات كبيرة مقبلة ونحن قلقون من أن الترتيبات التي تم الاتفاق عليها حتى الآن غير واقعية ولا مستدامة".


وحصل جنوب السودان على استقلاله عن السودان في 2011 لكن بعد نحو عامين، اندلعت حرب جديدة بين كير ونائبه السابق مشار، وارتكبت خلال النزاع عمليات قتل واغتصاب واسعة، على أساس عرقي في كثير من الحالات، بينما أجبر نحو ثلث السكان على النزوح.

التعليقات (0)

خبر عاجل