ملفات وتقارير

لماذا هددت البعثة الأممية "ميليشيات" ليبيا المسلحة؟

دعت البعثة "حكومة الوفاق الليبية إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لمقاضاة المسؤولين عن هذه الأعمال الإجرامية"- عربي21
دعت البعثة "حكومة الوفاق الليبية إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لمقاضاة المسؤولين عن هذه الأعمال الإجرامية"- عربي21

أثار تهديد البعثة الأممية في ليبيا للمجموعات المسلحة هناك والتي تهاجم مؤسسات الدولة وتعطلها، تساؤلات حول جدوى وجدية هذا التهديد، وتكهنات حول نفاد صبر المجتمع الدولي بخصوص هذه المجموعات المسلحة المسيطرة على المشهد.

وأكدت البعثة الأممية أن "التدخل في عمل المؤسسات السيادية وفي الثروة الوطنية الليبية من قبل رجال "الميليشيات" هو أمر خطير ويجب أن يتوقف على الفور، معربة عن إدانتها الشديدة لأعمال العنف والتخويف وعرقلة عمل المؤسسات السيادية الليبية من قبل هذه "الميليشيات".

فرض "عقوبات"
ودعت البعثة في بيان رسمي، وصل "عربي21" نسخة منه، "حكومة الوفاق الليبية إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لمقاضاة المسؤولين عن هذه الأعمال الإجرامية"، مؤكدة أنها "ستقدم تقريرا إلى المجتمع الدولي وستعمل مع السلطات المختصة للتحقيق في إمكانية فرض عقوبات ضد هذه الميليشيات".

وكشفت البعثة أن "من بين هؤلاء من يعمل "إسميا" تحت إشراف وزارة الداخلية في حكومة الوفاق الوطني، لكنه في نفس الوقت يقوم بمهاجمة المؤسسات السيادية ومنعها من أداء عملها بشكل فعال"، حسب تعبيرها.

وهنا السؤال: ماذا بعد هذا التهديد؟ وما هي الخطوة التي سيتخذها المجتمع الدولي ضد هذه المجموعات؟

"فوضى وصراع مسلح"
من جانبه، رأى الضابط برئاسة الأركان الليبية، عقيد عادل عبد الكافي، أن "الأمم المتحدة هي من استخدمت هذه التشكيلات لحماية المجلس الرئاسي، وخلقت حالة من الاحتقان والتربص والعداء بين التشكيلات بعضها البعض رغم حصول هذه التشكيلات على تكليفات من الرئاسى".

وأشار في تصريح لـ"عربي21" إلى أن "بعض التشكيلات تحصلت على مميزات من قبل الحكومة الليبية مما عظم نفوذها، في حين استبعدت تشكيلات أخرى. وأن البعثة الأممية استخدمت "الرئاسي" في استمالة بعض المجموعات المسلحة التي تتوافق مع توجهاتها وخطتها".

 

اقرأ أيضاالبعثة الأممية تفتح النار على مليشيات طرابلس الليبية

وتابع: "وكان من الأفضل أن تقوم البعثة والحكومة بتفكيك وإعادة هيكلة ودمج هذه التشكيلات على أسس صحيحة داخل مؤسسات الدولة، أما بخصوص تهديد البعثة لهذه المجموعات بمجلس الأمن فهذا من المؤكد سيدفع إلى افتعال مواجهات بين التشكيلات المسلحة وتدخل البلاد فى صراع مسلح قد يطول".

تدخل مجلس الأمن
وأكد وزير التخطيط الليبي الأسبق، عيسى تويجر، أن "تحرك الأمم المتحدة وامتعاضها من تصرفات بعض المسلحين يعبر عن انسداد أفق الإصلاح بعد مضي 3 سنوات من دخول حكومة السراج إلى طرابلس وتفاقم الوضع الاقتصادي".

وأضاف لـ"عربي21"، أن "المسألة أشد تعقيدا مما عبرت عنه الأمم المتحدة، ولا يقتصر على سلوك "مليشيات" تتصرف باستقلالية، ولاشك أن الأمم المتحدة تدرك ذلك، ولديها المعلومات الكافية والقدرة على تفكيك هذه المنظومات".

واستدرك قائلا: "ولن يحدث ذلك قبل الوصول إلى تفاهم بين القوى الخارجية المتصارعة على ليبيا، وهو أمر قد يخرج عن إرادة بعثة الأمم المتحدة، ويتطلب تدخل مجلس الأمن".

"نقطة سوداء"
وقال الناشط والمدون الليبي، عبدالقادر القنين، إن "هذه المليشيات لديها انتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان فعلا، وهي تعتبر نقطة سوداء الآن في طرابلس وفي الاتفاق السياسي، وقد تتسبب في زعزعة الأمن ولا أدري لماذا "السراج" (رئيس الحكومة) يغض الطرف عنهم، أهو مستفيد منهم ومن حمايتهم له؟".

وأوضح في تصريح لـ"عربي21"، أن "تصرفات هذه "المليشيات" تصب في صالح حفتر، لأنه يستخدمها دائما في حملته الإعلامية من أجل الهجوم على العاصمة، لكن السؤال: لماذا لم تتحدث الأمم المتحدة بشكل واضح عن "جرائم" حفتر في حق الليبيين؟"، حسب تعبيره.

نجاح "البعثة الأممية"
لكن المحلل السياسي الليبي، أسامة كعبار، أشار إلى أن "المجتمع الدولي حريص على عدم العودة إلى المواجهات المسلحة بين الفصائل المختلفة، وأنه سينجح فى نزع فتيل الصراع، ولكنه لن ينجح فى حل المشاكل العالقة لتشابك المصالح بين تجار الحروب والاعتمادات المصرفية وغيرها من الامتيازات".

 

اقرأ أيضاالبعثات الأوروبية بليبيا تنتقد أحكام الإعدام بـ"استئناف" طرابلس

ورأى أنه "ليس من الغريب أن تتخذ البعثة الأممية هذا الإجراء وهذه اللغة التحذيرية والتي من شأنها أن تزيد من تعقيد الأمور فى البلاد ودفعها إلى صراع مسلح مفتوح ستدفع العاصمة وأهلها ثمنه"، كما قال لـ"عربي21".

"هيكلة وتغيير قادة"
وقال الصحفي الليبي، ياسين خطاب، إن "‏بيان البعثة الأممية يأتي في سياق الرد على ما قامت به مجموعات مسلحة‏ من اعتداء ‏على مقر شركة البريقة لتسويق النفط، ‏وهو ربما ما بدأ ‏يدفع حكومة الوفاق إلى محاولة إعادة تموضع ‏الأجهزة الأمنية في طرابلس".

وأضاف لـ"عربي21": "وهذا التموضع يأتي في ظل الحديث عن أن رئيس حكومة الوفاق الليبية ‏بدأ جديا في ‏ إعادة النظر ‏في هيكلة هذه الأجهزة وتغيير‏ قيادتها ‏في خطوتين لأخذ زمام المبادرة في العاصمة، ‏ما قد ‏‏يثير الأوضاع بطرابلس في الأيام القريبة المقبلة".
 

التعليقات (0)