سياسة عربية

تواصل مسيرة العودة بجمعة "الوفاء للطواقم الطبية والإعلامية"

أدى قمع قوات الاحتلال الدموي للمشاركين في مسيرات العودة، لارتقاء 170 شهيدا من بينهم صحفيان وثلاثة مسعفين- عربي21
أدى قمع قوات الاحتلال الدموي للمشاركين في مسيرات العودة، لارتقاء 170 شهيدا من بينهم صحفيان وثلاثة مسعفين- عربي21

تواصل مسيرات العودة وكسر الحصار فعاليتها في قطاع غزة للجمعة الثانية والعشرين على التوالي، وذلك دعما للأطقم الطبية والصحفية التي طالها الاستهداف من قوات الاحتلال الإسرائيلي.

مسيرة العودة مستمرة


وأطلقت الهيئة الوطنية العليا لمخيمات مسيرة العودة وكسر الحصار، على اليوم "جمعة الوفاء للطواقم الطبية والإعلامية"، وذلك تأكيدا لاعتزازها "بالجهود الكبيرة والروح التضحوية العالية التي بذلتها وتبذلها الطواقم الطبية، منذ انطلاق مسيرة العودة".

وقدّرت في بيان لها وصل إلى "عربي21" نسخة عنه، أيضا "الجهود العظيمة، للأطقم الصحفية المستمرة في تحدي هذا العدو المجرم، في نقل الحقيقية والكشف عن الوجه النازي لهذا العدو وسياساته الهمجية وجرائمه، وفضحه أمام المؤسسات الدولية والقانونية والإنسانية في العالم من أجل محاكمة قادته كمجرمي حرب".

ونبهت الهيئة إلى أن الشعب الفلسطيني، عازم على "مواصلة هذه المسيرة المعمدة بالتضحيات الجسام، مهما بلغت درجات العدوان بأشكاله المتعددة، والحصار والأوضاع المعيشية الصعبة"، مؤكدة أن "مسيرات العودة مستمرة ومتواصلة ولن تتوقف".

وأوضحت أنه "لا مقايضة ولا مساومة على حقوقنا العادلة المتمثلة برفع الحصار بشكل كامل عن غزة، وإنهاء معاناة شعبنا ووقف كل أشكال العدوان".

كما طالبت الهيئة، المجتمع الدولي بـ"تحمل مسؤولياته بالتدخل من أجل وقف جرائم الاحتلال المستمرة بحق شعبنا، واستهدافه المتعمد للطواقم الطبية".

ودعت الهيئة جماهير الفلسطينيين للمشاركة في فعاليات اليوم التي ستبدأ الساعة الخامسة عقب صلاة العصر، في مخيمات العودة الخمس المنتشرة بالقرب من الخط العازل شرقي قطاع غزة.

محاكمة قادة الاحتلال


وحول استهداف قوات الاحتلال للأطقم الطبية والإعلامية المختلفة، أكد الخبير الفلسطيني في القانون الدولي، حنا عيسى، أن "إسرائيل لا تحترم قواعد القانون الدولي الإنساني، وقواتها لا تميز بين مختلف فئات الشعب وتستهدف الكل الفلسطيني بالنار؛ من مسعف أو صحفي أو مواطن".

وأوضح في حديث خاص لـ"عربي21"، أن قوات الاحتلال تريد "إرعاب المواطنين كي لا يشاركوا في الأنشطة المختلفة لمسيرات العودة"، منوها إلى أن "قتل الطبيب أو المسعف، يعني عدم إسعاف الجرحى، كما أن قتل الصحفي يأتي بهدف عدم نقل الحقيقية عما يدور في الجهة الشرقية للقطاع".

وأضاف عيسى: "إسرائيل بذلك تنتهك (اتفاقية جنيف الرابعة) لسنة 1949، التي وضعت في الأساس لتنظيم وجود قوات الاحتلال وحماية السكان المدنيين، كما أنها لا تحترم (نظام روما) الذي أكد أن الجرائم في مجملها أربعة، التي أشار إليها في المادة الخامسة".

وذكر الخبير، أن "الجرائم الأربعة هي؛ جرائم الحرب، جرائم ضد الإنسانية، جرائم الإبادة الجماعية وجريمة العدوان"، مؤكدا أن "إسرائيل ترتكب كل هذه الأنواع من الجرائم ولا تقيم وزنا لأحد وسبب ذلك؛ أنه لا يوجد عقوبات دولية رادعة لها بسبب استخدام الولايات المتحدة حق النقض الفيتو".

ورأى أنه من "العار على الأمم المتحدة أن تبقى في هذه الحالة بما يتعلق بقتل المدنيين الفلسطينيين الأبرياء في حال النزاع المسلح، فما بالنا وإسرائيل تقتلهم خلال مشاركتهم في مسيرات العودة السلمية الشعبية".

وبشأن محاكمة قادة الاحتلال على ما يرتكبونه من جرائم بحق مختلف أبناء الشعب الفلسطيني، بين عيسى أن "الجرائم لا تسقط بالتقادم، وهناك اتفاقية للأمم المتحدة لسنة 1968، تتحدث عن ذلك، إضافة للمادة 29 في (نظام روما) التي تنص حرفيا؛ على عدم سقوط الجرائم، وهذا ما ينطبق على إسرائيل".

وشدد على أهمية أن يتم "توثيق جرائم الاحتلال في إطار قانوني متبع، كما هو الإجراء المتبع في (نظام روما)، وذلك بحسب الموصفات والمقاييس المتبعة قانونا، وذلك حتى تأتي اللحظة المناسبة لرفع هذه القضايا للمحكمة الجنائية الدولية على سبيل المثال، أو تشكيل محكمة جنائية خاصة من مجلس الأمن لملاحقة ومعاقبة كل من ارتكب جريمة حرب بحق الشعب الفلسطيني".

وأدى قمع قوات الاحتلال الدموي للمشاركين في مسيرات العودة، لارتفاع عدد الشهداء إلى 170 شهيدا من بينهم؛ صحفيان وثلاثة مسعفين، ووصل عدد الجرحى لأكثر من 18 ألف مصاب بجراح مختلفة، بينهم أكثر من 250 من الصحفيين والأطقم الإعلامية، و370 من الأطقم الطبية، وفق إحصائية وصلت إلى "عربي21" نسخة عنها، صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية.

يشار إلى أن إحصائية الصحة، لا تشمل  نحو 6 شهداء، زعمت قوات الاحتلال استشهادهم وما زالت "إسرائيل" تختطف جثامينهم، وبذلك يرتفع عددهم إلى 174 شهيدا، مع التذكير أن هذه الإحصائية لا تشمل العديد من الشهداء الذين قضوا في قصف الاحتلال لمواقع للمقاومة الفلسطينية.

وانطلقت مسيرات العودة في قطاع غزة يوم 30 آذار/مارس الماضي تزامنا مع ذكرى "يوم الأرض"، حيث تم إقامة خمس مخيمات على مقربة من الخط العازل، الذي يفصل قطاع غزة عن باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة.

التعليقات (0)