سياسة عربية

"هستيريا" تضرب إسرائيل بسبب رفع علم فلسطين وسط تل أبيب

ناشط من فلسطينيي الداخل يرفع العلم الفلسطيني في تل أبيب- جيتي
ناشط من فلسطينيي الداخل يرفع العلم الفلسطيني في تل أبيب- جيتي

تسبب رفع العلم الفلسطيني السبت الماضي، خلال مظاهرة نظمتها لجنة المتابعة العربية العليا في "إسرائيل" رفضا لـ"قانون القومية"، بحالة من "الهستيريا" والانتقادات الداخلية الإسرائيلية.

وهاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المظاهرة التي نظمت مساء السبت ضد قانون القومية، حيث انطلقت من ميدان "رابين" نحو ميدان متحف "تل أبيب" ورفعت خلالها الأعلام الفلسطينية، وقال: "رأينا أعلام منظمة التحرير ترفع في قلب تل أبيب".

ورأى أن "أعدادا كبيرة من المتظاهرين يريدون الغاء القانون الذي ينص على حق اليهود بالقدوم إلى إسرائيل (فلسطين المحتلة) وكذلك النشيد القومي وتحويلها لدولة إسرائيلية فلسطينية أو دولة لجميع مواطنيها"، وفق ما نقلته قناة "مكان" الإسرائيلية.

ونوه نتنياهو، أنه "لهذا السبب بالضبط تم سن قانون القومية الذي أصبح واضحا أكثر من أي وقت مضى، أننا في حاجة إليه لضمان مستقبل إسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي".

وبدورها، نوهت وزيرة الثقافة القريبة من رئيس الوزراء، ميري ريغيف، أنها "ستقدم شكوى للمستشار القانوني للحكومة افيحاي ميندلبليت بسبب رفع أعلام فلسطينية خلال مظاهرة تل أبيب".

ورأت أن تحالف اليسار الإسرائيلي مع العرب "مناف للعقل"، موضحة أنه "يتعين على ميندلبليت أن يتخذ موقفا واضحا على ضوء الهتافات التحريضية التي أطلقت خلال المظاهرة"، وفق زعمها.

من جانبها، أكدت صحيفة "هآرتس" العبرية، في افتتاحيتها اليوم، أن "نتنياهو كعادته لا يفوت فرصة للتحريض، كي يصرف النقاش الجماهيري عن المواضيع الحقيقية".

وفي ضوء رفع علم فلسطين خلال المظاهرة، قال رئيس الوزراء: "لا دليل أفضل على ضرورة القانون"، وعلقت الصحيفة على هذا بقولها: "وكأن قانون القومية هو رد على اضطراب داخلي في المجتمع العربي وليس محاولة فظة لتحريض الجمهور اليهودي عليه"، مضيفة: "كذب بوقاحة مصممة".

وأوضحت أن المظاهرة التي شارك فيها فلسطينيون من الداخل ونشطاء إسرائيليون، كانت بمثابة "استعراض رائع ونادر للتضامن وتوحيد القوى ضد روح الشر التي تهب من الكنيست الإسرائيلي".


ولفتت إلى أن رؤساء المعارضة في "إسرائيل"، ومنهم على وجه الخصوص، رئيس حزب "العمل" آفي غباي، "يقعون المرة تلو الأخرى في الفخاخ التي يعدها لهم نتنياهو، وبدلا من أن يهاجم نتنياهو بسبب قانون القومية، يجد زعيم المعارضة نفسه يهذر عن حق العودة"، حيث رفض غباي المشاركة في المظاهرة بحجة أنها تدعو لحق العودة.

وأضافت: "لقد جعل نتنياهو من رفع أعلام فلسطين لب الموضوع، كي يجر إسرائيل بكاملها لمنطقة مريحة له وبالتالي يلغي الاحتجاج المبرر".

وتحت عنوان: "ماذا حصل في الميدان أول أمس.. يا ويلي، علم!"، تحدث الكاتب الإسرائيلي في افتتاحية صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، ناحوم برنيع، وقالت بلغة ساخرة: "يا له من خوف، إرهاب الأعلام؛ انتفاضة الأقمشة، أين سلاح الجو؟.."، وذلك في انتقاد منه لتقرير سابق لذات الصحيفة بعنوان: "أعلام فلسطين في قلب تل أبيب".

وقالت: "تل أبيب؛ هذه المدينة المفتوحة يمكنها أن تحوي كل الأعلام؛ أعلام المثليين وأعلام الدروز وغيرها، لكن العلم الفلسطيني وحده لا يمكنها أن تحويه"، - وفق ما "يديعوت". وأكد برنيع، رفع "الأعلام كشف تناقضا داخليا" لدى المجتمع الإسرائيلي.

قال الكاتب الإسرائيلي لدى صحيفة "معاريف" العبرية، ران إدليست: "يعرف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بالضبط ما الذي يفعله حين ضغط لإقرار قانون القومية، وإطلاق الشيطان القومي المتطرف قبل الدورة الشتوية، التي هي دورة الانتخابات".

وأوضح أنه "ليس هناك مثل الخصخصة الفظة لروح الإسرائيلي المضطربة، كي ينتزع منها موقف المعتدي والمعتدى عليه"، معتبرا أن "النص الضمني في أعقاب مظاهرة السبت، أن العرب واليهود الخونة يندفعون لتل أبيب اليوم كي يحتلوا إسرائيل غدا".

ورأى إدليست، أن نتنياهو مستمر في تخويف المجتمع الإسرائيلي من العرب (المقيمين في فلسطين المحتلة عام 1948)، "وهذا استمرار مباشر لأسلوب "العرب يندفعون بالباصات" في ختام الانتخابات السابقة"، حيث أطلق نتنياهو خلال الانتخابات تصريحا عنصريا لدفع الناخب الإسرائيلي للإدلاء بصوته.

وذكر الكاتب، أن "المكون الفني للتخويف كان (هذه المرة) العلم الفلسطيني"، لافتا إلى أن "من يرى في البالونات والسكاكين أسبابا لمواصلة الحصار وتوسيع المستوطنات، فإن الأعلام بالنسبة له هي قنبلة نووية"، وفق قوله.

وأشار الكاتب إلى أن هذه "هبة هستيرية قبيل الانتخابات، وهي أداة ناجعة لنشر المواد السامة، مثل ترسيم الخونة قبيل الحرب، فالإعداد للحرب هو عنصر هام في كل انتخابات"، مضيفا: "وكأن علم فلسطين لم يرفع في مكتب نتنياهو عندما زاره محمود عباس".

التعليقات (0)