رياضة دولية

لماذا أغلق الإنجليز باب الانتقالات الصيفية مبكرا؟

الحارس الإسباني كيبا أريزابالاغا- صحيفة زود دويتشه تسايتونغ
الحارس الإسباني كيبا أريزابالاغا- صحيفة زود دويتشه تسايتونغ

نشرت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية تقريرا سلطت من خلاله الضوء على أسباب ونتائج قرار الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم القاضي بإغلاق باب الانتقالات الصيفية في التاسع من آب/أغسطس.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه من المقرر أن يكون اليوم هو آخر أيام موسم الانتقالات الصيفية، قبل صافرة انطلاق الموسم الجديد من الدوري الإنجليزي الممتاز يوم الجمعة.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يغلق فيها باب الانتقالات في الدوري الإنجليزي قبل بداية الموسم، وقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع كبير في أسعار اللاعبين في أوروبا، ولكن على المدى القصير فحسب، حيث قد تشهد انخفاضا حادا مرة أخرى. وفي الواقع، يعتبر ذلك ميزة بالنسبة للأندية الألمانية.

وأفادت الصحيفة أن اليوم الخميس يشهد ضغطا على كل العناصر في الدوري الإنجليزي، بداية من الأطباء، المنوط بهم الكشف عن اللاعبين الجدد، والمديرين الفنيين المطالبين بإبداء رأيهم في هؤلاء اللاعبين، وصولا إلى إدارات الأندية التي يجب عليها التفاوض مع الأندية الأخرى أو مع وكلاء اللاعبين. ولكن السؤال المطروح هو: لماذا أقبل الإنجليز على تلك الخطوة؟

وأوردت الصحيفة أن الاتحاد الإنجليزي يرغب في أن يجبر الأندية على تقديم قائمة واضحة وجدية بأسماء اللاعبين قبل بداية الموسم، حتى لا يحدث مثلما حدث السنة الماضية مع اللاعب، أليكس أوكسليد-تشامبرلين.

 

وقد خسر هذا اللاعب ثالث مباراة له مع ناديه السابق أرسنال ضد ليفربول في بداية الدوري، وبعد بضعة أيام من تلك المباراة، وقع تشامبرلين على عقد انتقاله إلى ليفربول.

وفي الحقيقة، أراد الاتحاد الإنجليزي تدارك إحدى العيوب التنافسية في كرة القدم الإنجليزية، ولكن من الواضح أنه فشل في ذلك.

 

فعلى سبيل المثال، تعتبر صفقة انتقال الحارس الإسباني، كيبا أريزابالاغا، هي الأغلى في تاريخ صفقات حراس المرمى، على الرغم من أنه ليس أفضل حارس مرمى في العالم.

وذكرت الصحيفة أن نادي تشيلسي الإنجليزي سعى للتعاقد مع كيبا، حارس مرمى نادي أتلتيك بيلباو، بشتى الوسائل الممكنة، وذلك بسبب الرحيل المتوقع للحارس الأساسي للفريق، تيبو كورتوا، إلى نادي ريال مدريد.

 

وقد بلغت قيمة انتقال كيبا لتشيلسي قرابة 80 مليون يورو، ليصبح أغلى حارس مرمى في تاريخ كرة القدم.

علاوة على ذلك، أصبحت إدارة نادي ليستر سيتي في مأزق كبير في ظل الرحيل المنتظر للمدافع الأقوى في الفريق، هاري ماغواير، إلى نادي مانشستر يونايتد.

 

وقد تضطر إدارة النادي إلى دفع أكثر من 20 مليون يورو لقاء انتقال المدافع التركي الشاب، كاجلار سويونكو، لاعب نادي فرايبورغ الألماني. وتعد تلك القيمة أكبر بكثير من قيمته السوقية، ولكن مما لا شك فيه أنه لاعب موهوب.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأندية الإنجليزية أشعلت سوق الانتقالات الصيفية، بسبب الأسعار الخيالية للصفقات التي أبرمتها، وذلك بهدف الحصول على اللاعب المطلوب في أسرع وقت ممكن وبأي ثمن.

 

وبالطبع، دفع ذلك بعض الأندية الأخرى في أوروبا للخروج من سباق التعاقدات خلال هذا الصيف، لأن مواردها المالية أقل بكثير من الأندية الإنجليزية.

في المقابل، من المؤكد أن تعود أسعار اللاعبين إلى طبيعتها أو أن تنخفض لمستوى أقل من الحالي، بعد انقضاء سوق الانتقالات الإنجليزي.

 

وستستغل باقي أندية الدوريات الأوروبية الأسابيع الثلاثة المقبلة، حتى 31 آب/أغسطس، لإتمام صفقاتها.

وأبرزت الصحيفة أن الأندية الألمانية تراقب عن كثب لاعبي الدوري الإنجليزي، غير الراضين عن وجودهم مع أنديتهم الحالية، بسبب عدم إشراكهم في المباريات كأساسيين.

 

وبالفعل، هناك بعض اللاعبين الذين أبدت الأندية الألمانية اهتمامها بهم. وفي هذا السياق، قال مدير الكرة في نادي آينتراخت فرانكفورت الألماني، فريدي بوبيتش: "سنتفاوض مع اللاعبين ووكلائهم بأريحية أكبر، لأن أخطر سوق للانتقالات سيغلق أبوابه. ويمكننا حتى الآن شراء لاعبين من الأندية الإنجليزية، بينما لا يستطيعون هم شراء لاعبين منا".

وقد قرر رؤساء الأندية الألمانية في بداية السنة أن يكون تاريخ إغلاق باب الانتقالات الصيفية في 31 آب/ أغسطس. وبطبيعة الحال، لن تفوت الأندية الألمانية تلك الأفضلية على الأندية الإنجليزية لإبرام تعاقدات مميزة.

 

ولا يمكن القول إن الاتحاد الإنجليزي ظلم الأندية الإنجليزية بهذا القرار، فالإنجليز يدركون جيداً ما يقومون به. وقد تعامل الإنجليز مع هذا العيب التنافسي بمستوى جديد من اللامبالاة.

وفي الختام، نقلت الصحيفة عن رئيس نادي شتوتغارت الألماني، ميشاييل راشكه، قوله إن "الأندية الإنجليزية لا تقلل من قيمتها بهذا الأمر، وإنما تزداد قوة، فهم يأخذون قراراتهم بشكل مستقل عن أوروبا.

 

ولكن في الحقيقة، لن يكون قرارهم ذا تأثير كبير على باقي البطولات الأوروبية". والجدير بالذكر أنه لم يكن هناك إجماع على هذا القرار في إنجلترا، حيث كان المدرب البرتغالي، جوزيه مورينيو، من أشد المعارضين له.


0
التعليقات (0)