سياسة دولية

صحيفة روسية: أردوغان لا ينوي الاستسلام لتهديدات واشنطن

أردوغان عرض سابقا تبادل برانسون مع غولن لكنه تراجع- جيتي
أردوغان عرض سابقا تبادل برانسون مع غولن لكنه تراجع- جيتي
نشرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن التصريح الذي أدلى به الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي هدد بأنه في حال فُرضت عقوبات على تركيا، ستفقد واشنطن حليفها الرئيسي في الشرق الأوسط.

قالت صحيفة "كوميرسانت" الروسية إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان غير مستعد لتقديم تنازلات بشأن القضايا المثيرة للجدل مع واشنطن وإن بلاده لن تتوانى عن رفع دعوى قضائية أمام المحكمة الدولية إذا رفضت واشنطن تسليم مقاتلات أف 35.

ولفتت الصحيفة إلى تهديد أردوغان للولايات المتحدة في حال فرضها عقوبات على بلاده بفقدان حليفها الرئيس في الشرق الأوسط فضلا عن رفضه الطلب الأمريكي للإفراج عن القس أندرو برانسون المتهم بالتحريض على محاولة الانقلاب الفاشلة صيف عام 2016.

وأضافت الصحيفة أن ردة فعل الرئيس التركي على تهديدات واشنطن حول فرض عقوبات على تركيا، تشير إلى نيته في قطع العلاقات مع الولايات المتحدة، والتوجه نحو الشركاء الأوروبيين إلى جانب إيران وروسيا. وفي تغريدة على حسابه على تويتر، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو: "لن نتسامح مطلقا مع تهديدات من أي طرف كان، والقانون يطبق على الجميع دون استثناء".

وأشارت الصحيفة إلى أن القس الأمريكي أندرو برانسون اعتقل في شهر تشرين الأول/ أكتوبر من سنة 2016 من طرف السلطات التركية، بتهمة التواطؤ مع حركة غولن، التي تعتبرها تركيا منظمة إرهابية شاركت في التخطيط لمحاولة الانقلاب التي عرفتها البلاد. وقد أثيرت قضية برانسون من جديد على خلفية رفض محكمة مقاطعة إزمير التركية الإفراج عنه، ووضعه قيد الإقامة الجبرية ومنعه من مغادرة البلاد.

ومن المقرر عقد جلسة استماع فيما يتعلق بقضية برانسون في 12 تشرين الأول/ أكتوبر. وبالإضافة إلى علاقاته مع حركة غولن، فإن القس الأمريكي متهم بإقامة علاقات مع حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا. وفي حال، اعترافه بالتهم المنسوبة إليه سيواجه حكما بالسجن يصل إلى 35 سنة.

وأوردت أن قضية القس الأمريكي كان لها وقع كبير على العلاقات بين البلدين، لاسيما في ظل اعتقاد الجانب التركي بأن هناك علاقة تربط بين القس الأمريكي والواعظ الإسلامي فتح الله غولن، الذي يعيش في الولايات المتحدة، حيث طالبت تركيا في العديد من المناسبات بتسليمه.

وكان الرئيس التركي في أيلول/ سبتمبر من العام الماضي، عرض الإفراج عن برانسون مقابل تسليم واشنطن لغولن في إطار صفقة تبادل. ولكن سرعان ما عدل أردوغان عن رأيه قائلا: "لن نتعامل مع القس الأمريكي أبدا كورقة مساومة".

وأفادت الصحيفة بأن تخطيط تركيا لشراء منظومة الدفاع الجوي "إس-400" الروسية من بين العوامل التي أدت إلى توتر العلاقات التركية الأمريكية. وفي محاولة منها إرغام تركيا على التراجع عن شراء هذه المنظومة، هدد الكونغرس الأمريكي بعدم تسليم أنقرة مقاتلات إف-35. ومع ذلك، أوضح الرئيس التركي أن التهديدات والعقوبات الأمريكية لن تجبر أنقرة على التراجع، مشيرا إلى إمكانية بحث تركيا عن بديل للمقاتلات.

وأكدت أن تركيا لن توافق على العقوبات الأمريكية المفروضة ضد طهران، ولن تتخلى عن ناقلات النفط الإيرانية. في هذا الصدد، قال أردوغان: "سبق وأعلمت أوباما وسأعيد ذلك لترامب، أن تركيا تشتري الغاز من إيران، وإذا امتنعت عن ذلك من الذي سيؤمن حاجيات تركيا من الغاز؟". ونتيجة لتوتر العلاقات الأمريكية التركية، تراهن تركيا على قوى بديلة، وتحاول إحياء الحوار مع شركاء الولايات المتحدة في أوروبا الغربية.

وفي الختام، ذكرت الصحيفة أنه أثناء تواجده بقمة بريكس، دعا الرئيس التركي إلى تفعيل التعاون الاقتصادي بين بلاده والدول الأعضاء، فضلا عن ضرورة إقامة علاقات وثيقة بين البريكس ومنظمة التعاون الإسلامي.
التعليقات (0)