كتاب عربي 21

حوار إسلامي في لندن: نحو خريطة طريق لاستعادة الدور والفعالية

قاسم قصير
1300x600
1300x600
مرة أخرى ينجح منتدى الوحدة الإسلامية في لندن في جمع عدد كبير من القيادات والشخصيات الإسلامية متنوعة الانتماء السياسي والفكري؛ من أجل بحث الأزمات القائمة في الواقع الإسلامي، ووضع آلية عمل وخريطة طريق لاستعادة دور الحضور الإسلامي وفعاليته، سواء في بلاد المهجر أو في البلاد العربية والإسلامية.

فما بين 20 و22 تموز/ يوليو الجاري عقد في لندن المؤتمر الحادي عشر لمنتدى الوحدة الإسلامية تحت عنوان: الإسلام يقود الحياة، وحضره وفود من مصر ولبنان والعراق واليمن والبحرين وتركيا وروسيا والصومال والمغرب وفرنسا.

ويشارك في أعمال المنتدى والإشراف عليه قيادات من حركة الإخوان المسلمين وتجمع العلماء المسلمين في لبنان ومجلس التقريب بين المذاهب الإسلامية في إيران والعراق، وحزب السعادة التركي، إضافة لشخصيات معارضة من البحرين ومن مختلف الأطياف العراقية، مما يجعله منتدى إسلاميا فكريا وسياسيا وحدويا حقيقيا.

ومع أن الشعار الذي طرحه المنتدى، وهو شعار الإسلام يقود الحياة، هو شعار مثالي ويتطلب جهدا فكريا وسياسيا واجتماعيا واقتصاديا تجديديا من أجل تحقيقه وتطبيقه عمليا، فإن النقاشات التي دارت في المؤتمر كانت مهمة وعميقة، ونجحت في إثارة مختلف المشكلات التي يواجهها المسلمون اليوم، سواء في بلاد المهجر أو في الدول العربية والإسلامية، كما تعرضت الحوارات إلى تجارب الحركات الإسلامية في الحكم والمعارضة والأسباب التي أدت إلى تحقيق بعض النجاحات، أو أسباب الفشل والتراجع الذي عانت منه.
النقاشات التي دارت في المؤتمر كانت مهمة وعميقة، ونجحت في إثارة مختلف المشكلات التي يواجهها المسلمون اليوم

وقد توزعت أعمال المؤتمر على عدة جلسات، وكانت حول الموضوعات التالية: رسالة الدين ومستقبل البشرية، القيم الإنسانية والحضارية في الإسلام، دور الإسلام والتشريعات الإسلامية في الأنظمة الوضعية، القضية الفلسطينية في ضمير الأمة.

وقد طرح المشاركون من خلال مداخلاتهم والمناقشات التي جرت في الجلسات المختلفة النقاط التالية:

أولا: أن عنوان المؤتمر هو موضوع سجالي، ويفتح المجال مجددا لمناقشة دور الإسلام في الحياة العامة، وضرورة استمرار هذا الحوار والنقاش من أجل تقييم كل تجربة الصحوة الإسلامية، ولا سيما في العقود الأربعة الأخيرة.

ثانيا: الحاجة القوية لاستعادة مفهوم الرحمة في المشروع الإسلامي اليوم، ولا سيما على صعيد علاقات المسلمين في ما بينهم أولا ومع الآخرين ثانيا، وعلى المستوى الفردي أو المؤسساتي، وذلك لتغيير الصورة النمطية السلبية عن المسلمين، والتي انتشرت في السنوات الأخيرة. 
الحاجة القوية لاستعادة مفهوم الرحمة في المشروع الإسلامي اليوم، ولا سيما على صعيد علاقات المسلمين في ما بينهم أولا ومع الآخرين ثانيا، وعلى المستوى الفردي أو المؤسساتي

ثالثا: ضرورة استعادة الدور الريادي للإسلام والمسلمين على المستوى العالمي، وكيفية المساهمة في بناء السلام العالمي، ورفض أي صورة نمطية من أن الإسلام يدعو للعنف وقتل الآخرين، خصوصا أن العالم اليوم يواجه مشكلات حضارية وسياسية أدت لانتشار الحروب والصراعات.

رابعا: التقاء الإسلام مع بقية الرسالات السماوية، وحتى مع بعض الأنظمة الوضعية، في الدعوة لتعزيز القيم الإنسانية والدفاع عن مصالح الإنسان وفطرته وحقوقه الطبيعية. وإذا كانت هناك اختلافات مع القوانين والأنظمة السياسية القائمة في العالم، فهذا لا يبرر عدم البحث عن القواسم المشتركة مع بقية الرسالات والطروحات الإنسانية الأخرى.

خامسا: ضرورة بث أفكار جديدة عن دور الدين في الحياة العامة، ولا سيما على الصعيد العملي وفي الواقع الاجتماعي، في ظل ما نشهده من تراجع في بعض المجتمعات للانتماء الديني وانتشار الإلحاد. وهذا ما يحمّل العلماء والمفكرين والفقهاء مسؤولية كبيرة في تجديد الفكر الديني ومواكبته لروح العصر.

سادسا: العلاقة المحورية بين الإسلام والحرية ورفض كل ما يدعو لإكراه الإنسان على اتباع دين معين، وفي المقابل رفض استعباد وظلم البشر من أي جهة أتى، واعتبار الحرية والكرامة من أبرز عناوين الإسلام وأهدافه، وهي إحدى الرسائل الأساسية للمؤتمر.
العلاقة المحورية بين الإسلام والحرية ورفض كل ما يدعو لإكراه الإنسان على اتباع دين معين، وفي المقابل رفض استعباد وظلم البشر من أي جهة

سابعا: الحاجة الماسة لمواجهة الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الإسلام والمسلمون في أنحاء العالم، وضرورة التعاون بين كافة الحركات والهيئات الإسلامية من أجل مواجهة التنكيل والظلم والاعتقالات، مع رفض الانجرار لمعارك هامشية، والعمل مجددا لتعبئة الأمة وإعادة الاعتبار لمفهوم الأمة الواحدة في مواجهة الهجمة العالمية على الإسلام والمسلمين.

ثامنا: أهمية دور الشباب في العمل الإسلامي، وكذلك الاستفادة من كل التقنيات الحديثة للرد على الحملات التي تشوه صورة الإنسان، مع تقديم النموذج الصحيح على مستوى الأفراد والمؤسسات والأحزاب والدول.

تاسعا: إعطاء الأولوية لهموم الناس الطبيعية، وخصوصا تأمين الحياة الكريمة والحاجات الأساسية من ماء وسكن وكهرباء وتنمية اقتصادية ومواجهة الفقر، والاهتمام بمواجهة الفساد المستشري سياسيا واجتماعيا.

عاشرا: رفض أي اقتتال داخلي، والعمل من أجل وقف الحروب والصراعات القائمة، واحترام التعددية الفكرية والمذهبية والدينية، ونبذ الغلو والتطرف والعنف.

حادي عشر: الاهتمام بالقضية الفلسطينية من قبل كل الحركات والهيئات الإسلامية، ووضع الخطط العملية لمواجهة صفقة القرن، ودعم قوى المقاومة، وتقديم كل أشكال الدعم للشعب الفلسطيني.

وإضافة للجلسات العامة والنقاشات المفتوحة، فقد شكل المؤتمر الفرصة المناسبة لعدد من قيادات الحركة الإسلامية للقاء والحوار، والبحث في كيفية وضع خارطة طريق عملية من أجل تعزيز التواصل المباشر، ومعالجة كل الإشكالات التي برزت في السنوات الأخيرة، والنهوض مجددا لبناء مشروع إسلامي موحد، وتقييم كل المرحلة الماضية بسلبياتها وإيجابياتها.
شكل المؤتمر الفرصة المناسبة لعدد من قيادات الحركة الإسلامية للقاء والحوار، والبحث في كيفية وضع خارطة طريق عملية من أجل تعزيز التواصل المباشر، ومعالجة كل الإشكالات

ومرة أخرى، تنجح عاصمة أوروبية بأن تكون مقرا لحوار إسلامي - إسلامي، وهذا ما أصبحنا نفتقده في عواصمنا العربية والإسلامية.

كما أقيم على هامش المؤتمر حوار إسلامي - مسيحي، في مقر مؤسسة الأبرار في لندن، وبدعوة من منتدى الوحدة الإسلامية، جمع قيادات وناشطين يعملون في الحقل الاجتماعي والفكري، وقدموا شهادات عن تجاربهم الحوارية.

فهل يكون هذا المنتدى بداية طريق لبناء صفحة جديدة في الواقع الإسلامي؟ أم أننا سنعود ونغرق مجددا في الصراعات الحزبية والإقليمية والفكرية؟
التعليقات (1)
مصري جدا
الأربعاء، 25-07-2018 05:32 م
الاسلام دين الواقعية لكتها الواقعية الانموذج التي تستند لمجموعة القيم والمبادئ الحضارية النبيلة ،،، من هذه الواقعية ان لكل دولة ولكل مجتمع مشاكله واحتياجاته الخاصة وبالطبع هناك مشكلات واحتياحات عامة مشتركة ،،،، لكن ،،، الانشغال بما يسمى الاسلام ومستقبل البشرية ،، او ما يسمى باستعادة الدور الريادي للاسلام ،، كلام نظري يناسب البحوث والدراسات الاكاديمية ،، اما حياة الناس اليومية وحقوقهم الانسانية بل وتصنيفهم انهم ينتمون لعالم البشر وليس لاي عالم اخر ،،، الانسان المسلم بصفة عامة والعربي بصفة خاصة تصنيفه متراجع للغاية على مقياس البشرية ،،، ينظر اليه من حكامه اولا انه انسان درجة ثانية او ثالثة ،،، حقوقه المعيشية اليومية كلها معاناة رغم امتلاكه لثروات كثيرة ،، وحقوقه الانسانية من الحريات وغيرها يعتبرها حكام العرب قبل غيرهم انها نوع من الترفيه او التحسينات ،،، بل وصلنا لحالة عحيبة ان عدد غير قليل من شعوب ونخب هذه المنطقة يتفقون في هذه النظرة الدونية الى انفسهم والى الاخرين بل ويبررون تجاوزات الحكام ومن والاهم تبعا لهذه النظرة ،،، نحن بحاجة للاهتمام بقضايانا وقضايا الناس في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية ،،، نحن بحاجة لكيانات ومؤسسات ومراكز بحوث ودراسات تنشر هذا الوعي وترسخ هذا السلوك وترتقي بنظرة الانسان المسلم والعربي الى نفسه اولا ثم الى غيره ،،، بكل تاكيد هذه الوسائل والاجراءات في المجمل اهلية غير حكومية والافضل الشراكة بين العمل الاهلي والحكومي ما يترتب عليه اعادة النظر في العلاقة بين الكيانات الاسلامية الاهلية والحكومات ،،، من الافضل ان تكون علاقات تعاون وتفاهم لا مقاطعة وتصادم ،،، وفي الاخير ،،، كانت جماعة الاخوان نموذج لهذا النمط ،، نموذج يحتاج تطوير وتعديل ،،، لكن الجماعة الام قفزت في الفراغ فاضرت نفسها وغيرها في مناخ عدائي يسعى لاستئصالها وهي بدورها لم تحسن تقدير الموقف وساهمت في ادخال نفسها وشبابها مجزرة الحكام السفاحين ،،،،

خبر عاجل