قضايا وآراء

لا تصدقوا الشائعات!

حمزة زوبع
1300x600
1300x600
بعد أن انتهينا من أسطوانة أن الإخوان دمروا البلد وأنهم وراء كل مصيبة، انتقلنا وبسلاسة إلى أسطوانة الإرهاب الأسود والكحلي والمربع والمضلع، ثم دخلنا في أسطوانة أهل الشر بره وجوه والعالم المتآمر علينا... انتهت كل الأسطوانات وانتحرت كل الروايات، ولا يزال السيسي يروج لشائعات  ليس لها نظير ولا مثيل على مدار التاريخ المعاصر.

السيسي يقول وبـ"الفم المليان" إن مصر كانت على وشك الإفلاس قبل ثلاث سنوات، أي في عام 2015، وهو نفس العام الذي قام فيه بمغامرته الخاسرة والخاسئة حين أنفق 140 مليار جنيه مصري على إنشاء تفريعة جديدة لقناة السويس، ومعها أربعة أنفاق؛ كل نفق منها كلف الميزانية العامة للدولة حوالي مليار دولار.. إي والله.. مليار دولار أمريكي أخضر، ورغم ذلك لا تزال قناة السويس تتعثر، ولا تزال ديون التفريعة تعلو وتعلو فوق ما تتحمل الدولة، والشعب لدرجة أن الفريق مميش، رئيس مرفق هيئة قناة السويس، قام بعدة جولات وقدم عدة عروض تسويقية، من بينها تخفيضات هائلة للشركات التي تدفع مقدما رسوم العبور في القناة، ومع ذلك لا تزال القناة تتعثر وتتطلب قروضا من البنوك.

140 مليار جنيه بعزقها (أي أنفقها ببذخ) الجنرال السيسي قبل ثلاثة أعوام ثم يدعي أن مصر كانت على حافة الإفلاس، طبعا كان يجب أن تفلس وأنت تنفق 140 مليار جنيه كانت كفيلة بإنشاء العديد من المشاريع الحقيقية في بلد كما قلت أنت مفيهاش صحة ولا تعليم ولا إسكان ولا شيء، فلماذا أنفقت المليارات؟ ومن الذي سيحاسبك عليها يا خفيف؟!

من الذي أنفق على مشروعه الوهمي المسمى بالعاصمة الإدارية الجديدة مليارات الدولارات، من أجل أن يتم تحصين مكتبه وقصره بعيدا عن صخب العاصمة وهتافات الغاصبين؟ كم مليارا تم تخصيصها للمرحلة الأولى من مشروع العاصمة الإدارية الجديدة؟ قرابة 177 مليار جنية، كما صرح بذلك اللواء زكي عابدين، رئيس الشركة التي أسسها الجنرال لإدارة المشروع! أي أن إجمالي ما أنفق على المشروعين 317 مليار جنيه، وهو مبلغ يكفي لإقامة مشاريع اقتصادية ضخمة، ومستشفيات على أعلى مستوى، وجامعات متقدمة، ومصانع ومزارع ومدارس ومستوصفات.

هذا المبلغ يكفي لإعادة بناء البنية التحتية الأساسية لمعظم محافظات مصر، وهذا المبلغ لو أحسن استخدامه لتم به إصلاح مرافق النقل والمواصلات وبناء مطارات داخلية ودولية جديدة.. لكن من يقرأ ومن يسمع؟!... ثم يدعي هذا الجنرال أن مصر كانت على وشك الإفلاس قبل ثلاث أعوام...

مصر اليوم مفلسة وعلى حافة الهاوية كما كتبت "ميتشيل دن" وزميلها "اندرو ميللر" في مقالهما الصادم "خسارة مصر لصالح روسيا ليست المشكلة الحقيقية بل انهيارها"، والذي نشره موقع "ناشونال إنترست" (national interest).

ورغم ذلك، يمضي الجنرال في تصريحاته التي تنم عن عقل خاو وفكر مضطرب، ونفس مأزومة، وروح مهزومة، ليبرر بقاءه في السلطة، ويتهم الشعب بأن الشائعات التي يرددها هي السبب في نكبة مصر على يديه. ولا أدري عن أي شائعة يتحدث الجنرال؟

هل يتحدث عن تخابر الرئيس مرسي مع حماس؟

هل يقصد أن الإخوان باعوا سيناء وقناة السويس؟

أم يقصد أن الرئيس مرسي باع بالفعل سيناء لتكون وطنا بديلا للفلسطينيين؟

أم تراه كان يقصد أن الرئيس قام بأخونة الدولة؟

ربما هذه هي الشائعات التي سرت في البلاد على يد المخابرات العامة والحربية إبان الشهور الأخيرة من حكم مرسي، وهي بالفعل شائعات مريضة ومغرضة ثبت عدم صحتها.

أم هل يقصد السيسي شائعة بيع الجزر المصرية تيران وصنافير للسعودية؟

أم تراه يعني شائعة زيادة دخل قناة السويس إلى 100 مليار دولار سنويا؟

أم كان يقصد بيع ألف كيلومتر مربع من سيناء لمحمد بن سلمان أو تنازله عنها له؟

أم يقصد علاج "فيروس سي" بالكفتة الذي اخترعه صاحبه الجنرال عبد العاطي؟

هل كان تصريحه بعدم السماح بارتفاع سعر الدولار شائعة أم حقيقة؟

وهل كان تصريح رئيس البنك المركزي بأن سعر الدولار "هينزل" إلى أربعة جنيهات شائعة، أم تحقق فعلا بدليل أن سعر الدولار اليوم قفز إلى حدود 18 جنيها مصريا؟

هل كان وعده بالقضاء على الإرهاب شائعة؟

أم كان وعده بترك السلطة إن طالبه الشعب الرحيل من قبل حتى أن يخرج الشعب في مظاهرات شائعة؟

هل كان طلبه مهلة سنتين، ثم سنة ثم ستة أشهر لكي يشعر المواطن بتحسن المعيشة حقيقة أم شائعة؟

هل ارتفاع أسعار الوقود والغاز ومياه الشرب حقيقة أم خيال أم شائعة؟

هل ارتفاع مستوى الديون الخارجية إلى قرابة 80 مليار دولار ومرشحة للزيادة حقيقة أم شائعة؟

هل السماح لطائرات الصهاينة في قصف أهلنا في سيناء حقيقة أم شائعة؟

هل تخلصه من رفاق الدرب وشركاء الانقلاب، مثل صدقي صبحي ومحمود حجازي، واعتقال الفريق عنان، والضغط على احمد شفيق لكي لا يرشح نفسه؛ إشاعات مغرضة أم حقائق ملموسة على الأرض؟

هل إزاحة رئيس المخابرات السابق، وهو شريكك في الانقلاب على الرئيس مرسي، إشاعة هي الأخرى؟ أم أن تعيين مدير مكتبك وشريكك في الانقلاب، عباس كامل، رئيسا للمخابرات حقيقة صدر بها قرار جمهوري؟

هل ترقية المحروس ابنك ترقية استثنائية، وتصعيده لمنصب وكيل أو نائب رئيس جهاز المخابرات العامة، كما ذكر السفير المحترم إبراهيم يسري في تغريدة له نشرت مؤخرا، إشاعة أم حقيقة؟

الشائعة الوحيدة هي أن قزما مثلك يحكم بلدا بحجم مصر...
التعليقات (0)