سياسة دولية

تحالف حزبي "سني شيعي" لخوض الانتخابات بباكستان

التحالف سيكون ثاني أكبر المتنافسين في خيبر بختونخوا وبلوشستان- جيتي
التحالف سيكون ثاني أكبر المتنافسين في خيبر بختونخوا وبلوشستان- جيتي

بصورة تبدو بارزة للمحللين، يعاني التحالف المذهبي خماسي الأحزاب، المسمى "مجلس العمل المتحد"، في الانتخابات البرلمانية الباكستانية يوم 25 تموز/ يوليو الجاري، أوضاعا متراجعة على مختلف الصعد مقارنة بأيام مجده في انتخابات عام 2002.

لكنّ محللين يعتقدون أن التحالف، وهو عبارة عن تكتل من المذهبين السني والشيعي في البلد الآسيوي، سيظل من الأطراف الفاعلة في معادلة الانتخابات.

ورغم أن التحالف دفع بمرشحين في جميع أقاليم باكستان الأربعة، فإن تركيزه الأساسي ينصب على إقليمي خيبر (شمال غرب البلاد) وبلوشستان (جنوب غرب البلاد)، حيث يحظى فيهما بكتلة تصويتية قوية.

ويتوقع التحالف نتائج مشجعة في كراتشي، العاصمة التجارية للبلاد، والمناطق القبلية الخاضعة للإدارة الفيدرالية.

وحكم التحالف خيبر بين عامي 2002 و2007، وكان خلال الفترة نفسها ثاني أكبر شريك في الحكم في بلوشستان.

واقتنص لقب قائد المعارضة مع هزيمة حزب الشعب الباكستاني المعارض الرئيسي آنذاك.

ويتألف التحالف من: الجماعة الإسلامية، وجمعية علماء الإسلام، وجمعية أهل الحديت، وجمعية العلماء الباكستانية، والحركة الإسلامية.

ودخل التحالف، مؤخرا، مرحلة سبات عميق حتى أوائل العام الحالي، في ظل اختلافات بين المكونين الرئيسيين له، وهما: الجماعة الإسلامية، وجمعية علماء الإسلام.

وخاض الفصيلان الانتخابات الأخيرة، عام 2013، بشكل منفرد.


اقرأ أيضا :  ارتفاع حصيلة التفجير الانتحاري في باكستان إلى 149 قتيلا


وبلغت الأصوات المجتمعة التي حصل عليها التحالف، عام 2013، حولي 21 بالمائة مقارنة مع 20 بالمائة حصل عليها حزب "حركة الإنصاف" منفردا، بقيادة بطل الكريكيت السابق عمران خان، في خيبر بختونخوا.

ومنذ أن تنافس الحزبان (الجماعة الإسلامية وجمعية علماء الإسلام) بشكل منفصل، فقد تحالف حزب "حركة الإنصاف" مع الجماعة الإسلامية، وحكما الإقليم للسنوات الخمس التالية.

وأجبر الأداء الضعيف، وفقا للمحللين، الحزبين الدينيين البارزين على تجنب خلافاتهما وإعادة تنشيط التحالف.

انتخابات 2002

ويعتقد كثيرون أن الأمور بالنسبة لتحالف "مجلس العمل المتحد" ليست سلسة كما كانت في انتخابات 2002، حين حصل على قوة سياسية لافتة.

وقال رحيم الله يوسفزاي، المحلل السياسي من بيشاور لوكالة الأناضول: "التحالف سيواجه سيناريو جديدا تماما في الانتخابات المقبلة، ولن يكون قادرا هذه المرة على تكرار أداء عام 2002".

وتابع: "في 2002 كانت القيادة الشعبية للبلاد في المنفى، وكانت المشاعر المعادية للولايات المتحدة مرتفعة بسبب الغزو الأمريكي لأفغانستان (2001)، ولم يكن أمام أصوات الجناح اليميني خيار آخر سوى مجلس العمل المتحد.. لكن هذا ليس هو الحال هذه المرة".

وأشار يوسفزاي في حديثه إلى رئيسي الوزراء السابقيْن، نواز شريف وبناظير بوتو، اللذين ظلا في المنفى منذ أواخر تسعينيات القرن الماضي وحتى 2007 بسبب الحكم العسكري في البلاد.

وحكم الجيش باكستان لنحو نصف تاريخها بعد الاستقلال عام 1947، وينفي صحة اتهامات له بالتدخل في الحياة السياسية.

وأضاف يوسفزاي أنه "يوجد مصدر تهديد رئيسي آخر بالنسبة للتحالف، وهو ظهور حزب حركة الإنصاف، الذي تفوق في شعبيته على الجناح اليميني، لاسيما بين الشباب".

وزاد بأن "أكبر المتنافسين على أصوات الجناح اليميني، وهو حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية- جناح نواز، موجود ويتنافس بالفعل، ما يقلص مساحة الدعم أمام التحالف الديني".

 

اقرا أيضا :  المعارض الباكستاني عمران خان يتقدم باستطلاعات الانتخابات


وشدد يوسفزاي على أن التحالف الديني لا يزال فاعلا مهما في خيبر بختونخوا وبلوشستان.

وأردف بأن "التحالف سيكون ثاني أكبر المتنافسين في خيبر بختونخوا وبلوشستان، فلديه القدرة على تشكيل حكومة ائتلافية في خيبر بختونخوا، لكن بالتأكيد لن يكون بهذه السهولة".

حزبان دينيان جديدان

بدوره، يرى عبد الخالق علي، وهو محلل سياسي في كراتشي، تراجعًا في أصوات "مجلس العمل المتحد"، خاصة في إقليم البنجاب (شرقا)، أكبر أقاليم البلاد وقاعدة السلطة السياسية، بسبب ظهور حزبين دينيين جديدين.

ويقصد علي، في حديثه لوكالة الأناضول، حركة "لبيك يا رسول الله" و"رابطة الملة الإسلامية" الجناح السياسي لجماعة الدعوة.

ورأى أن الحركة والرابطة أظهرتا "أداء مدهشا في انتخابات تكميلية جرت مؤخرا بإقليم البنجاب".

وأعرب عن اعتقاده بأن "حركة "لبيك يا رسول الله" يمكن أن تؤثر على الناخبين في كراتشي وبعض أجزاء خيبر بختونخوا".

ومع ذلك، فإنه يتوقع أن "تكون الأمور سلسة نسبيا أمام تحالف مجلس العمل المتحد في شمال بلوشستان وأجزاء مختلفة من جنوب وشمال خيبر بختنخوا".

وختم بأن "هذا التحالف هو الطرف الوحيد الذي يمكن أن ينافس حزب حركة الإنصاف في خيبر بختنخوا".

التعليقات (0)

خبر عاجل