سياسة عربية

استعدادات في غزة لإطلاق جمعة "لن تمر المؤامرة"

الهيئة العليا للمسيرات أكدت استمرار المسيرات رغم تهديد الاحتلال- عربي21
الهيئة العليا للمسيرات أكدت استمرار المسيرات رغم تهديد الاحتلال- عربي21

يواصل الفلسطينيون الجمعة السابعة عشر على التوالي فعاليات مسيرات العودة وكسر الحصار في قطاع غزة المحاصر، بالتزامن مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية بشن عدوان جديد على قطاع غزة.

توسيع المسيرات


وأطلقت الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار، جمعة "لن تمر المؤامرة على حقوق اللاجئين"، مؤكدة "استمرار وتطوير وتوسيع مسيرات العودة، التي شكلت سياجا وطنيا شعبيا منيعا لحماية ثوابت وحقوق شعبنا".

وشددت في بيان لها وصل إلى "عربي21" نسخة عنه، على أن "تهديدات الاحتلال المتواصلة، لن ترهبنا ولن توقف هذه المسيرات"، داعية الجماهير الفلسطينية إلى النفير العام للمشاركة في فعاليات الجمعة السابعة عشر في مخيمات العودة الخمسة، المنتشرة بالقرب من الخط العازل شرقي قطاع غزة.


وأشارت الهيئة، إلى أن المشاركة الجماهيرية "الواسعة في المسيرة وجهت رسائل بالغة المضامين والأهمية إلى الاحتلال والإدارة الأمريكية؛ بأن شعبنا سيواصل تصديه بكل حزم لكل المحاولات الهادفة لتصفية قضيتنا، وأنه قادر على إفشال وإحباط صفقة القرن".

وأوضحت أن هذه الجمعة، تأتي "لتؤكد إصرار شعبنا على مواجهة وإحباط كل المؤامرات التي تستهدف حقوق اللاجئين، من خلال العبث بوكالة الغوث وإنهاء دورها كشاهد على مأساة شعبنا ونكبته".

وتحديا للتهديدات الإسرائيلية، استمر نشطاء فلسطينيون في إطلاق الطائرات الورقية والبالونات الحارقة تجاه الأراضي المحتلة، وهو ما أدى إلى تواصل اندلاع الحرائق في المستوطنات الإسرائيلية، في الوقت الذي استمر الاحتلال باستهداف الشبان الفلسطينيين بالقصف والقتل.

تحاول التملص


وحول خطورة إجراءات وقرارات وكالة الغوث الرامية إلى تقليص الخدمات المقدمة للاجئين والاستغناء عن بعض الموظفين بزعم أزمة التمويل، نبه أستاذ العلوم السياسية، هاني البسوس، أن "وكالة الغوث بشكل عملي، تبحث وتحاول تطبيق إجراءات تقشفية منذ فترة"، معتبرا أنها "أداة لإدامة الحالة الإنسانية الصعبة للاجئ الفلسطيني".


وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "الوكالة تم تأسيسها عام 1949 بعد النكبة الفلسطينية، لتستمر المعاناة السياسية مع أن الظاهر هو تخفيف المعاناة الإنسانية"، لافتا إلى أنها "لم ترجع أي لاجئ إلى بيته الذي طرد منه على يد الاحتلال، ولن تقوم بأي جهد في هذا الاتجاه".

وأكد البسوس، أنه "بعد حوالي 70 عاما من سياسة المعونات والمساعدات التي حاولت من خلالها الأونروا دفع اللاجئين إلى التفكير في إطار الحل الإنساني، لم تنجح الوكالة من كسر الإرادة السياسية بتحقيق حلم العودة، والدليل على ذلك مسيرات العودة".

 

اقرأ أيضا: "العليا لمسيرة العودة": البالونات والطائرات الورقية لن تتوقف

ونوه إلى أنه بعدما "فشلت وكالة الغوث في كسر الإرادة السياسية للفلسطينيين، تحاول اليوم التملص حتى من العمل الإنساني ووقف المساعدات بالتدرج".


من جانبه، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي، وسام أبو شمالة، أن "تقليصات الأونروا هي الأخطر منذ عدة سنوات"، مذكرا أنه "سبق قيامها بتقليص متكرر لخدماتها تجاه اللاجئين في الساحات التي تخدم بها ولا سيما في قطاع غزة".

انفجار وشيك


وأضاف في حديثه لـ"عربي21": " ما تعتزم الأونروا تنفيذه من خطوات غير مسبوقة، تعكس التعاطي مع الرؤية الأمريكية لتصفية قضية اللاجئين وإلغاء حق العودة، وقد بدأت بخطوات عملية أهمها العمل على إنهاء خدمات وكالة الغوث التي تعتبر أهم شاهد على النكبة الفلسطينية".

ورأى أبو شمالة، أن "تقليصات الأونروا ستنعكس على جموع الشعب الفلسطيني وخاصة اللاجئين الذين يشكلون ثلثي الشعب الفلسطيني، في حين تعتبر أكثر الساحات تضررا هي غزة على اعتبار ما تمر به من حصار إسرائيلي وتراجع في الخدمات وانتشار البطالة والفقر".

وأكد الكاتب، أن هذه الإجراءات، "تزيد من معاناة الناس وقد تؤدي لانفجار وشيك غالبا سيتجه نحو الاحتلال، في ظل ما تشهده غزة من توتر وتصاعد للاعتداءات الإسرائيلية بحجة مسيرات العودة وإطلاق الأطباق الورقية والبالونات الطائرة".

وأدى قمع قوات الاحتلال الدموي للمشاركين في مسيرات العودة، إلى ارتفاع عدد الشهداء إلى 142 شهيدا، والجرحى لأكثر من 16 ألف مصاب بجراح مختلفة، وفق إحصائية وزارة الصحة التي وصلت إلى  "عربي21" نسخة عنها.

ويشار إلى أن إحصائية الصحة لا تشمل عدد 6 شهداء محتجزين لدى الاحتلال، زعم استشهادهم وما زالت إسرائيل تحتجز جثامينهم، وبذلك يصل إجمالي عدد شهداء إلى 148 شهيدا، مع التذكير أن هذه الإحصائية لا تشمل الشهداء الذين قضوا في قصف الاحتلال لمواقع للمقاومة، الذي كان آخرهم أمس، الشهيد عبد الكريم رضوان الذي ارتقى شهيدا في قصف إسرائيلي لموقع لكتائب القسام.

 

اقرأ أيضا: الاحتلال يستغل سلوك "نشطاء التواصل" الخاص بمسيرات العودة

وانطلقت مسيرات العودة الشعبية في قطاع غزة يوم 30 آذار/مارس الماضي، تزامنا مع ذكرى "يوم الأرض"، حيث تم إقامة عدد 5 مخيمات على مقربة من الخط العازل الذي يفصل القطاع عن باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة.
 

التعليقات (0)