سياسة عربية

"مجتمع السلم" تدعو جيش الجزائر لإنقاذ البلد وتغضب الساسة

عبد الرزاق المقري رئيس حركة مجتمع السلم ـ أرشيفية
عبد الرزاق المقري رئيس حركة مجتمع السلم ـ أرشيفية

فجرت دعوة رئيس حركة مجتمع السلم بالجزائر (الإخوان المسلمون)، الجيش الجزائري للتدخل في الشؤون السياسية لمنع انهيار الدولة من خلال مشروع العهدة الخامسة، وهو ما دفع أنصار بوتفليقة للرد على هاته المبادرة.


الأزمة الجديدة في الجزائر، تأتي في سياق الاستعداد للانتخابات الرئاسية، المزمع تنظيمها في 2019، حيث يقوم التحالف الحاكم بشحد الدعم للرئيس بوتفليقة، فيما بدأت أصوات الأحزاب تعلو لرفض مسار ولاية جديدة للرئيس. 

 

الجيش لإنقاذ البلاد
دعا عبد الرزاق المقري، رئيس حركة مجتمع السلم، قائد الجيش الجزائري لتحمل مسؤولياته والتدخل في السياسة والاقتصاد لحماية الدولة من الانهيار.


وقال المقري في ندوة صحافية بمقر الحزب بالعاصمة الجزائر، "إن التجارب الناجحة في الانتقال الاقتصادي والسياسي الناجح هي التي لم يكن ضدها المؤسسة العسكرية بل ساهم الجيش ذاته في نجاحها. ويكفي لمعرفة هذه الحقائق بذل جهد بسيط في التعلم والقراءة في ما يحدث وحدث في العالم".

وأضاف أن حركته قدمت (مبادرة التوافق الوطني) وأنها تحترم الأشكال والآجال الدستورية لتسهيل قبولها والتعامل معها، ولذلك قلنا بأن استحقاق الانتخابات الرئاسية سنة 2019 فرصة مهمة لتجسيدها لمصلحة البلد ولمصلحة الإصلاحات الاقتصادية والسياسية التي لا يمكن إنقاذ البلد مما يتهددها من مخاطر إلا بالمضي إليها بصدق ومهارة وجدية.

 

وتابع: "كل من له الحد الأدنى من الفهم السياسي والعلم والتجربة والاطلاع على تجارب العالم، يعلم بأن الخروج من حالة الفساد المعمم والهيمنة الطويلة والوضع غير الديموقراطي المتجذر ليس سهلا، وأن ذلك يتطلب مساهمة الجميع، وكل المبادرات التي أطلقتها الحركة او شاركت فيها تدعو إلى ذلك: مبادرة ميثاق الإصلاح السياسي، مبادرة الحريات والانتقال الديموقراطي، مبادرة التوافق الوطني( سنعيد نشر هذه الوثائق)".

 

الجزائر ليست جمهورية موز
لم يتأخر رد أمين عام حزب جبهة التحرير الوطني (الحاكم)، جمال ولد عباس، على دعوة رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، للجيش بالتدخل لضمان انتقال سلس للسلطة في البلاد.


وقال ولد عباس في ندوة صحافية: "نحن لسنا في جمهورية الموز لنطالب بتدخل الجيش، ورئيس الحزب هو المرشح الوحيد لحزب جبهة التحرير الوطني، ولن يقبل الآفلان (جبهة التحرير الوطني) بمرشح يقف في وجه بوتفليقة".

 

وزاد ولد عباس أن "مهام الجيش واضحة كل الوضوح بحكم الدستور وتتمثل في حماية البلاد، ولن يتدخل في الحياة السياسية للبلاد".

 

وأشاد بـ"العلاقة الجيدة التي تجمع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، برئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح".

 

وأفاد: "اتركوا الجيش يؤدي واجبه في حماية التراب الوطني بعيدا عن السياسة، اتركو الجيش في الثكنة ودعوه يقوم بمهامه الموكلة إليه بحكم الدستور".

 

وشدد: "لا دخل للجيش في السياسة، الجيش في الحدود يقوم بدوره في حماية التراب الوطني من الإرهاب، أليس هو من كشف محاولة إدخال الكوكايين إلى ميناء وهران؟".

وتطرق ولد عباس إلى "العهدة الخامسة"، وأكد أن عبد العزيز بوتفليقة هو المرشح الوحيد لحزب جبهة التحرير الوطني.

 

وسجل أن "بإمكان قيادات الافلان أن يصبحوا وزراء وأن يطمحوا في كل الوظائف إذا أتيحت لهم الفرصة، لكن ممنوع عليهم الترشح للرئاسيات في وجه رئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة..انسوا الرئاسة".

التعليقات (2)
جزائري أصيل
الخميس، 19-07-2018 03:49 م
بكل صراحة، متى خرج جيش دولة متخلفة ( و خصوصا الجزائر ) من السياسة بل هو صانعها و صانع الدمى التي تقتات من حماها، إلا إذا الشعب أراد الحياة بكرامة ( أنظروا مثال تركيا ). لكن في ظل تحول السلطة في الجزائر الى المافيا المتسترة برداء الرئيس فعلى الجيش صاحب السلطة الفعلية أن يتدخل فمن الظلم المركب أن يجتمع على الشعب الجزائري الدكتاتورية و الفساد. الخلاصة.. الجزائر مازالت ترزح تحت اتفاقيات ايفيان المشبوهة، و وكاء الاستدمار الفرنسي ... و الأرجح أن الجزائر لم تملك بعد سيادة قرارها و الانتخابات الرئاسية قادمة فارتقبوا الحجيج الى باريس... و حسبنا أن سنن الله غلابة.. و الله غالب على أمره.
معلق
الخميس، 19-07-2018 12:35 ص
هذه دعوة خطيرة جداً من جانب رئيس مجتمع السلم! ألم يكف تدخل العسكر البغيض والمشؤوم في مصر وليبيا وسوريا؟ هل يريد انقلاباً في الجزائر؟ نعم، إعادة ترشيح بوتفليقة تمثل مشكلة حقيقية، ولكن يجب حلها بعيداً عن تدخل المؤسسة العسكرية. للأسف فإن موقف جبهة التحرير المعلن في هذا المقال أكثر اتفاقاً مع إبقاء الطابع المدني والديمقراطي للبلاد رغم أزمة استمرار بوتفليقة في السلطة. أحياناً يكفي تصريح واحد لهدم الثقة في حزب من الأحزاب وهدم مصداقيته.