صحافة إسرائيلية

تحريض إسرائيلي على منع مسؤول تركي من الوصول للقدس

خلال السنوات الماضية نجح غورماز بتحويل مدينة القدس إلى قبلة لعشرات الآلاف من المسلمين- جيتي
خلال السنوات الماضية نجح غورماز بتحويل مدينة القدس إلى قبلة لعشرات الآلاف من المسلمين- جيتي

شهدت الأوساط الإسرائيلية مطالبات بمنع مسؤول تركي من الوصول إلى مدينة القدس المحتلة، أو أي شخص يحمل الجنسية التركية، لا سيما محمد غورماز المكلف برعاية الشؤون الدينية في تركيا برتبة وزير.

 

جاء ذلك أيضا في مطالبة الكاتب الإسرائيلي في "صحيفة يديعوت أحرونوت"، نيكولا توبول، في مقال قال فيه إن "الحرب التي تعلنها إسرائيل على نشطاء حركة المقاطعة العالمية، وتمنعهم من دخولها، يجب أن تعمم على منع دخول العناصر التركية أيضا، لأن الأضرار التي يسببها نشطاء "بي دي أس"، أقل كثيرا مما يقوم به الأتراك الذين يدخلون إسرائيل"، وفق قوله.


وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "حي الشيخ جراح في قلب مدينة القدس بات يشهد تجمعات دورية في وضح النهار تدعو للحفاظ على الوقف الإسلامي وحماية القدس من الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يذكرنا بأحداث البوابات الإلكترونية التي يحيي الفلسطينيون هذه الأيام الذكرى السنوية الأولى لها".


وأكد توبول، وهو مدير المشاريع في معهد الاستراتيجية الصهيونية، أنه "دأب على المشاركة في هذه الاحتفالات والفعاليات عدد من الرموز الإسلاميين مثل الشيخ عكرمة صبري، المفتي السابق للقدس، وشريك الشيخ رائد صلاح المقرب من حماس، وهو من أكثر المحرضين في الساحة المقدسية، ولديه آراء متطرفة دعت هولندا لعدم السماح له بدخول أراضيها".

 

اقرأ أيضا: هآرتس: دول عربية قلقة من زيادة النفوذ التركي بالقدس

 

وأوضح أن "الشخصية الثانية هو محمد غورماز المكلف برعاية الشؤون الدينية في تركيا بمنصب وزير، ويعد رجل الدين الأول هناك، وكان يجب أن يشكل وصوله إلى إسرائيل فرصة لأن يشعل الأضواء الحمراء لدى الأوساط الأمنية والقانونية الإسرائيلية، لأنه ينفذ سياسة رئيسه رجب طيب أردوغان المعادية لإسرائيل".


وأكد أن "غورماز يسعى للتدخل الدائم والواسع في شؤون القدس، وقد تحدثت أوساط إسرائيلية عديدة في الآونة الأخيرة عن زيادة النفوذ التركي في المدينة المقدسة، وخلال سنوات عمله الماضية نجح غورماز في تحويل مدينة القدس إلى قبلة لعشرات الآلاف من المسلمين، بحث تكون محطة انتقالية إلى مكة المكرمة من أجل تقوية دورهم في الصراع الذي يخوضه الفلسطينيون للدفاع عن المسجد الأقصى".


وأوضح أن "الدور الكبير الذي يقوم به غورماز تجلى لدى زيارته إلى القدس في أيار/ مايو 2015، وحجم الاستقبال الرسمي الفلسطيني الذي حظي به في صلاة يوم الجمعة، في حين قابل المقدسيون ممثل الوقف الأردني بصورة مسيئة، ما يشير إلى تبدل التأثير والنفوذ بين عمان وأنقرة في مدينة القدس، حيث الأماكن المقدسة للمسلمين".

 

اقرأ أيضا: خطة إسرائيلية لـ"الحد من نشاط تركيا" في القدس المحتلة

 

وزعم الكاتب أنه "يمكن اعتبار ظاهرة انتفاضة السكاكين التي شهدتها الضفة الغربية والقدس في 2015-2016 إحدى نتائج عملية الأسلمة والتحريض التي تقوم بها المؤسسات والشخصيات التركية التي تزور القدس على مدار الوقت".


حتى إن الكاتب يتهم "غورماز بأنه دأب على إنكار أي صلة لليهود بمدينة القدس، ويردد دائما مفردات ومصطلحات معادية للسامية، فقد ذكر العام الماضي أن اليهود يسجدون للمال، وهو ما يطرح السؤال: "كيف يمكن للسلطات الإسرائيلية أن تسمح لغورماز بدخول البلاد، في ظل ما يمثله من كونه خلية تربط بين مختلف العناصر الراديكالية المهتمة بموضوع القدس؟". 


وختم بالقول إن "التساهل الذي تبديه إسرائيل تجاه نشاط غورماز يعني أنها ما زالت تتعامل مع النفوذ التركي المتزايد في القدس وفق صيغة قمة جبل الجليد فقط، دون الذهاب لما هو أعمق من ذلك، لأن النفوذ التركي بات تحديا بنظر السلطات الإسرائيلية".

التعليقات (0)