سياسة دولية

الغارديان: كارثة شرق أوسطية يبشّرنا بها تحالف ترامب-بوتين

"سايمون تيسدال": للغرب الحق في القلق، فبعد ساعات من وصوله إلى أوروبا انشغل ترامب بإهانة حلفاء أمريكا القريبين وهدد بتفكيك حلف الناتو- نيويورك تايمز
"سايمون تيسدال": للغرب الحق في القلق، فبعد ساعات من وصوله إلى أوروبا انشغل ترامب بإهانة حلفاء أمريكا القريبين وهدد بتفكيك حلف الناتو- نيويورك تايمز
حذرت صحيفة "الغارديان" البريطانية من كارثة جديدة في الشرق الأوسط، سيتسبب بها "التحالف غير المقدس" بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وبحسب المعلق المعروف في الصحيفة "سايمون تيسدال"، فإن للغرب الحق في القلق، فبعد ساعات من وصوله إلى أوروبا، انشغل ترامب بإهانة حلفاء أمريكا القريبين، وهدد بتفكيك حلف الناتو. وقام بإهانة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، وحاول بطريقة ملحة فرض تغيير للنظام في ويستمنستر، قبل أن يعتذر بفتور عما قاله.

واعتبر تيسدال أن ترامب يمثل لحظة مشؤومة وتحولا كبيرا في أوروبا حافلا بالخوف والسخط. وكل هذا يدعونا للتساؤل حول التمادي الذي سيذهب فيه ترامب قبل أن يرسم قادة دول الغرب الديمقراطية خطا؟ ومتى سيعترفون أنه خصم وليس حليفا، ورجل يحتقر قيم بلدانهم ومصالحهم، ومن ثم التصرف بناء على ذلك؟

وذهب تيسدال إلى أن الموضوعات التي كان يجب أن يتحدث فيها ترامب مع بوتين واضحة، وهي احتلال روسيا غير الشرعي لشبه جزيرة القرم، وحروبها الإلكترونية والمعلوماتية، والتدخل في الانتخابات، والجرائم الكيماوية في سوريا وسالزبري، وخرق المعاهدة النووية، وانتهاكها للعقوبات في كوريا الشمالية. ويعلق على ذلك بالقول: "بدلا من بحث كل هذه الموضوعات، اختار ترامب وفريقه مناقشة موضوع آخر سيضيف المزيد لبؤس العالم، وهو إيران".

ويضيف المعلق البريطاني قائلا: يبدو أن الدول الأوروبية تميل لنسيان الحملة الانتقامية الأمريكية في مرحلة ما بعد الثورة الإسلامية عام 1979 ضد إيران. وهذه الدول تقلل من أهمية الجهل الأمريكي. ولم يعمل الدبلوماسيون الأمريكيون في إيران منذ 40 عاما. ولهذا فمعرفة الساسة الأمريكيين ورجال الأعمال والإعلام بإيران قليلة. وفي فراغ كهذا قام أعداء إيران، خاصة دول الخليج الديكتاتورية المصابة بالرهاب، بتصوير إيران ودون حق كدولة منبوذة وبعبع دولي.

وقال تيسدال: بالنسبة لجون بولتون، مستشار الأمن القومي، وغيره من الشلة، فإيران تظل مهمة لم تنته، وهي جزء من (محور الشر) الذي وضعه جورج دبليو بوش، ممثلا في صدام حسين العراق الذي تمت الإطاحة به بدموية، وكيم جونغ أون الذي تم تركيعه حسبما ترى هذه الشلة. وذهب ضلعان من المحور، وبقي محور ثالث. ونظرا لرغبته بعملية حاسمة، فالوارث العقيم لبوش يريد تصعيد الحملة ضد إيران، ونقلها إلى أبواب بوتين. وهناك القليل الذي يمكن ترامب عمله للحصول على دعم موسكو في حملته القادمة.

وكما لاحظت سوزان رايس، مستشارة الأمن القومي لباراك أوباما، بأن لقاء ترامب مع بوتين المجرب ودون حضور مسؤولين معهما ما هو إلا وصفة للكارثة. فالصفقة الكبرى بخصوص إيران، التي يتم الحديث عنها، لن يستطيع ترامب ردها، خاصة بعد عرضه الزائف في سنغافورة. ويخشى الحلفاء الغربيون من أن يعترف ترامب بالأمر الواقع الذي فرضه بوتين في شبه جزيرة القرم، مقابل تخفيف العقوبات المفروضة على روسيا بسبب الضم. ومقابل الاعتراف يحصل ترامب على تعهد روسي بالمساعدة في طرد إيران من سوريا، وإضعاف تأثيرها في لبنان والمنطقة بشكل عام. وأي اتفاقية تعني نجاة الجزار بشار الأسد حليف روسيا وصعودا للنفوذ الروسي في المنطقة. وستكون خيانة لدعاة الديمقراطية والقوى المعارضة للأسد التي ساعدت على هزيمة تنظيم "الدولة".

وقد تكون القمة مأساة دائمة لحلف الناتو وتقسّمه، وتدمّر مصداقيته في شرق أوروبا. وربما أدت لتقويض جهود بريطانيا لمعاقبة بوتين على هجمات غاز الأعصاب في بلدة سالزبري. ولكن ترامب لا تهمه هذه، ولا التداعيات الناشئة عن هدفه الذي لا يتعلق أبدا بلجم الإيرانيين فقط، بل وتغيير النظام بشكل كامل. وأي شخص يتذكر عملية التعبئة التي سبقت حرب العراق عام 2003 فعليه النظر إلى الإشارات الراهنة، مثل دعوة ترامب إلى انتفاضة عامة في إيران عام 2015، وخروجه من الاتفاق النووي والعقوبات الجديدة الواسعة، والاحتجاج المنافق على وضع حقوق الإنسان، والخطوات المستمرة لشيطنة وعزل قادة إيران. وكلها تشير إلى اتجاه واحد، وكذا الحظر من طرف واحد على تصدير النفط الإيراني، الذي سيسري مفعوله في هذا الخريف. ولا يمكن لحلفاء الولايات المتحدة تجنب هذه العاصفة التي تلوح بالأفق. ويضغط البيت الأبيض من أجل تدخل سياسي مباشر، واستخدام أوراق النفوذ المالي والمعلومات الاستخباراتية الزائفة، وتخويف الرأي العام، وعدم احترام المعايير الديمقراطية والقوانين الدولة والعدوانية الصارخة لدبلوماسية بناء الجسور. وهذه هي الأساليب التي يستخدمها ترامب للبلطجة على الحكومات الأوروبية؛ كي تدعم حرب الاستنزاف التي يقوم بها ضد إيران، ومعاقبة تلك التي ترفض المضي في طريقه.

ومن هنا، فقمة هلنسكي هي أفضل اختراق دولي يحققه بوتين بعد كأس العالم الذي انتهت فعالياته يوم الأحد. وقد يلعب مع ترامب ولعبته الإيرانية، مع أنه رحب بعلي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى للجمهورية للشؤون الخارجية، وأكد له على استمرار الصداقة الروسية- الإيرانية. ولا يعرف إن كان لبوتين القدرة على طرد إيران من سوريا، حتى لو كان يريد فعل هذا. وليس هناك ما يمنع ترامب الخارج عن السيطرة والأيديولوجيون المتشددون، إلى جانب الصقور الإسرائيليين المتطرفين، من البحث عن حرب في حال نفذت طهران وعيدها، وأغلقت مضيق هرمز بشكل سيؤدي إلى وقف تصدير النفط الخليجي. ويتساءل إن كان منظور الحرب مع إيران سببا كافيا لوقوف الديمقراطيات الغربية ومواجهة ترامب؟ وهل المحور البارز الذي يربط ترامب ببوتين والأسد السبب الذي سيدعو القادة الغربيين للقول: كفى؟ فالحرب مع إيران ستجعل الحرب مع العراق كأنها نزهة. والسؤال من سيوقف ترامب عن شنّ تلك الحرب؟

 
التعليقات (3)
حماصة
الخميس، 19-07-2018 06:48 م
أيا كانت توجهات الصحيفة أين نحن العرب مما يحاك بنا من أعدائنا ؟ وأين الشعوب العربية التى تأكد لها عين اليقين أن حكامها لا يملكون نزع سراويلهم إلا بأمر أسيادهم فى الغرب وإسرائيل ؟ أليس ذلك تأكيد لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " ستتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها " ؟ متى نفيق من غفوتنا ؟ وإلا ستكون أعناقنا مطايا للكفرة والمشركين والمجوس الملاعين . أما حكامنا فهم منهم ولا فرق بينهم . الآن الكرة فى ملعب الشعوب العربية !!!!!!
عراقي عربي اكره ايران المجوسية
الثلاثاء، 17-07-2018 02:50 م
المعروف عن صحيفة الغارديان البريطانية علاقتها الوثيقة بملالي قم وطهران...وهذه العلاقة ليست وليدة الامس القريب... فالعلاقة بين صحيفة الغارديان ونظام الفرس المجوس منذ وصول المقبور الخميني الى السلطة...وبدأت واضحة وجلية خاصة ايام الحرب العراقية - الايرانية ..1980 - 1988 ..فكانت الغارديان شأنها كباقي وسائل الاعلام البريطانية خاصة والغربية عموما..تنحاز في كل تقاريها ومقالاتها الى جاب نظام الملالي ..وكثير من الاحيان كانت تشكك في الروايات العراقية المنقولة من جبهات القتال..لتحاول اعطاء مصداقية للبيانات العسكرية الايرانية حتى وفي احلك حالات الانكسار الايراني الذي بدأ مرئيا للعالم اجمع بعد تحرير شبه جزيرة الفاو والشلامجة وبدأ الجيش العراقي بالدخول الى الاراضي الايرانية قبل الانكسار الايراني وطلبه وقف اطلاق النار .. الى مسافات تقدر في بعض الجبهات الى حوالي 130 كم داخل الاراضي الايرانية..قبل قراءة هذا المقال كنت اتوقع ما سيأتي به ...من وصف الغرديان للنظام الايراني بالنظام المظلوم من العالم وبعض الدول العربية ...وما الى غير ذلك من نفس اسلوب تبرئة الفرس المجوس من اي تهمة موجهة اليهم من جرائم تدخلهم في العراق وسوريا واليمن ولبنان ...والخلايا الارهابية في البحرين والكويت وبالامس وصل الارهاب الايراني الى المغرب نفسه.
قاسم - اربد
الثلاثاء، 17-07-2018 06:30 ص
اللهم اشغل الظالمين ببعضهم والذين دمروا العرب وارحنا من زعماء هذه الامة الذين ينفذون مخططات للقضاء على شعوبهم .