سياسة دولية

هذا ما تأمله موسكو وواشنطن من قمة هلسنكي

محللون: اللقاء يشكل انتصارا للكرملين.. وفرصة لترامب لفرض نفسه في محور سياسة واشنطن الخارجية- جيتي
محللون: اللقاء يشكل انتصارا للكرملين.. وفرصة لترامب لفرض نفسه في محور سياسة واشنطن الخارجية- جيتي

انطلقت، منذ قليل، فعاليات أول قمة رسمية بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب، في العاصمة الفنلندية هلسنكي.


ويوضح التقرير الآتي ما تأمله موسكو وواشنطن من انعقاد القمة، خاصة أنها تأتي في سياق من التوتر غير المسبوق بين البلدين..


اعتراف غير رسمي


ويرى المحلل السياسي أندري باكليتسكي، أن اللقاء يشكل بحد ذاته انتصارا للكرملين الذي يشير إلى أن الرئاسة الروسية كانت تسعى منذ زمن طويل لتنظيم مثل هذه القمة غير أنها كانت تصطدم حتى الآن بتمنع واشنطن.


لكن المحلل لا يتوقع تحقيق "اختراق" لافت من خلال الاجتماع الذي يتوقع أن تطرح خلاله ملفات شائكة كالحرب في سوريا والنزاع في أوكرانيا والعقوبات الغربية المفروضة على الاقتصاد الروسي منذ 2014. وأقصى ما يمكن ترقبه من القمة برأي باكليتسكي هو إعلان مشترك غير ملزم.


ويرى المحلل السياسي أليكسي مالاشنكو أن مجرد انعقاد القمة هو بالنسبة لبوتين "اعتراف غير رسمي بروسيا كقوة عظمى". فمن خلال فرض عقوبات على روسيا تم تشديدها تدريجيا، كان الغربيون يعتزمون عزل الكرملين عن الساحة الدولية.


وقد يحاول بوتين بحسب مالاشنكو إقناع دونالد ترامب بتبني سياسة "أكثر مرونة" حيال تسوية النزاع في سوريا، على أمل أن تخفض واشنطن أنشطتها العسكرية في هذا البلد. ويعتبر مالاشنكو أن أي تسوية في هذه المنطقة ستكون بمثابة انتصار لموسكو.

 

اقرأ أيضا: بدء أول قمة رسمية بين الرئيسين الأمريكي والروسي بفنلندا

ترامب من جهته سيحاول إقناع نظيره الروسي بوجوب انسحاب القوات الإيرانية من سوريا، لكن بوتين "ليس مستعدا ربما" لتعريض علاقاته مع طهران للخطر بالتفاوض حول هذا الموضوع، وهي حليفة تقليدية لكل من موسكو ودمشق.


وفي مطلق الأحوال، يبدو النزاع في سوريا ملفا أسهل للرئيسين من النزاع في شرق أوكرانيا بين المتمردين الموالين لروسيا وقوات كييف، وهي مسألة في غاية الحساسية لموسكو.

وفي ما يتعلق بالاتهامات الموجهة إلى روسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، يقول باكليتسكي إن روسيا التي ترفضها بشدة منذ البداية ستؤكد مرة جديدة موقفها خلال القمة. لكنه لم يستبعد أن توافق روسيا على إصدار بيان مشترك يتعهد الطرفان فيه بعدم تدخل أحدهما في شؤون الآخر.


طي صفحة أوباما 


وتشكل القمة بالنسبة لترامب فرصة لفرض نفسه في محور سياسة الولايات المتحدة الخارجية. ويؤكد ويليام بومرانز مساعد مدير مركز ويلسون في معهد كينان أن ترامب "يود أن يظهر في موقع الرجل الذي يتخذ هذه القرارات وأنه الذي يتخذها من طرف واحد وأنه صانع القرار الرئيسي".


وتابع: "الظهور في هذا الموقع أهم بكثير لترامب مما سيحصل عليه" في القمة.

 

اقرأ أيضا: فنلندا تستضيف اليوم أول قمة بين ترامب وبوتين.. "حقل ألغام"

وأوضحت ألينا بولياكوفا من معهد بروكينغز في واشنطن أن الملياردير الجمهوري يعتزم توظيف هذه القمة لخدمة أهداف انتخابية وقالت: "ما الذي سيكون بوسع ترامب عرضه على أنه انتصار في ما يتعلق بروسيا؟ عمليا، هو أن أوباما أضر بهذه العلاقات وأنا حسنتها".


وتابعت بأنه سيكون بوسعه أيضا القول إن "روسيا ليست تهديدا لنا، لأنني أقمت أنا شخصيا هذا التواصل مع بوتين".


من جهته لفت ويليام كورتني من معهد "راند كوربوريشن" للأبحاث في واشنطن إلى أن الولايات المتحدة قد تسعى خلال هذه القمة إلى توقيع بعض الاتفاقات الصغيرة حول مواضيع أقل إشكالية.


وذكر من بين هذه الاتفاقات المحتملة اتفاقا على إعادة فتح القنصلية الأمريكية في سان بطرسبورغ والقنصلية الروسية في سان فرانسيسكو اللتين تم إغلاقهما في سياق التوتر المسجل خلال الأشهر الماضية بين البلدين.


في المقابل، استبعد كورتني التوصل إلى اتفاق أهم مثل اعتراف واشنطن بضم روسيا للقرم لقاء تأييد موسكو لخروج القوات الإيرانية من سوريا.

 

التعليقات (0)