ملفات وتقارير

نداء تونس يشن هجوما عنيفا على النهضة..هل انتهى الوفاق؟

المدير التنفيذي للحزب حافظ قائد السبسي نشر بيان أكد خلاله أن الحزب سيقوم بالمراجعات الشجاعة والضرورية في علاقتها مع النهضة- جيتي
المدير التنفيذي للحزب حافظ قائد السبسي نشر بيان أكد خلاله أن الحزب سيقوم بالمراجعات الشجاعة والضرورية في علاقتها مع النهضة- جيتي

تصاعدت حدة الهجوم والتهديدات من قيادات في نداء تونس ضد حركة النهضة، شريكها في الحكم، في أعقاب الفوز التاريخي لمرشحة الحركة سعاد عبد الرحيم برئاسة بلدية تونس العاصمة مقابل خسارة مرشح النداء.


وأعلنت عدة وجوه ندائية عن انتهاء التوافق بشكل رسمي مع حركة النهضة، حيث صرح الناطق الرسمي باسم الحزب المنجي الحرباوي لراديو محلي عن أسفه بأن يؤول منصب "شيخ مدينة تونس" بما حمله من رمزية لـ"حزب إسلامي غير ديمقراطي وغير عصري"، على حد وصفه، مؤكدا انتهاء التحالف مع الحركة.

 


بدوره شن المستشار السياسي لنداء تونس برهان بسيس، هجوما وصفه ملاحظون بـ"إعلان حرب" ضد حركة النهضة وذلك في تدوينة مطولة له عبر صفحته على فيسبوك تحت عنوان: "مناورة بذخيرة حية أم نذور قطيعة حقيقية؟".

 

بسيس اعتبر أن "البلاد تعيش على وقع مرحلة فرز حقيقي يطل على ملامح زمن جديد بين خيارين إما إعادة إنتاج نفس التوزيع للقوى الوازنة المتآلفة منذ عقد 2014 بين حركة النهضة التعبيرة الرئيسية للإسلام السياسي في تونس وحركة نداء تونس التعبيرة المفترضة للتيار الوطني العلماني وقوى ما سمي بالنظام القديم.. وإما انفراط هذا العقد في سياق ما اصطلح إعلام المرحلة على تسميته بنهاية التوافق وعودة مناخ المواجهة السياسية لتكون عنوان السنة الأخيرة من العهدة الرئاسية والتشريعية التي أنتجتها انتخابات 2014".


وشدد المستشار السياسي للنداء على وجود ما أسماه بـ"نذور وقيعة بين نهضة الغنوشي والباجي قايد السبسي"، مؤكدا على أن "الأيام القادمة ستكون حاسمة في البلاد على كل المستويات".


كما حذر النهضة من "سكرة الانتصارات الهشة"، وختم تدوينته قائلا: "الطبول تدق ولن يكون الأمر مجرد مناورة بالذخيرة الحية".

 


وفي هذا السياق، اعتبر القيادي في نداء تونس حسن العماري أن التصريحات الصادرة عن بعض القيادات الندائية من هنا وهناك حول فك ارتباطها بالنهضة تبقى مجرد آراء شخصية لم تتبلور بعد لموقف رسمي ونهائي من الحزب.


وتابع لـ "عربي21": "هناك جدل ونقاش كبير في صلب نداء تونس على ضوء نتائج الانتخابات البلدية نحو الإعلان بشكل نهائي عن فك التحالف مع النهضة، لكن الأمر ليس بهذه السهولة بل يتطلب اجتماع هياكل الحزب والكتلة البرلمانية". 


مقابل ذلك، اعتبر العماري أن النهضة هي المستفيدة الوحيدة من هذا التحالف مقابل خسارة نداء تونس لقواعده ولمكانته في المشهد السياسي من جراء هذا التوافق.


وأشار في سياق متصل إلى وجود مشاورات حثيثة بين حزب نداء تونس وبعض الأحزاب والقوى التقدمية –حركة مشروع تونس لمحسن مرزوق وتونس أولا لرضا بلحاج - لتكوين جبهة سياسية جديدة في مواجهة النهضة من أجل خلق توازن سياسي جديد.


وكان الأمين العام لحركة مشروع تونس محسن مرزوق قد أعلن في تدوينة سابقة في 2 يوليو/تموز عن "انتهاء مرحلة التوافق المغشوش" بين النهضة ونداء تونس، حسب وصفه داعيا لبناء مرحلة جديدة لا تعاد فيها أخطاء الماضي.

 


مرزوق أكد أيضا في تدوينة أخرى عن لقائه رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي وعن وجود إجماع على "نهاية التوافق وضرورة توحيد القوى لمواجهة النهضة".


خطاب مكرر

 
 تهديد نداء تونس بفك الارتباط مع حركة النهضة ليس بالجديد، حيث يرى مراقبون أن النداء يكرر نفس خطابه كلما تلقى هزيمة جديدة في الانتخابات، على غرار خيبة الانتخابات التشريعية الجزئية في ألمانيا في شهر كانون الأول 2017 والتي مني فيها مرشح نداء تونس بهزيمة مدوية أمام مرشح مستقل أنذاك، وسارع المدير التنفيذي للحزب حافظ قائد السبسي إلى نشر بيان أكد خلاله أن الحزب سيقوم بالمراجعات الشجاعة والضرورية في علاقتها مع النهضة.


وحول تصريحات قيادات ندائية بفك التوافق مع النهضة ومدى جديتها، اعتبر الإعلامي والمحلل السياسي باسل ترجمان أن هذه التصريحات يجوز عليها المثل المصري "أسمع كلامك أصدقك أشوف عميلك أستعجب".

 

مشددا على أنها تصريحات لا معنى لها خصوصا وأنها صادرة من قيادات وافدة على الحزب بعد أن هجره جميع مؤسسيه وقاطعه عدد كبير من قواعده الشعبية على إثر الهزائم الانتخابية المتتالية، وتساءل في هذا الخصوص: "من يريد فعليا فك الارتباط عليه القيام بإجراءت ملموسة وليس مجرد تصريحات لخلق فرقعات إعلامية من هنا وهناك".


وفي تعليقه على دعوات قيادات من نداء تونس لفك الارتباط بالنهضة اعتبر القيادي والعضو في البرلمان عن الحركة محمد بن سالم أوضح في حديثه لـ"عربي21" أن الائتلاف بين الحزبين ليس نوعا من الرفاه بل فرضته طبيعة الحكم بهدف تمرير القوانين داخل البرلمان لضمان استمرارية الدولة وتجنبا للوقوع في الفوضى.

 

اقرا أيضا : هل يخسر نجل السبسي حربه ضد الشاهد بنيران صديقة؟

 

ابن سالم أعرب مقابل ذلك عن أسفه للمواقف الصادرة من بعض قيادات النداء التي تهاجم فيها النهضة بعد كل خسارة انتخابية وتعود بها لمربع الصراع الإيديولوجي، مضيفا: "هذا مؤشر لقياس مدى ديمقراطية بعض الأحزاب وتشبعها بقيم الديمقراطية، ونحن كنا سباقين في الانتخابات التشريعية الماضية لتهنئتهم بالفوز لكنهم لم يفعلوا ذلك حتى اللحظة".


القيادي في حركة النهضة أكد أن فوز سعاد عبد الرحيم برئاسة بلدية تونس بـ26 صوتا لم يتم فقط بتصويت النهضة التي أعطت 19 صوتا لمرشحتها بل بوجود 7 أصوات إضافية من أحزاب تنتمي لنفس العائلة الفكرية للنداء، وختم قائلا: "إذا كان للنهضة جاذبية سياسية أكثر من النداء فعليهم أن يتساءلوا عن سبب ذلك".

3
التعليقات (3)
Dridi mouldi
السبت، 07-07-2018 04:08 م
اني اريد ان أسأل بسيس ومنجي الحرباوي ومن لف لفهم ماذا تريدون بالضبط تريدونها حربا في هذه البلاد المسلمة ام تريدون أن نكون يهود ومسيحيين لترضوا ؟! قلتم الصندوق هو الفيصل فافرز الصندوق انتصارا للنهضة ام تريدون أن نسلمكم رقابنا والبلاد للامارات والسعودية الا لعنة الله على الخونة والعملاء الانبطاحيين
abou zied le tunisien
الجمعة، 06-07-2018 01:31 م
كذلك خسرت النهضة البعض من قواعدها بعد سياستها التوافقية مع النداء .. الفرق هو أن النهضة هو حزب متماسك مبني علي التشاور وآحترام قرار الأغلبية ... أما نداء تونس فولد ميتا، يضم أشخاص شربوا من نبع آلدكتاتورية حتي الثمالة و زمرة من اليسار الإقصائي له من العداء للإسلاميين لدرجة الغباء ...... وتبقي النهضة بين شق ليست له ثقافة التوافق والديمقراطية وشق يدعي الثورية بغوغائية طفولية ....
مالك علي
الجمعة، 06-07-2018 05:16 ص
في بلدان العالم الديموقراطي ليس في مصطلحات السياسة الداخلية كلمة" التوافق " هذه. هذه كلمة مرققة لوصف الدياثة السياسية التي يمارسها الاخوان للتقرب من جلاديهم، ثم لا تحميهم.