طب وصحة

احذر.. ليس كل ما يكتب على علبة المكملات الغذائية صحيح

لا تصنف المكملات الغذائية على أنها دواء - أرشيفية CC0
لا تصنف المكملات الغذائية على أنها دواء - أرشيفية CC0
نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية، تقريرا أشارت فيه إلى أن بحثا بريطانيا كشف أن اثنين من كل خمسة مكملات صحية مستخلصة من النباتات، لا تحوي العناصر الفعالة التي كُتبت على ملصقها التجاري.

وقال التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن العلماء قاموا بتحليل بعض المنتجات المباعة في محلات الأغذية الصحية البريطانية والصيدليات، واكتشفوا أن ما بين 30 و40 في المائة من المنتجات لم تحتو على المادة الفعالة كما هو موضح على الملصق.

وتشير النتائج الأولية التي توصلت إليها دراسة "جمعية طب الأعشاب البريطانية" إلى أن بعض المكملات يمكن أن تكون غير فعالة أو لها فوائد صحية مختلفة عن التي توافق ما هو مكتوب على الملصق وما يحتاجه المريض في بعض الحالات.

وقام العلماء بتحليل محتوى حوالي 40 عبوة مستخلص حليب الشوك و50 من مستخلص القنفذية في مختبر "كاماج" في سويسرا، ويستخدم عادة حليب الشوك كعلاج طبيعي لمشاكل الكبد، في حين يتم استخدام القنفذية لمنع نزلات البرد والالتهابات.

وقال الطبيب " كريس إيثريدج" رئيس جمعية طب الأعشاب البريطانية وعضو فريق البحث: "إن بعض عبوات حليب الشوك لا تحتوي على أي أثر للنبات على الإطلاق، بينما يحتوي البعض الآخر على آثار أوراق، على الرغم من أن المادة الفعالة موجودة في البذور، وتحتوي على العديد من عبوات القنفذية على أنواع مختلفة منها والتي لن يكون لها نفس التأثير الذي تم الإعلان عنه على الملصق".

وأضاف: "تتبعت دراسة أجريت أيضا في عام 2015 من قبل "جامعة كوليدج في لندن"، والتي وجدت أن 30 من المكملات المستخلصة من نبات "جنكة" والتي خضعت للاختبار، احتوت على خلاصة ضئيلة أو معدومة من هذا النبات، وخلصت الدراسة السابقة إلى أن الغش شائع في السوق".

وأوضح التقرير أن بعض المنتجات احتوت أعشابا بديلة لم تكن لها نفس التأثيرات مثل تلك الموجودة على الملصق، في حين أن البعض الآخر "ملوث" بأصباغ الطعام، وهذا مصدر قلق كبير لأن ذلك يشير إلى أن الشركات تقوم بتسويق منتجات دون المستوى المطلوب باعتبارها جيدة كما تبدو لطيفة في اللون.

ولفت إيثرج إلى أن السعر ليس ضمانا للجودة، حيث أن أحد أغلى مكملات "الجنكة" التي تم تحليلها لا يحتوي على خلاصتها الفعالة، بل كانت النتيجة وجود مضاد للاكتئاب فيها وهو مخالف لما هو مكتوب عليها.

وقال الدكتور "مايكل ديكسون" الطبيب العام ورئيس كلية الطب البريطانية: "إن المكملات الغذائية غير المسجلة رسميا، وغير المطابقة للمواصفات تعطي الأدوية التكميلية المسجلة سمعة سيئة".

وتابع: "إنه لأمر مؤسف أن نرى المنتجات المسجلة وذات جودة عالية جنبا إلى جنب على رفوف المحل مع المنتجات التي تحتوي مكونات قد تكون نشارة الخشب أكثر فائدة منها".

وأضاف: "في كثير من الأحيان لا يفهم الناس الفرق حين يجربون أحد المكملات الغذائية، بسبب الغش، لذا يعتبرون جميع المنتجات العشبية غير مجدية وهذا شيء سيء لأن المكملات الغذائية الجيدة مفيدة جدا".

من جهته قال متحدث باسم جمعية مصنعي الأغذية الصحية "إتش إف إم إي": "في حين أنه من الصعب التعليق على صحة النتائج غير المنشورة بعد، لكن نحن نقوم باختبار هذه المنتجات جيدا".

من ناحيتها أشارت أخصائية الطب البديل، لودي أبو نعوم، إلى أنه تم تصنيف المكملات الغذائية الصحية على أنها غذاء لا دواء.

وتابعت في حديث لـ"عربي21": "نتيجة لهذا التصنيف لا تخضع المكملات لشروط التصنيع الصارم، ولا تمر بالفحوصات والأبحاث التي تمر بها الأدوية، لذلك من الاحتمالات الواردة أنه لا يوجد أحد مكونات هذه المكملات كما هو مكتوب على ملصقها، بسبب الغش".

وأوضحت أبو نعوم أن من تأثيرات تناول المكملات الغذائية غير المطابقة للمواصفات على صحة الإنسان، "إمكانية حدوث حالات ارتفاع نسبة السكر وارتفاع ضغط الدم واضطرابات نفسية وجنسية وعقم واحتمال حدوث خلل في وظائف الكلى والكبد والبنكرياس".

ونصحت بعدم أخذ المكملات الغذائية إلا بعد الفحص الكامل عند الطبيب وإجراء التحاليل لمعرفة وجود العنصر الذي يحتاجه الجسم في هذه المنتجات، أو عدم وجود ضرر صحي منها.

وذكر تقرير الصحيفة البريطانية أنه من المقرر نشر الدراسة في العام المقبل، لكن النتائج الأولية قدمها الدكتور "كريس إيثريدج" في مؤتمر الطب بكلية الطب في لندن.
التعليقات (0)