ملفات وتقارير

لماذا نفت روسيا انسحابها من "خفض التصعيد" جنوبي سوريا؟

يذكر أن محافظة درعا تشهد تصعيدا من قبل قوات النظام وحلفائها، ما تسبب بحركة نزوح واسعة للمدنيين- جيتي
يذكر أن محافظة درعا تشهد تصعيدا من قبل قوات النظام وحلفائها، ما تسبب بحركة نزوح واسعة للمدنيين- جيتي

في الوقت الذي يشهد فيه الجنوب السوري تقدما لقوات النظام على حساب المعارضة التي تتعرض مناطقها لقصف عنيف وغارات تشنها طائرات روسية وسورية، ووسط مشهد يشير إلى انتهاء اتفاق "خفض التصعيد"، نفت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، انسحابها من الاتفاق.


نفي الوزارة جاء ردا على أنباء تناقلتها وكالات أنباء منسوبة لقاعدة "حميميم العسكرية" تشير إلى انسحاب روسيا من اتفاقية "خفض التصعيد" في جنوبي سوريا.


وأوضحت وزارة الدفاع الروسية، أن الصفحة المسماة بـ"القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية" على فيسبوك "مزورة"، مبينة أن "جميع المعلومات المتعلقة بأنشطة القوة العسكرية الروسية في الجمهورية العربية السورية يتم نقلها حصرا من قبل ممثلي وزارة الدفاع الروسية".


في هذا الوقت شكك مراقبون بإعلان روسيا التزامها باتفاق "خفض التصعيد"، مشيرين إلى عمليات القصف الكثيف التي تشهدها المناطق المشمولة بهذا الاتفاق، ومنهم رئيس مجلس السوريين الأحرار المحلل السياسي، أسامة بشير.

 

اقرأ أيضا: 45 ألفا ينزحون من درعا للأردن والأخير يؤكد إغلاق حدوده


وفي حديثه لـ"عربي21" تساءل بشير "عن أي اتفاق يتحدث الروس، ونحن نشاهد هذا الكم من الهجمات التي يشنها النظام والطائرات الروسية في درعا؟"، وتابع بسؤال آخر "ماذا نسمي هذه الهجمات، هل نسميها تمسك بالاتفاق؟".


بالمقابل، وضع بشير الإعلان الروسي في خانة "الضغوط التي تتعرض لها المعارضة للقبول بتسوية سياسية في الجنوب"، مضيفا أن "روسيا تريد أن تمارس سياسة العصا دون جزرة، فهي تقول للمعارضة إذا وافقتم على المصالحة فنحن على استعداد للاتفاق، وإن كان غير ذلك فالمعركة ستستمر، والقصف سوف يزداد".


رسالة للأردن


من جانبه، رأى الإعلامي أمين بنّا، أن إعلان الدفاع الروسي ينطوي على رسائل للأردن، سيما وأن عمان أعلنت مرارا أنها ملتزمة باتفاق "خفض التصعيد".


وأوضح بنّا أن روسيا تحاول إشراك الأردن فيما يجري بالجنوب، وهي تعتقد أن للأردن نفوذا على المعارضة، وهي تستطيع أن تضغط على الفصائل للرضوخ عند المطالب الروسية لإنهاء الملف في الجنوب، بدلا عن التصعيد الذي ستتحمل الأردن تبعاته الإنسانية بشكل رئيس.


وأشار في هذا السياق إلى إعلان الأردن عن إغلاق حدوده وعدم سماحه للنازحين بالدخول إلى أراضيه، وقال: "هذا الإعلان إنما هو رسالة مباشرة من روسيا، للرد على هواجس الأردن".

 

اقرأ أيضا: نيوزويك: من هنا ستبدأ الحروب القادمة في الشرق الأوسط


وتابع قائلا: "روسيا من الأساس تمارس التضليل والكذب، فهي من جهة تبث أخبارا يتم إيصال رسائل من خلالها، كما هو الحال مع قناة حميميم ومن ثم تنفيها، لتقوم أيضا بإرسال أكثر من رسالة".


وفي وقت سابق، كانت فصائل سورية معارضة في الجنوب السوري، كشفت لـ"عربي21"، أن الأردن سيقود مفاوضات بين الفصائل السورية المعارضة والجانب الروسي، لوقف إطلاق النار، وخلق تفاهمات حول منطقة الجنوب، من بينها معبر نصيب.


يذكر أن محافظة درعا تشهد تصعيدا من قبل قوات النظام وحلفائها، ما تسبب بحركة نزوح واسعة للمدنيين من أهالي وسكان المنطقة المشمولة باتفاق "خفض التصعيد"، وسط تحذيرات أممية من تكرار سيناريو الغوطة الشرقية.

التعليقات (0)