سياسة دولية

اهتمام عربي كبير مع اقتراب موعد الانتخابات التركية

تترقب الجاليات العربية نتائج الانتخابات خاصة أنها ربما تنعكس على مستقبلهم في تركيا- جيتي
تترقب الجاليات العربية نتائج الانتخابات خاصة أنها ربما تنعكس على مستقبلهم في تركيا- جيتي

تواصل الأوساط العربية متابعتها اللافتة للانتخابات التركية المقررة الأحد المقبل، نظرا لقربها التاريخي والجغرافي، في حين لم تكن تهتم بها قبل 15 عاما، بهذا القدر.


وجد العرب أنفسهم في قلب الأجندة التركية، فحل بعضهم بها لاجئين، وتقربوا منها، أملا في دعم سياسي وإنساني وإغاثي، منطلقين من قرب الثقافة والتاريخ الإسلامي المشترك، فيما اختارها البعض للاستثمار.


وأعلنت السلطات التركية، في نيسان/ أبريل الماضي، تبكير موعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية إلى 24 حزيران/ يونيو الجاري (الأحد المقبل)، بعد أن كانت مقررة العام القادم، ومنذ هذا الإعلان يتفاعل العرب، خاصة على المستويين الشعبي والإعلامي، مع الانتخابات التركية، ويتعاملون على أنها تخصهم.


ويتنافس في الانتخابات الرئاسية 6 مرشحين، أبرزهم: الرئيس الحالي، رجب طيب أردوغان، ومرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض، محرم إنجه، ومرشحة حزب "الخير"، ميرال أكشنار، بينما تتنافس ثمانية أحزاب في الانتخابات البرلمانية.


اهتمام إعلامي كبير


وبعد إعلان أردوغان المفاجئ عن الانتخابات المبكرة، متفاعلً مع حليفه، رئيس حزب "الحركة القومية"، دولت باهتشلي، تناولت وسائل الإعلام العربية الحدث بشكل مكثف.


واحتلت أخبار وتحليلات وتقارير متعلقة بهذه الانتخابات مساحات معتبرة في الجرائد العربية والمواقع الإلكترونية، وشهدت برامج حوارية في قنوات تلفزيونية عربية مناقشات حول الانتخابات.


ومع اقتراب الانتخابات، الأحد المقبل، زاد التفاعل الإعلامي العربي، وفق رصد مراسل الأناضول.


صحيفة "القدس العربي" مثلا، وفي نسختيها الورقية والإلكترونية، تنشر مواد يومية عن الحملات والتجمعات الانتخابية ومواقف الشباب وغيرهم من الانتخابات.


المواقع الإلكترونية العربية، داخل وخارج البلدان العربية وفي تركيا، تسلط الضوء على نتائج استطلاعات الرأي، وكلمات المرشحين، وبرامج الأحزاب.


كذا الأمر في البرامج الحوارية التلفزيونية، حيث خصصت ساعات للحديث عن الانتخابات، فضلًا عن السعي إلى تغطية خاصة يوم الاقتراع.


ترقب شعبي


بموازاة الاهتمام الإعلامي، يشهد الشارع العربي اهتماما كبيرا بالانتخابات التركية، خاصة من الجالية العربية في تركيا، ويتجاوز عدد هذه الجالية الخمسة ملايين عربي، بحسب إحصائيات غير رسمية، ويشكل اللاجئون السوريون الشريحة الأكبر منهم، فضلا عن جاليات عراقية وليبية ويمينة ومصرية.


وتترقب الجاليات العربية نتائج الانتخابات، خاصة أنها ربما تنعكس على مستقبلهم في تركيا، في ضوء السياسات المتباينة المطروحة من جانب المرشحين، ويتابع الانتخابات ويترقب نتائجها العرب الذي يرون في تركيا بلدا متطورا، ويقصدونها للسياحة والتجارة والتسوق.


وعلى وسائل التواصل، تنوعت منشورات كتبها عرب، بمختلف مستوياتهم وانتماءاتهم، معبرين عن آرائهم ومستخدمين وسوم متعددة، منها: الانتخابات التركية، وإسطنبول.


وغرد مفكرون وكتاب وإعلاميون عرب على هذا الوسم، ونشروا منشورات حول تطورات الانتخابات وحملاتها الدعائية، وتباينت آراء العرب وفق مشارب وانتماءات كل منهم، حيث قدم كل شخص رأيه وفق منظوره الخاص.


تأثيرات محتملة


الكاتب والمحلل السياسي علي باكير، قال إنه "يوجد اهتمام واسع في العالم العربي بالانتخابات التركية، وهو أمر غير استثنائي، إذ لطالما كان هناك مثل هذا الاهتمام في الاستحقاقات الانتخابية التركية، لاسيما منذ عام 2007".


وأضاف باكير للأناضول: "لكن حجم الاهتمام يختلف اليوم من بلد عربي إلى آخر، تبعا للظروف الداخلية التي تعيشها الدول العربية".


وعن أسباب الاهتمام رأى أن "الشعوب العربية بشكل عام تواقة للحصول على فرصة للتعبير عن تطلعاتها (..)، الكثير من مواطنيها يتطلعون إلى أن يكون لديهم تجربة (ديمقراطية) مماثلة".


وأضاف أن "الانتخابات التي جرت مؤخرا في بعض البلدان العربية كانت سيئة للغاية، ونفّرت الناس من التجربة الانتخابية، باعتبارها عملا لا فائدة منه"، متابعا أن "جزءا لا بأس منه من العرب يتابعون الانتخابات التركية نظرا لتأثيراتها المحتملة عليهم، سواء كان لاجئا داخل تركيا، أو ينتمي إلى إحدى الدول المجاورة".


وأفاد باكير بأن الانتخابات ستحدث انعكاسات، "لكن هذا سيعتمد على طبيعة النتائج، غالبا سيكون هناك تأثير بغض النظر عن درجته أو فحواه أو نوعه"، معتبرا أن "العنصر الأكثر بروزا حتى الآن (بالنسبة لتركيا) هو سياسة خارجية أقوى، وزيادة في الاعتماد على القوى الصلبة، لمواجهة التحديات الخارجية".


انفتاح تركي


بدوره، قال المدير التنفيذي لمركز عمران للدراسات (غير حكومي)، الدكتور السوري عمار قحف، إنه "يوجد اهتمام كبير غير مسبوق في العالم العربي بالانتخابات التركية، سواء من حيث التغطية الإعلامية أو التفاعل الشعبي".


وتابع قحف بقوله للأناضول: "لا أذكر منذ 10 أو 15 سنة أن المواطن العربي كان يكترث كثيرا لما يحدث في تركيا من انتخابات، فهي لن تؤثر عليه أو بمحيطه".


وأرجع هذا الاهتمام إلى "عوامل عديدة، منها ما هو ذاتي في السياسة التركية نحو العالم العربي من حيث الثقافة والفكر والاستثمار والسياسة"، موضحا أن "هذا الانفتاح تم تجسيره من خلال سياسات ممنهجة للتقارب ومعالجة الانطباعات التاريخية السلبية لدى شريحة كبيرة من المثقفين والسياسيين العرب".


وأردف: "كما أن أحداث الربيع العربي وضعت تركيا عربيًا ودوليًا كجهة محورية وأساسية للدفاع عن حقوق الشعوب"، مضيفا أن هذا "يفسر احتضان تركيا نحو 4 ملايين لاجئ، بينهم 3.5 ملايين سوري، وآلاف من المصريين واليمنيين والليبيين والتوانسة والمغاربة والعراقيين، عدا عن الإخوة الفلسطينيين".


وأضاف قحف أنه "بالنسبة للسوريين باتت السياسة التركية تؤثر مباشرة على حياتهم الشخصية والاجتماعية ومستقبلهم (..)، في تركيا يوجد استقطاب انتخابي حاد والسياسات الخارجية المقترحة من المرشحين متضادة".


وختم قائلا: "هذا ما يقلق ليس فقط العرب في تركيا، ولكن المجتمع العربي في أوطانه، هو أن تركيا باتت الملجأ الوحيد الآمن إقليميا للسياحة والاستثمار والسكن".

التعليقات (2)
محمود
الخميس، 21-06-2018 11:17 م
أوردوغان بطل مزيف مثل عبدالناصر .
مصري جدا
الخميس، 21-06-2018 09:51 م
غالبية الانظمة العربية تتمنى سقوط اوردوغان وتراجع العدالة والتنمية ،،، بعض الانظمة تدخل بالمال والمعلومات المخابراتية على امل اسقاط اوردوغان في المقدمة السعودية والامارات ومصر واسرائيل ،،، غالبية الشعوب تامل نجاح اودوغان واستكمال التحربة التركية ،،،، وفي الاخير الحسم بيد الشعب التركي ،، يختار من يشاء ويتحمل مسؤلية خياراته ،،، لكن عليه ان يتعلم من خيارات الاخرين ،، خاصة تحربة النصريين شعبا ونخبة عندما اختاروا السيسي ،،،