صحافة إسرائيلية

تباينات إسرائيلية لتقييم فشل الرواية الإعلامية حول أحداث غزة

مراقب: تحديات نشر الرواية الإسرائيلية حول العالم تزداد مع مرور الوقت في السنوات الأخيرة- جيتي
مراقب: تحديات نشر الرواية الإسرائيلية حول العالم تزداد مع مرور الوقت في السنوات الأخيرة- جيتي

أبدى كاتبان إسرائيليان وجهتي نظر مختلفتين إزاء ما يعتبرانه الإخفاق الإعلامي والدعائي الذي تواجهه إسرائيل حول العالم، في تسويق روايتها عما يشهده قطاع غزة من مسيرات شعبية، واستهداف للمدنيين الفلسطينيين بالقتل والإصابة.


دانيئيل سيمت، خبير التسويق الإسرائيلي، كتب قائلا إن "تحديات نشر الرواية الإسرائيلية حول العالم تزداد مع مرور الوقت في السنوات الأخيرة، في ظل حربها الجارية ضد حركة المقاطعة العالمية بي دي اس، ووقف الاستثمارات في إسرائيل؛ لأن أعداء إسرائيل لا يدخرون جهدا لطردها من الساحة الدولية، كما حصل مؤخرا في إلغاء مباراتها مع الأرجنتين".


وأضاف في مقال نشرته صحيفة إسرائيل اليوم، وترجمته "عربي21"، أن "وزارة الشؤون الإستراتيجية برئاسة الوزير غلعاد أردان حظيت في 2017 بموازنة قيمتها 46 مليون شيكل، الدولار يساوي 3.5 شيكل، فقط لمواجهة حركات المقاطعة لإسرائيل، ومع ذلك فما زالت إسرائيل لم تجد حلا لإخفاقاتها المتكررة في المجال الدعائي في ضوء فشل روايتها الإعلامية بالتسويق لأحداث غزة".


وأشار سيمت، وهو مؤلف كتاب "وجه الدولة حول العالم"، إلى أن هذا الإخفاق الإسرائيلي "يتطلب من إسرائيل تنسيق جهودها، وتدريب طواقهما العاملة في مجال الإعلام، سواء من الإسرائيليين أو يهود الشتات الذين يعملون في دول العالم في مجالات الاقتصاد، الاجتماع، الأكاديميا، بهدف منع انتشار محاولات نزع الشرعية عن إسرائيل، وتشويه صورتها حول العالم".


وختم بالقول إنه "لا بد من توظيف قدرات رجال الأعمال الإسرائيليين لأخذ دورهم في شرح الرواية الإسرائيلية، بجانب تكثيف استخدام القدرات التكنولوجية العالمية ذات الانتشار الكبير حول العالم، ما يتطلب من آلة الدعاية الإسرائيلية أن تحاكي ما لدى حركة البي دي اس من قدرات دعائية، ودون حدود".


فيما قال نوعام كاتس، الكاتب في صحيفة إسرائيل اليوم، إن "إسرائيل تخوض حملة دعائية حول العالم من وراء الكواليس من خلال معطيات رقمية وإحصائية في مجال الدبلوماسية الجماهيرية، خاصة في عالم الديجيتال".


وكشف في المقال الذي ترجمته "عربي21" أن "وزارة الخارجية الإسرائيلية تشغل اليوم أكثر من 800 قناة عبر الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، تتحدث بأكثر من خمسين لغة، من أجل إيجاد لغة حوار مشتركة حول العالم لترويج الرواية الإسرائيلية، وهناك أكثر من مليوني متابع في العالم العربي يتابعون مواقع وزارة الخارجية الإسرائيلية باللغة العربية وحدها فقط، وهو رقم آخذ بالزيادة والتطور مع مرور الوقت".


وأضاف كاتس، وهو مدير عام الدبلوماسية الجماهيرية بوزارة الخارجية، أن "السنة الأخيرة شهدت ارتفاع عدد المتابعين في حسابات تويتر للوزارة باللغات: العربية، الفارسية، الإنجليزية، الإسبانية، بنسبة 100% لكل منها، واليوم تحظى إصدارات ونشرات وزارة الخارجية الإسرائيلية بالوصول لقرابة مئة مليون إنسان شهريا".


وزعم أنه "خلال الأحداث الأخيرة في غزة تم زيادة هذه الأعداد من القراء، ووصولها إلى جاليات مختلفة حول العالم، ليس المقصود في نشرات تقليدية نظرية، وإنما مواد دعائية موجهة من خلال استخدام آخر تقنيات الإعلام الجديد، وأساليب الكاريكاتير والأفلام الوثائقية، وإدارة ذكية من رواد شبكات التواصل، وهذه المتابعة للقراء حول العالم تعود على إسرائيل بانتعاش اقتصادي وأمني".


واستدرك بالقول إن "هذه الجهود الإعلامية والدعائية ليست بديلا عن المواجهة الميدانية لحملات نزع الشرعية عن إسرائيل؛ لأن المواقف التي تسوقها مواقع وزارة الخارجية لا تستطيع توفير الإجابات الوافية عن التساؤلات التي يطرحها المتابعون حول العالم".


وختم بالقول إن "الدبلوماسية الجماهيرية والشعبية التي تخوضها إسرائيل هي مجال استراتيجي يحوز على زخم كبير يمكن وصفه بحرب الرواية، يجب أن يمثل الخطوط العامة للسياسة الإسرائيلية، سواء فيما يتعلق بالمواجهة مع إيران، أو الصراع الدائر مع قطاع غزة، وتحقيق إنجازات سياسية آنية، وصولا للسعي لتحسين صورة إسرائيل، وزيادة تأثيرها على مستقبل الدولة، ما يتطلب الإنفاق عليها ماليا، تماما كما السياحة والعمل".

 

التعليقات (0)