سياسة عربية

كاتب لبناني يكشف تفاصيل عن إفادة السيّد بمحكمة الحريري ويرد

كشف المعشّر أن سفير الأردن في بيروت نصحه قبل ذلك قائلا: "يجب أن يتكلم جميل السيّد، مدير الأمن العام والرجل القوي في النظام اللبناني"- رويترز
كشف المعشّر أن سفير الأردن في بيروت نصحه قبل ذلك قائلا: "يجب أن يتكلم جميل السيّد، مدير الأمن العام والرجل القوي في النظام اللبناني"- رويترز
كشف كاتب لبناني معلومات مثيرة عن مثول اللواء جميل السيّد (النائب حاليا) أمام المحكمة الدولية الخاصة بالتحقيق باغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري.

وقال الكاتب أحمد عياش، في مقال له بصحيفة "النهار" اللبنانية (السبت) إن "الأيام الثلاثة التي أمضاها النائب جميل السيّد أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أثارت جدلا؛ ليس لناحية المعلومات التي أدلى بها، وهو ما كان من المفترض أن يقوم به انطلاقا من موقعه كمدير عام للأمن العام عندما جرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري، بل بسبب التحليلات والتخمينات والاتهامات التي ساقها في الإفادة".

وكشف عياش عن "جملة أسئلة طرحها القاضي "ديفيد راي"، رئيس غرفة الدرجة الأولى و"كورسيل لابروس"، ممثلا لمصالح المتهم حسين عنيسي، والقاضية ميشلين بريدي، قاضية في غرفة الدرجة الأولى، على السيّد بشأن حادث إطلاق صاروخين من عيار 107 ملم فجر الأحد 15 حزيران 2003 على مبنى تلفزيون "المستقبل" وإذاعة "الشرق" في منطقة الروشة، فاخترقا الجدار وانفجرا في الباحة الخارجية لجهة مكاتب استوديو الأخبار، فأشعلا حريقا، وألحقا أضرارا مادية كبيرة".

وقال الكاتب إن سؤال لابروس تحديدا كان: "الحادث عُرض على أنه تهديد أو خطر على الحريري، هل أنت مدرك لهذا الأمر؟ وهل لديك ما تقوله في هذا الشأن؟".

وكانت إجابة السيّد: "أنا أول شخص بحث عن فكرة الرسالة السياسية بحكم عملي. لم يكن هناك مناخ يدعوني إلى التفكير في أن أحدا ما، أكان سوريا أم لبنانيا، يريد إرسال رسالة سورية إلى الرئيس الحريري".

وعلٌّق عياش على ذلك قائلا: كان يمكن "لجواب المدير السابق للأمن العام أن يمرّ من دون أي مناقشة لولا أن الرئيس رفيق الحريري بنفسه أعطى وصف الرسالة للصاروخين اللذين استهدفا مؤسستين إعلاميتين تابعتين له".

ويفصّل قائلا: "ففي 18 أيار 2015، أدلى المستشار الإعلامي للرئيس الشهيد، الزميل هاني حمود، بإفادته أمام المحكمة، وتناول ردا على أسئلة وكيل الادعاء القاضي "غرايم كاميرون" حول ما تعرّض له مبنى التلفزيون فقال: "باكرا جدا في صباح ذلك اليوم، طلب مني الرئيس الحريري أن أجمع في المبنى كل موظفي قسم الأخبار، وخاطبهم بكلمات قليلة، وقال لهم إن هذا الهجوم ليس موجّه لكم. هو موجه إليّ، والرسالة وصلت".

واستطرد الكاتب بأنه بوصفه أحد العاملين في تلفزيون الحريري منذ خريف 1992، وحتى اليوم، كان حاضرا في ذلك اللقاء، ولا يزال يحفظ عن ظهر قلب ما قاله الرئيس الراحل: "يا إخوان هول الصواريخ ضدي أنا مش لحدا تاني. ما تهتمّوا، أنا كتافي عراض".

وفي السياق، أشار عياش إلى كتاب وزير الخارجية الأردني الأسبق مروان المعشّر (نهج الاعتدال العربي) الصادر عن دار النهار في أيلول 2008، الذي تضمن مذكرات المعشر، وفيه خصّص فقرة حملت عنوان "الاجتماع بجميل السيّد"، وفيها روى الدور الذي قام به الأخير من أجل إقناع رئيس الجمهورية الأسبق أميل لحود بتأييد مبادرة السلام العربية في قمة بيروت في آذار عام 2002، خصوصا ما يتعلق بموضوع اللاجئين الفلسطينيين.

وكشف المعشّر أن سفير الأردن في بيروت نصحه قبل ذلك قائلا: "يجب أن يتكلم جميل السيّد، مدير الأمن العام والرجل القوي في النظام اللبناني".

 
التعليقات (0)