صحافة دولية

جورنال دو ديمونش تكشف أسرار طفولة كيم جونغ في سويسرا

لم يكن اختيار سويسرا لاحتضان طفولة الزعيم الكوري اعتباطيا، ذلك أنه طيلة عقود جمعت بين البلدين علاقات وثيقة في كنف السرية- جورنال دي ديمونش
لم يكن اختيار سويسرا لاحتضان طفولة الزعيم الكوري اعتباطيا، ذلك أنه طيلة عقود جمعت بين البلدين علاقات وثيقة في كنف السرية- جورنال دي ديمونش

نشرت صحيفة "جورنال دي ديمونش" الفرنسية تقريرا سلطت من خلاله الضوء على جوانب غامضة من طفولة زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، الذي قضى جزءا منها في سويسرا، وتطرقت إلى سبب اختيار هذه الوجهة تحديدا. 

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، درس لمدة خمس سنوات في العاصمة الإدارية السويسرية، برن. وبسبب ولعه بالدوري الأمريكي لكرة السلة للمحترفين، كان كيم جونغ أون يقضي أوقات فراغه في قاعات مخصصة لهذه الرياضة.

 

وفي الواقع، لم يكن اختيار سويسرا لاحتضان طفولة الزعيم الكوري الشمالي الحالي اعتباطيا، ذلك أنه طيلة عقود جمعت بين البلدين علاقات وثيقة في كنف السرية.

وأشارت الصحيفة إلى أن كيم جونغ أون كان يُعرف بين أصدقائه المراهقين، الذين كانوا يُشاركونه ممارسة رياضة كرة السلة في سويسرا، باسم "أون" فقط.

 

وقد صرح رفيقه السابق نيكولا كوفاسيفيتش، البالغ من العمر 32 سنة حاليا، الذي يعمل مستشارا متخصصا في تقنية المعلومات، بأنه "سنة 2009 حين كشفت الصحف عن الهوية الحقيقية "لأون"، وتبين أنه "كيم جونغ أون"، لم نُصدق ذلك. وشيئا فشيئا، عادت بي الذاكرة إلى الوراء وفهمت الكثير من الأمور".

ويتذكر نيكولا كوفاسيفيتش بوضوح يوم إعلان معلميه سنة 1998 عن وصول طالب جديد من كوريا الشمالية، كان يبلغ من العمر آنذاك 13 سنة.

 

وكان الشابان يدرسان في مدرسة ليبيفلد شتاينهولز العامة، الواقعة جنوب برن، ولكنهما لا ينتميان إلى نفس الصف.

 

وقد تعرفا على بعضيهما في قاعات الرياضة. ويُشير هذا الصديق السابق، كرواتي الأصل، إلى أن الطفل كيم جونغ أون "كان شديد الولع بكرة السلة. وكنا حين نبحث عنه نجده في الملعب حتى في أيام فصل الصيف، حين يكون الطقس شديد الحرارة".

ونقلت الصحيفة عن هذا الشاب أن كيم جونغ أون "كان حرا تماما في تحركاته. وكان يعشق الدوري الأمريكي لكرة السلة للمحترفين، ولاعبيه الساطعين في تسعينات القرن الماضي، على غرار مايكل جوردن.

 

أما في المدرسة، فقد كان حذرا وخجولا، على الرغم من أنه يتكلم الألمانية ولهجة برن المحلية بشكل جيد. وفيما يتعلق بصفاته الرياضية، فقد كان لاعبا جيدا، دائم البحث عن النصر. وفي حال لم تسر الأمور لصالحه، كان يستشيط غضبا".

وأضافت الصحيفة أن الشاب الكوري، المعجب بنادي شيكاغو بولز، يثير فضول أصدقائه. وقد شرح نيكولا كوفاسيفيتش ذلك مفيدا أن أون اعتاد على ارتداء أحذية نايكي باهظة الثمن وملابس رياضية ذات علامات تجارية عالمية.

 

كما التقى بنجوم الدوري الأمريكي لكرة السلة للمحترفين في باريس. اعتقدت حينها أن والده كان فاحش الثراء، وبعد أن قدمته المدرسة على أنه "ابن موظف في السفارة الكورية بسويسرا، تم تسجيل كيم جونغ أون في البداية في "القسم الخاص بالطلاب الذين لا يتقنون اللغة الألمانية". أما نتائجه فكانت متوسطة".

وأضاف كوفاسيفيتش بأنه لاحظ انضمام ثلاثة أو أربعة غرباء، يكبروننا سنا، إلينا حين كنا نلعب كرة السلة أحيانا.

 

فقلت في نفسي حينها أنه من الممكن أن يكونوا حراسه الشخصيين. فمن المستبعد أن يكونوا أفرادا من عائلته، نظرا لغياب أي علامات حنان أو عطف بينهم. وأتذكر أيضا تواجد صبي يشاركنا اللعب ويدرس في المدرسة الدولية، وربما كان شقيقه.


اقرا أيضا :  مصور يعترض طريق زوجة كيم جونغ أون.. كيف رد؟ (شاهد)


وذكرت الصحيفة أنه في خريف سنة 2000، اختفى كيم جونغ أون بطريقة مفاجئة. وحيال هذا الشأن، قال نيكولا كوفاسيفيتش إنه "لم يأت إلى المدرسة، وكانت شقته فارغة.

 

لم يُخبرنا المعلمون بما حدث له. وكان ذلك غريبا جدا، لأن تقاليدنا السويسرية تُملي علينا تنظيم حفلة شاي لتوديع أي زميل يُغادرنا. فهل كان هناك خطر محدق به حينها؟ أم أن عودته إلى كوريا الشمالية ستكون أفضل بالنسبة إليه؟".

في الحقيقة، لقد التحق وريث عرش كوريا الشمالية بالفعل بجامعة كيم إيل سونغ في بيونغيانغ سنة 2002، حيث تلقى تكوينا مدته ثلاث سنوات موجها لضباط المشاة، قبل أن يُتم سنتين من البحث في مدرسة المدفعية، تخللتهما دورات في الاقتصاد وعلوم الكمبيوتر.

وأوردت الصحيفة أن اختيار الوجهة التي تلقى فيها هذا القائد المستقبلي تعليمه لم تكن بمحض الصدفة. فقد عهدت أسرة كوريا الشمالية بابنها إلى بلد كانت علاقاتها وثيقة معه طيلة عقود.

 

في هذا الإطار، أكدت المؤرخة جولييت موريل أن "هناك كتبا تتحدث عن سويسرا في كوريا الشمالية، وتتمحور أساسا حول موضوع حياد هذا البلد".

وبحلول نهاية الحرب الكورية سنة 1953، عينت الكونفدرالية السويسرية لمراقبة الخط الفاصل بين الشمال والجنوب. وإلى يومنا هذا، لازال هناك خمسة جنود سويسريين يقومون بهذه المهمة رفقة خمسة جنود سويديين آخرين.

وخلال المجاعة سنة 1995، افتتحت سويسرا إدارة للتنمية والتعاون في بيونغيانغ، كانت بمثابة سفارة غير رسمية تعمل على تقديم مساعدات إنسانية، تقدر بالملايين إلى مواطني كوريا الشمالية سنويا. ومنذ ذلك الحين، عمد المزارعون الكوريون الشماليون إلى التنقل إلى سويسرا لتحسين تقنيات الحصاد في الأودية السويسرية، نظرا لتشابه تضاريس الدولتين.

وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى وجود علاقات أخرى سرية تربط بين سويسرا وكوريا الشمالية. فقد وضح جان زيغلر، عالم الاجتماع ونائب رئيس اللجنة الاستشارية لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، منذ سنة 2009، أن "سويسرا تُعد قاعدة النشاطات الدبلوماسية والتجسس التي تعتمد عليها كوريا الشمالية في أوروبا".

0
التعليقات (0)