ملفات وتقارير

هل تستقبل روسيا ليبرمان بتطمينات حول جنوب سوريا وإيران؟

ليبرمان استجاب لدعوة روسية للزيارة- جيتي
ليبرمان استجاب لدعوة روسية للزيارة- جيتي

يصل وزير الحرب الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، مساء الأربعاء، إلى العاصمة الروسية موسكو، ليلتقي نظيره الروسي، سيرجي شويجو، وسط توقعات بأن يطغى الملف الإيراني والسوري على المحادثات بينهما، لا سيما في ظل التطورات في الجنوب السوري.

وأعلنت وزارة الحرب الإسرائيلية أن ليبرمان يستجيب بذلك للدعوة التي وجهها نظيره الروسي، دون أن تذكر أي تفاصيل عن طبيعة المناقشات التي تأتي على خلفية دعوات إسرائيل لإنهاء أي وجود عسكري إيراني في سوريا.

وتثير الزيارة وتوقيتها تساؤلات حول إن كانت روسيا تسعى لإعطاء إسرائيل تطمينات كافية بشأن التواجد الإيراني في جنوب سوريا، وسط تهديد من النظام السوري بدخول المنطقة التي هي تخضع لاتفاق أمريكي روسي أردني، بتأييد إسرائيلي.

من جانبه، أيد الخبير في الشأن الروسي، يوسف مرتضى، لـ"عربي21"، أن تكون روسيا تسعى بالفعل إلى إعطاء ليبرمان تطمينات جدية بشأن عدم التواجد الإيراني في الجنوب السوري. 

وأشار إلى تصريحات لافروف التي أوضح فيها أنه يجب أن تنسحب كل التشكيلات غير النظامية وغير السورية فورا من الجنوب السوري.

وعبر عن اعتقاده بأن الأمر جدي جدا بالنسبة للجانب الإسرائيلي، وبالنسبة لعلاقته مع روسيا.

وفي قراءته لرد الفعل الإسرائيلي لهذه التطمينات المتوقعة، قال إن التطمينات الروسية لن تكون كافية بالنسبة لإسرائيل، فهي تعتبر أن الإيرانيين لن يكونوا منصاعين للتوجيهات الروسية، وسيحاولون الالتفاف على أي اتفاق أو وعود.

ولم يستبعد مرتضى توترا جديدا في المنطقة والذهاب إلى حرب، بسبب الجنوب السوري.

ولكنه أكد أن النظام قد يكون لديه توجه بالفعل إلى دفع إيران إلى الانسحاب من الجنوب السوري لتحقيق انتصار في درعا.

ورأى بأن ذلك دفع بالأردن إلى أن يبادر ليدعو إلى اجتماع مع أمريكا وروسيا من أجل مناقشة الأمر، وبحث هل هناك ضمانات بأن لا يكون هناك أي إيرانيين مع النظام السوري، بالتالي يمكن أن يصلوا إلى تسوية أم لا؟ 

وأشار إلى أن أمريكا سبق أن هددت بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي في حال أي محاولة لخرق الاتفاق ميدانيا من جانب النظام السوري، مشددا على أن تغيير المعادلة في الجنوب السوري لن يكون بهذه السهولة.

وكثيرا ما حذرت إسرائيل من توسع النفوذ الإيراني في سوريا، ودعت الاثنين الماضي إلى حرمان غريمتها اللدود إيران من أي وجود عسكري في سوريا. 

وخرج ليبرمان يوم الجمعة الماضي بدعوة النظام السوري إلى "طرد الإيرانيين" من سوريا، وذلك غداة تصعيد عسكري غير مسبوق بين إيران وإسرائيل في سوريا.

وقال ليبرمان في بيان أثناء زيارته للقسم الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان: "أستغل فرصة زيارتي اليوم للجولان، لأدعو الأسد إلى طرد الإيرانيين، وطرد قاسم سليماني وفيلق القدس من سوريا".

وكان لافتا استباق روسيا لزيارة ليبرمان، بالتصريح اليوم الأربعاء، بأن "الجيش السوري يجب أن يكون القوة الوحيدة على الحدود الجنوبية لبلاده مع الأردن وإسرائيل".

اقرأ أيضا: لافروف: على القوات الأجنبية الانسحاب من حدود سوريا الجنوبية

ويسيطر مقاتلو المعارضة على مناطق جنوب غرب سوريا واقعة على الحدود مع هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، بينما تسيطر قوات النظام السوري وفصائل مدعومة من إيران على منطقة أخرى قريبة منها.

وتخشى المعارضة السورية من تكرار سيناريو الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وجنوب دمشق، من اتفاقيات تهجير، رغم الخصوصية التي يتمتع بها الجنوب السوري، بسبب الاتفاق الأمريكي الروسي الأردني. 

ولكن مصادر في الجنوب السوري، قالت لـ"عربي21" إن المليشيات المحسوبة على إيران، تنسحب من الجنوب السوري، وسط حديث عن نية للنظام السوري لتكون درعا في الجنوب وجهته المقبلة، بعد الانتصارات التي حققها في العاصمة دمشق وريفها.

وأوضحت أن النظام يريد التخلص من كل الذرائع لدى الأطراف الفاعلة في الجنوب السوري، التي تمنعه من دخول المنطقة، وفرض اتفاق جديد يشي بخروج المعارضة المسلحة. 

وسبق أن أكدت إيران استعدادها لمحي وجودها من الجنوب السوري تمهيدا للنظام لأن يسيطر على المنطقة، وفق ما أكده السفير الإيراني في عمّان، في تصريحات لصحيفة أردنية، قال فيها إن "إيران دعمت منذ اليوم الأول الاتفاق الأردني الأمريكي الروسي لإقامة منطقة خفض التصعيد في الجنوب السوري".

اقرأ ايضا: مصادر لـ"عربي21": انسحاب إيراني من جنوب سوريا.. ماذا وراءه؟


ويبدو أن الروس يريدون إيصال هذه التطمينات إلى الإسرائيليين خلال زيارة ليبرمان القريبة، وفق مرتضى.

وقال لافروف الاثنين الماضي أيضا: "يجب أن يكون ممثلو جيش الجمهورية العربية السورية على حدود سوريا مع إسرائيل".

وزاد التوتر بين إسرائيل وإيران مؤخرا في سوريا، ولكن النظام الذي بات يسيطر على غالبية الأراضي السورية، يطمح إلى أن يفرد سيطرته كاملة على الجنوب السوري، ولا سيما درعا التي تعد مهد الثورة السورية، ولها رمزية كبيرة منذ بدء الأزمة في 2011.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الخميس، أنه ضرب ليلا عشرات الأهداف العسكرية الإيرانية في سوريا ردا على إطلاق صواريخ نسبه إلى إيران ضد مواقعه في هضبة الجولان المحتلة.

وخلال الأشهر الأخيرة، شنّت إسرائيل سلسلة غارات على أهداف عسكرية إيرانية في سوريا، قتل فيها ضباط إيرانيون، بينهم المسؤول عن منظومة الطائرات دون طيار الإيرانية في سوريا.

وأطلقت كذلك القوات الإيرانية في سوريا عشرات المقذوفات والصواريخ باتجاه القوات الإسرائيلية في الجزء الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان، بحسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي قبل أسبوعين.

يشار إلى أنه في تشرين الأول/ أكتوبر 2017، التقى شويجو مع ليبرمان في تل أبيب، وبحثا أيضا الملف الإيراني.

والأربعاء الماضي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال مؤتمر لسلاح الجو الإسرائيلي قرب تل أبيب، إن بلاده "لن تسمح لإيران بتعزيز تواجدها في سوريا واستمرارها في بناء قوتها النووية".

التعليقات (0)