صحافة دولية

إندبندنت: هذا هو الطريق الوحيد لحل دائم للقضية الفلسطينية

إندبندنت: إن وضع حد للتهجير القسري والتمييز هو الحل الوحيد للفلسطينيين والإسرائيليين- جيتي
إندبندنت: إن وضع حد للتهجير القسري والتمييز هو الحل الوحيد للفلسطينيين والإسرائيليين- جيتي

نشرت صحيفة "إندبندنت" مقالا للكاتب بن وايت، يقول فيه إن الفلسطيينين يحيون في الخامس عشر من أيار/ مايو كل عام ذكرى النكبة عام 1948، التي تم خلالها اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، ويحتجون على استمرار رفض إسرائيل لحقهم في العودة.

 

ويشير الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن ذكرى النكبة هذا العام تزامنت مع قرار ترامب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، لافتا إلى أن افتتاح السفارة في القدس يأتي وسط مظاهرات في قطاع غزة المحتل، حيث قام الجيش الإسرائيلي، ردا على ذلك، بقتل ما لا يقل عن 41 متظاهرا فلسطينيا، وجرح مئات الآخرين.

 

ويجد وايت أن "تزامن الذكرى السبعين للنكبة مع هذه التطورات الحديثة هو فرصة لبحث أهميتها في الماضي والحاضر والمستقبل".

 

ويلفت الكاتب إلى أن "النكبة كانت هي الطرد الممنهج للفلسطينيين وتدمير مجتمعاتهم، فعلى مدى عامين تم طرد ما بين 85% إلى 90% من الفلسطينيين، الذين كانوا يعيشون في المناطق التي أصبحت اليوم دولة إسرائيل، وتم تدمير مئات القرى".

 

ويقول وايت إن "النكبة تتماشى مع مفهوم ما نسميه التطهير العرقي، حيث استخدم الخوف والعنف سلاحين لإخلاء المجتمعات الفلسطينية، ثم منع الفلسطينيون المطرودون من العودة، ومع حلول عام 1952 كانت إسرائيل قد سنت قوانين تتيح لها السيطرة على أراضي اللاجئين، وتحرمهم من المواطنة".

 

ويستدرك الكاتب بأن "النكبة لا تتعلق بالماضي فقط؛ لأن الفلسطينيين لا يزالون اليوم مبعدين عن أرضهم، وتعاملهم السلطات الإسرائيلية بوحشية، فالفلسطينيون، الذين تصيبهم نيران القناصة الإسرائيليين في غزة، بما في ذلك أكثر من 250 طفلا، أصيبوا بنيران حية منذ شهر آذار/ مارس، بحسب مؤسسة (أنقذوا الأطفال)، يعيشون تحت حصار خانق".

 

وينوه وايت إلى أن "السفارة الأمريكية تقع الآن في مدينة تتضمن حدودها البلدية مناطق تم ضمها بشكل غير قانوني، بالإضافة إلى أن السلطات في القدس تحاول الإبقاء على (أكثرية يهودية) في المدينة، حتى عن طريق طرد العائلات الفلسطينية، واضطرارهم لمشاهدة بيوتهم وهي تهدم".

ويفيد الكاتب بأن "القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية تقوم بهدم البيوت وطرد المجتمعات الفلسطينية بشكل روتيني، ففي بداية هذا الشهر قام الجنود الإسرائيليون بمداهمة المناطق الفلسطينية في مسافر يطا، تاركين 26 شخصا بلا مأوى، وبحسب إحصائيات الأمم المتحدة ، فإن الاحتلال الإسرائيلي قام بهدم 167 بناية يملكها الفلسطينيون خلال عام 2018 حتى هذا التاريخ".

ويقول وايت إنه "حتى الفلسطينيين الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية فإنهم ليسوا في مأمن من القمع المستمر، فقرية أم الحيران في النقب مثلا تنتظر التدمير حتى تستطيع السلطات الإسرائيلية (بناء بلدة جديدة لليهود على أنقاضها)".

ويذهب الكاتب إلى أن "أهمية النكبة تتعلق في المستقبل أيضا، فبالنسبة لإسرائيل، فإن عودة اللاجئين الفلسطينيين تعني نهاية الأكثرية اليهودية، التي صنعت عن طريق الإحلال والتمييز، لكن وخارج منظور القلق الديمغرافي، فإن قوة عودة الفلسطينيين يمكن أن تكون محولة بدلا من أن تكون مدمرة".

 

ويورد وايت أن "البعض يقول بأن إسرائيل لن تقبل بمثل هذا الحل، لكن هذا يسمح لما هو ممكن بأن يكون محدودا، بإصرار إسرائيل على (حق) دولة إثنية على حساب الفلسطينيين".

 

ويرى الكاتب أنه "مع أن الأسئلة العملية مهمة، وهناك الكثير من السوابق التي يمكن أن يستفاد منها بخصوص عودة اللاجئين، فإن حجر العثرة الوحيد لتطبيق حق العودة الفلسطيني هو الرفض الإسرائيلي".

ويقول وايت إنه "مع سيطرة قوميي اليمين المتطرف على الحكومتين في أمريكا وإسرائيل، ومع كون الاتحاد الأوروبي يبدو ملتزما بسياسة (الجزرة وليس العصا أبدا)، (مع إسرائيل)، فإن إسرائيل لا تزال تبعد الفلسطينيين بعد 70 عاما من النكبة، ودون أي محاسبة، وستستمر في فعل ذلك".

 

ويختم الكاتب مقاله بالقول: "لكن بالنظر إلى المستقبل، وإلى ما هو أبعد من وضع الأبارتهايد الحالي، فإن عودة اللاجئين الفلسطينيين ليست مجرد الشيء الصحيح الذي يجب فعله قانونيا وأخلاقيا، لكنها الطريق الوحيد إلى حل قابل للحياة بالنسبة للفلسطينيين والإسرائيليين اليهود".

التعليقات (0)