صحافة دولية

واشنطن بوست: ردود الفعل على افتتاح سفارة أمريكا بالقدس

سيناتور أمريكي: من يعترض على نقل  السفارة فليتحدث للرب- جيتي
سيناتور أمريكي: من يعترض على نقل السفارة فليتحدث للرب- جيتي

علقت مراسلة صحيفة "واشنطن بوست" روث إغلاش على مراسيم افتتاح السفارة الأمريكية في القدس، قائلة إنها تأتي تتويجا لما سعت إليه دائما إسرائيل، لكنها تقضي على آمال السلام. 

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الوفد الأمريكي، ضم مسؤولين في البيت الأبيض ومتبرعين من الحزب الجمهوري لإسرائيل، "مقدمين انتصارا لإسرائيل طالما سعت إليه، لكنهم فتحوا الباب أمام مواجهات جديدة مع الفلسطينيين الغاضبين". 

 

وتلفت الكاتبة إلى أن ابنة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إيفانكا، وزوجها شاركا في افتتاح السفارة، مشيرة إلى أن تعهد ترامب بنقل السفارة من تل أبيب واعترافه دبلوماسيا بها عاصمة لإسرائيل تحقق.

 

وتقول الصحيفة إن "القرار أطلق العنان لتداعيات كبيرة، حيث شجب الحلفاء الأوروبيون التحرك، واعتبروه ضربة لجهود التسوية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، الذين يعدون القدس الشرقية عاصمة دولتهم في المستقبل. وشهدت أحياء القدس مواجهات بين القوات الإسرائيلية والمحتجين الفلسطينيين، وشهدت غزة أشد الأيام دموية، حيث دعت إلى اجتماع أزمة احتجاجا على نقل السفارة (غير القانوني)، وفي الوقت الذي كانت فيه مراسيم نقل السفارة، سمعت أصوات المؤذنين في القدس الشرقية". 

 

ويلفت التقرير إلى أنه بالنسبة للكثير من الإسرائيليين، فإن نقل السفارة هو مدعاة للاحتفال، مع أن انتقالها رمزي، ويضيف مجرد لوحة سفارة على مبنى القنصلية الأمريكية، مشيرا إلى أن الإسرائيليين يشعرون أنهم حصلوا على ما يريدون من قرار ترامب، مع أن إسرائيل أعلنت سيادتها على القدس قبل 51 عاما في أعقاب حرب 1967. 

 

وتستدرك إغلاش بأن العديد من الدول لا تعترف بالحكم الإسرائيلي على القدس، التي يشكل فيها الفلسطينيون نسبة الثلث، حيث قالت معظم الدول إنها ستبقي على وضع سفاراتها الحالي إلى حين توصل الإسرائيليين والفلسطينيين إلى تسوية، فيما وصف المسؤول الفلسطيني البارز صائب عريقات هذه الخطوة قائلا: "هذا قرار عدواني ضد القانون الدولي وضد الشعب الفلسطيني.. ويضع الولايات المتحدة إلى جانب المحتل".

 

وتذكر الصحيفة أن السفير الأمريكي ديفيد فريدمان افتتح الحفل عندما استعاد لحظة إعلان ديفيد بن غوريون لدولة إسرائيل قبل 70 عاما، وقال: "بعد سبعين عاما تقوم الولايات المتحدة بالخطوة التالية، وتنقل سفارتها إلى القدس.. مرة أخرى تقود أمريكا الطريق في اتخاذ الخطوات". 

 

ويورد التقرير نقلا عن ترامب، تأكيده في رسالة مسجلة على الفيديو، "حق إسرائيل في اختيار عاصمتها"، وجدد دعم بلاده لجهود السلام والوضع القائم فيما يتعلق بالأماكن الدينية، وذكر ترامب اسم الحرم الشريف في كلمته، إلا أنه لم يتطرق لمظالم الفلسطينيين المتعلقة بالسفارة،  ومقاطعة السلطة الوطنية لإدارته، وكتب في تغريدة قائلا: "هذا يوم عظيم لإسرائيل". 

 

وتفيد الكاتبة بأنه كان من بين الحاضرين متبرعون كبار للحزب الجمهوري، منهم شيلدون أدليسون، الذي قال: "هذه مناسبة مهمة لليهود كلهم"، مشيرة إلى أن ترامب أشار متفاخرا إلى توفيره في بناء السفارة، التي قال إن كلفتها مليار دولار، لكنه استعاض عنها ببناية كلفت  400 ألف دولار. 

 

وبحسب الصحيفة، فإنه لم يقدم للحضور، الذي كان عددهم 800، سوى الماء والبسكويت المملح "بريتزل"، لافتة إلى أن وزيرة العدل الإسرائيلية عيليت شيكيد قالت في حفلة إفطار إن ترامب هو "تشرتشل القرن الحادي والعشرين.. ألغى سياسة تشامبرلين للخنوع, وعلم العالم أن المالك قد عاد", في إشارة لرئيس الوزراء البريطاني قبل الحرب نيفيل تشامبرلين. 

 

وينقل التقرير عن الوزيرة، قولها في حفلة حضرها فقط الوفد الأمريكي، إن "أوروبا تصر على ضرورة التعلم من دروس الماضي، لكنها أغلقت عينيها عن النازيين، واليوم قررت أن تغلق عينيها عن تقوية إيران، وفي هذا الواقع فإنه من الجيد أن يكون زعيم العالم الحر هو ترامب". 

 

وتورد إغلاش نقلا عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قوله في حفلة اقامها لـ250 سيناتورا ونائبا ومسؤولا محليا أمريكا في وزارة الخارجية، تحت شعار "شكرا أمريكا"، إن يوم الاثنين "سيكون يوما تاريخيا لشعبنا ودولتنا.. قرار ترامب نقل السفارة يؤكد حقيقة عظيمة وسهلة: القدس كانت عاصمة إسرائيل منذ ثلاثة آلاف عام، وهي عاصمة دولتنا منذ 70 عاما، وستظل هي العاصمة على مدى الأزمان". 

 

وتذكر الصحيفة أن الفلسطينيين يرون أن قرار ترامب هو خيانة للدور الذي مارسته واشنطن خلال العقود الماضية بصفتها عرابا للسلام، حيث يقول زعيم كتلة عربية في الكنيسيت أيمن عودة: "خارج الولايات المتحدة وبعض الدول، فإن هناك معارضة واسعة للقرار.. يريد المعظم سلاما يقوم على حدود عام 1967"، وأضاف عودة الذي قاطع الاحتفال: "هذا قرار فردي يقوي الاحتلال ويبعدنا عن السلام". 

 

ويستدرك التقرير بأن الوفد الأمريكي الزائر يرفض هذا الرأي، حيث قال النائب الجمهوري ليندسي غراهام، إن قرار نقل السفارة جاء في "أفضل وقت"، وأضاف: "هذه هي السياسة الأمريكية منذ عام 1995، ولو كانت عندك مشكلة فما عليك إلا أن تتحدث مع الرب". 

 

وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى قول غراهام: "في شرق أوسط متشرذم، فإنه من المهم أن تكون إسرائيل إلى جانب أمريكا.. ولو كانت هناك دولتان فلربما تمكن الفلسطينيون من جعل القدس الشرقية عاصمة لهم، والحكم للزمن".

التعليقات (0)