صحافة دولية

"الموندو": انتخابات العراق "معركة" أخيرة بين إيران وأمريكا

الباحث قال للصحيفة إن طهران ستفعل كل ما بوسعها بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي لفوز المالكي- جيتي
الباحث قال للصحيفة إن طهران ستفعل كل ما بوسعها بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي لفوز المالكي- جيتي

نشرت صحيفة "الموندو" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن الانتخابات العراقية التي تجرى في خضم تصعيد مزعزع للاستقرار في البلاد والمنطقة بأسرها، وهو ما يهدد بإجهاض أي مصالحة بين الشيعة والسنة.


وقالت الصحيفة، في تقرير ترجمته "عربي21"، إن "هذه الانتخابات تعد بمثابة ساحة للمعركة الأخيرة بين إيران والولايات المتحدة"، حيث أن العراق ينظم، السبت، أولى انتخاباته البرلمانية بعد الإطاحة بتنظيم الدولة.


ونوهت إلى أن "هذه الانتخابات تتزامن مع قرب انفجار القنبلة الموقوتة التي تهدد استقرار البلاد الهش، بعد أن انسحبت الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي وتصاعد التوتر بين طهران وواشنطن، الحليفين الرئيسيين للبلاد". 

 

اقرأ أيضا: إغلاق صناديق الاقتراع وبدء الفرز الإلكتروني لانتخابات العراق

وفي ظل هذه الأوضاع، قال رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، في خطاب ألقاه في الفلوجة، إن "العراق لطالما اعتبر بلدا مقسما، ومحكوم عليه بأن يظل مفككا إلى كانتونات عرقية وطائفية، إلا أنه أصبح من الضروري تغيير هذا الواقع. فضلا عن ذلك، لا تتحقق الوحدة إلا بالانتصار".


وبينت الصحيفة أن "العراق منح 24 مليون مواطن الحق في الانتخاب من أجل إنقاذ البلاد من العنف الطائفي وما يترتب عنه من نتائج كارثية. كما يتمثل الهدف من هذا العرس الانتخابي في النأي بالبلاد عن نزعة المنافسة الإقليمية بين الإيرانيين والأمريكيين. في الوقت ذاته، تعمل البلاد على التمسك بدعم شريكيها الرئيسيين، وإعادة ربط علاقات وثيقة مع السعودية".


وأشارت إلى أنه في ظل مشاركة خمسة تحالفات شيعية في الانتخابات العراقية، قد لا يحقق "تحالف النصر" بقيادة العبادي انتصارا يُمكنّه من تشكيل الحكومة بمفرده. 


والجدير بالذكر أن أهم منافسي العبادي، المتمثلين في تحالفات قوية يقودها كل من نوري المالكي وهادي العامري، يسعون إلى ترجيح كفة الميزان لصالح آيات الله.


ونقلت عن كمال شوماني، الباحث في معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط والمختص في مجال العلوم السياسية، قوله إن "قرار أمريكا سيكون له تأثير حاسم في تشكيل الحكومة العراقية. إن لكل من أمريكا وإيران مشروع خاص بهما في العراق".


وفقا لما أفاد به الباحث، فإن "طهران ستفعل كل ما بوسعها، بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، لتحدي الولايات المتحدة الأمريكية وضمان فوز المالكي والمليشيات الشيعية لتكون قادرة على تشكيل الحكومة العراقية الجديدة. من جهتها، ستمارس واشنطن ضغوطات كبيرة كي يتمكن العبادي من قيادة الحكومة المقبلة".


وأضافت الصحيفة أنه بعد القضاء على تنظيم الدولة على أرض المعركة وإضعافه معنويا، وفي ظل الانقسامات الداخلية للأكراد التي كانت لها تبعات على مشاركتهم في الانتخابات، سيواجه رئيس الوزراء المقبل معضلة المواجهات الإقليمية وتحدي إعادة إعمار شمال البلاد، فضلا عن تنويع الاقتصاد الذي يعول على النفط.


وتطرقت إلى أنه في حال كان الحظ حليف العبادي، فسيتمكن من التعويل على تحالفات جديدة، كالتي يقودها رجل الدين الشيعي، مقتدى الصدر. وفي هذا الصدد، صرح رائد فهمي، القيادي في الحزب الشيوعي العراقي، أن "هذا التحالف جاء من أجل محاربة السياسات الطائفية، وخلق مناخ تسوده الوحدة في البلاد". كما عبر المسؤول عن تفاؤله بشأن مستقبل العراق.


وأوردت الصحيفة أن أحد قادة الحشد الشعبي، بغداد أيوب صالح، عبّر في المقابل عن عدم تفاؤله إزاء الانتخابات العراقية، إذ يرى أنها "ستكون فاشلة، كما أن الأمر يتطلب تغيير القادة المرشحين، بسبب الفساد والطائفية التي تلاحقهم، علاوة على أنهم يعملون على تحقيق مصالحهم الشخصية فقط".

 

اقرأ أيضا: انتخابات العراق.. إقبال ضعيف وخروقات واسعة تحرم الآلاف

وأوضحت أن "المليشيات الشيعية التي برزت في ظل التهديد الإرهابي الذي كان يلاحق العراق، أصبحت اليوم إحدى الجهات الفاعلة التي تشارك في تحديد المستقبل الغامض للبلاد. وفي خضم هذه الفوضى، يحاول سنّة العراق معالجة الجراح التي خلفتها أربع سنوات من الحرب ضد تنظيم الدولة، شأنهم شأن الأكراد الذين باءت محاولات استقلالهم بالفشل".

 

والجدير بالذكر أن الحشد الشعبي، الذي تم إدماجه في صلب القوات العراقية، يخضع أساسا لأوامر الحرس الثوري الإيراني.


وذكرت الصحيفة أن "إيران تعتبر العراق بمثابة غنيمة ثمينة، إذ أنه يمثل طريقا لتزويد سوريا بالسلاح وتقديم دعمها للقوات المسلحة. فضلا عن ذلك، يساعد العراق إيران على الحفاظ على نفوذها في لبنان.

 

وفي هذا الصدد، أكد المحلل، إبراهيم المرعشي، أنه "بعد نجاح المرشحين الموالين لإيران في الانتخابات اللبنانية، تسعى إيران إلى تحقيق النتائج ذاتها في العراق".

التعليقات (2)
مازن
الأحد، 13-05-2018 12:03 ص
العبادي والمالكي طيزين بفرد لباس وستثبت لكم الايام ذلك. امريكا تريد ان تقنعنا مثلما اقنعتنا عندما صعدت المالكي الايراني الهوى الى رئاسة الورزاء في 2010 مع العلم كانت قائمة علاوي المدعومة من السنة هي الرابحة.
منير
السبت، 12-05-2018 10:16 م
لا معركة وهم يحزنون. امريكا تخدع العرب لشطف اموالهم. امريكا وايران سمن على عسل ولا يغرنكم ما يحصل بينهما فهما متفقان ضد كل ما هو سني.