ملفات وتقارير

الدروز في الانتخابات اللبنانية.. وهاب وأرسلان يزاحمان جنبلاط

استبعد محلل سياسي "حدوث نتائج صادمة في الانتخابات"- عربي21
استبعد محلل سياسي "حدوث نتائج صادمة في الانتخابات"- عربي21

يخوض دروز لبنان الانتخابات اللبنانية التشريعية بحذر وترقب بانتظار ما ستؤول إليه محصلة النتائج، حيث من المتوقع أن يعاد ترتيب الزعامات الدرزية وأحجامها بعد فترة طويلة من السيطرة شبه المطلقة للحزب التقدمي الاشتراكي وزعيمه وليد جنبلاط، الذي آثر تسليم الراية لنجله تيمور في إطار ما يعرف بالتوريث التاريخي للزعامة الجنبلاطية.


غير أن الطريق ليست مفروشة بالورود للزعيم الدرزي اليافع، حيث يتعرض لمزاحمة شرسة من أقطاب دروز وازنين، ومن بينهم رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان، والوزير السابق رئيس تيار التوحيد وئام وهاب، فيما يذهب مراقبون إلى توصيف المشهد بأنه محاولة البعض، للاستفادة من نقل الزعامة بين جنبلاط الأب وابنه لاحتلال مواقع في التمثيل النيابي الدرزي.


ويحظى الدروز في لبنان بمقاعد ثمانية في البرلمان الذي يضم 128 نائبا، وقد تمكن وليد جنبلاط في الانتخابات السابقة من إيصال مرشحين غير دروز إلى قبة البرلمان، مكونا كتلة ثقيلة التأثير أطلق عليها تسمية اللقاء الديمقراطي، إلا أن القانون الجديد الذي يعتمد النسبية والصوت التفضيلي قلب موازين الماضي، وبات تشكيل الكتل الكبيرة صعب المنال على الطوائف الصغيرة تحديدا.

 

اقرأ أيضا: كيف ستؤثر نتائج الانتخابات اللبنانية على إسرائيل؟


ويعد جبل لبنان مركز ثقل للناخبين الدروز، حيث يتبارى الزعماء الدروز بلوائحهم المتنوعة في دائرة جبل لبنان الرابعة في الشوف وعاليه، وفق تحالفات متنوعة مع أفرقاء سياسيين من أحزاب وطوائف أخرى.


وتبرز لائحة الاشتراكي التي شكلها جنبلاط بالتحالف مع تيار المستقبل والقوات اللبنانية، وحملت اسم لائحة المصالحة، كما تحضر لائحة قوية بزعامة طلال أرسلان وبتحالف مع التيار الوطني الحر والحزب السوري القومي الاجتماعي تحت مسمى لائحة ضمانة الجبل، وتأمل لائحة ثالثة تحت مسمى الوحدة الوطنية بزعامة وئام وهاب في إثبات حضورها، أما اللائحتان المتبقيتان فهي تضم محازبين ومستقلين مدنيين، لكن التوقعات تشير إلى صعوبة دخولهما في التنافس على أي من المقاعد.


كسر الزعامة الوحيدة


وقبيل فترة الصمت الانتخابي الجمعة، كشف المرشح في لائحة الوحدة المدعومة من وهاب زياد الشويري أن "المعطيات المتوفرة لدى اللائحة تشير إلى توفر حاصل انتخابي يؤمن لها مقعدا على الأقل وأن العمل يتم الآن لزيادة إمكانية الفوز بمقاعد إضافية".


ولفت في تصريحات خاصة لـ"عربي21" إلى أن "كثيرا من الناخبين لا يعبرون عن آرائهم بشكل علني، خوفا من الانعكاسات عليهم بفعل الترهيب الذي يتعرضون له، ولذلك نراهن على أن تصب أصواتهم لصالحنا".


وعما إذا كان برنامجهم الانتخابي قابلا للتطبيق في ظل تنوع الأقطاب السياسية في لبنان، قال شويري: "نأمل بأن نحقق ذلك، فنحن نرفض الاستدانة ونطالب بالإصلاحات ومحاربة الفساد في الإدارات".


وحذر شويري من "التعويل المطلق على مؤتمر سيدر الذي جلب للبنان قروضا بمليارات الدولارات، في الوقت الذي ذهب فيه مؤتمر مساعدة سوريا في بروكسل إلى ما يشبه تبني خيار التوطين للاجئين السوريين في لبنان، وهذا أمر خطر للغاية يهدّد تركيبة لبنان الديموغرافية"، بحسب تعبيره.

 

اقرأ أيضا: هل تنجح الانتخابات اللبنانية في منع انفجار اقتصادي وشيك؟

 
وأوضح شويري أن الهدف الأساسي لخوض هذه الانتخابات يرتكز على محاولة "كسر هيمنة الطرف الواحد على القرار في جبل لبنان (في إشارة إلى جنبلاط)، على قاعدة إعطاء كل ذي حق حقه ومنح باقي الأحجام السياسية الحق في المشاركة بالقرار"، مشددا على أن لائحته لا تطمح إلى "احتلال مواقع يحظى به آخرون، بل أن تكون من ضمن دائرة القرار".


واتهم شويري جنبلاط من دون أن يسميه بإهدار أموال التعويضات للمهجرين المسيحيين من قرى الجبل الذين تم طردهم خلال معارك بين الحزب الاشتراكي والقوات اللبنانية، إبان الحرب الأهلية قبل أكثر من ثلاثين عاما، وقال: "تلقى المهجرون المسيحيون تعويضات بما نسبته 40 بالمئة، بينما ذهبت نسبة الـ 60 بالمئة إلى غير مستحقيها".


وكان وليد جنبلاط تولى في فترة ما بعد الحرب الأهلية وزارة المهجرين، وتشير الأرقام إلى أن ميزانية المدفوعات للمتضررين بلغت عشرات ملايين الدولارات خلال سنوات ما بعد الحرب.


المسيحيون والدروز


وأعربت مصادر التقدمي الاشتراكي عن "تفاؤل الحزب للمسار المتوقع للانتخابات في جبل لبنان، وسط مؤشرات تشير إلى محدودية الخروقات في قضاء الشوف وإمكانية تحقيق نتائج لافتة في عالية".


ورفضت مصادر الحزب التي تحفظت عن الخوض في توقعاتها للنتائج قبيل فترة الصمت الانتخابي، ما قالت "إنه انجرار في محاولات الاستفزاز من قبل البعض".


غير أن الوزير اللبناني والمرشح عن الحزب التقدمي الاشتراكي وائل أبو فاعور شن هجوما لاذعا على أداء رئيس الجمهورية ميشال عون والتيار الوطني الحر، ردا على تعبيرات قاسية أطلقها بحقه رئيس التيار العوني جبران باسيل.


ويرى المحلل السياسي غاصب مختار في تصريحات لـ"عربي21"، أن التنافس في لوائح الجبل هو "مسيحي أكثر منه درزي"، مضيفا أن "القوات اللبنانية متحالفة مع جنبلاط والتيار الوطني متحالف مع أرسلان بينما يضمّ وهاب أسماء وازنة أخرى".

 

اقرأ أيضا: الانتخابات اللبنانية.. هل يحافظ الحريري على "زعامته السنية"؟


واستبعد مختار "حدوث نتائج صادمة في الانتخابات"، معتبرا أن "ما يمكن أن يتحقق من متغيرات ينحصر في تعديلات محدودة لن تبدل كثيرا في المشهد السياسي القائم في لبنان".


ولفت مختار إلى أن "الأحزاب والتيارات السياسية في لبنان ترمي بثقلها في المعركة الانتخابية لتمكين وضعها في المرحلة المقبلة، وتحقيق مكاسب على المستوى السياسي"، مشيرا إلى أن "بعض المناطق في لبنان لن تشهد تنافسا انتخابيا بفعل حسم النتائج مسبقا".

0
التعليقات (0)