رياضة دولية

ما هو أكبر تهديد إرهابي لكأس العالم في روسيا؟

السبب الرئيسي لهذه التهديدات هو التدخل العسكري الروسي في سوريا- فيسبوك
السبب الرئيسي لهذه التهديدات هو التدخل العسكري الروسي في سوريا- فيسبوك
نشر موقع "سي إن بي سي" الأمريكي تقريرا تحدث فيه عن التهديدات التي وجهتها الجماعات الإرهابية المتشددة للجهات التنظيمية المسؤولة عن احتضان كأس العالم لكرة القدم، الذي سيقام في روسيا خلال أسابيع. وتعتبر هذه التهديدات أكثر حدة من المرات السابقة، نظرا لاعتماد هذه الجماعات الإرهابية على مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لنشاطها المستقبلي.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الهجمات التي تنفذها "الذئاب المنفردة"، تعتبر لدى أوساط الخبراء الأمنيين أكبر تهديد أمني يحيط بفعاليات كأس العالم لكرة القدم. وحسب تقارير أصدرها مركز "جين" لمكافحة الإرهاب والتمرد، يشكل المتشددون السنة، خاصة المقاتلين الروس العائدين من المناطق التي تشوبها النزاعات، مصدر القلق الرئيسي الذي يؤرق موسكو.

وأفاد الموقع بأن السبب الرئيسي لهذه التهديدات هو التدخل العسكري الروسي في سوريا، فضلا عن المشاركة في المعارك ضد المقاتلين الانفصاليين في منطقة شمال القوقاز المتنازع عليها. فلطالما عمد تنظيم الدولة إلى تشجيع المهاجمين المحتملين على تنفيذ هجمات انتحارية خلال البطولة الجماهيرية الأولى في العالم. ولخدمة هذا الهدف، يوظف التنظيم قنواته الإعلامية وصفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف نشر مواد دعائية للتشجيع على تنفيذ المهمات الانتحارية.

وأشار الموقع إلى أحد الملصقات التي نُشرت على موقع تيليغرام وتمت مشاركتها على تويتر، حيث يظهر في الصورة رجل متشدد بحوزته بندقية كلاشينكوف موجهة نحو ملعب كرة قدم، فيما يظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضمن مرمى بصر الرجل الذي يمسك بالسلاح. كما تظهر على الملصق كتابات رقنت بالخط العريض مفادها، "بوتين، أيها الكافر، سوف تدفع ثمن قتل المسلمين".

كما تظهر بعض الملصقات الأخرى ممارسات شنيعة ينتهجها تنظيم الدولة ضد أسراه، حيث تصور بعض المنتمين للتنظيم بصدد قطع رؤوس هؤلاء الأشخاص. ويظهر في ملصقات أخرى مجموعة من المقاتلين الذين يرتدون أقنعة، واقفين أمام اللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي يبدو أنهم أجبروه على الجثو على ركبتيه داخل ملعب لوجنيكي لكرة القدم في العاصمة الروسية موسكو.

وبين الموقع أن روسيا تعتبر من بين أكثر الدول تصديرا للمقاتلين إلى سوريا. وبحلول سنة 2017، غادر حوالي 3417 مواطنا روسيا بلادهم للقتال في صفوف تنظيم الدولة. وحسب ما أفادت به مجموعة "صوفان"، التي تتخذ من واشنطن مقرا لها، عاد حوالي 400 مقاتل إلى بلادهم، مما يطرح العديد من التساؤلات حول مصير العائدين من مناطق النزاع.

ونقل الموقع عن كريس هوكينز، أحد كبار المحللين في مركز "جين" لمكافحة الإرهاب والتمرد، أن "عودة الجهاديين الروس تشكل تهديدا إرهابيا محتملا للإجراءات الأمنية لكأس العالم لكرة القدم لسنة 2018. ويتمثل حافز هؤلاء المقاتلين معارضتهم للتدخل العسكري لروسيا وللعديد من الدول المشاركة في كأس العالم في بلدان الشرق الأوسط، فضلا عن معارضتهم للملكة العربية السعودية وإيران".

وأضاف الموقع أن عودة المقاتلين تشكل خطرا محدقا بكأس العالم لكرة القدم. وفي حين ستتمكن السلطات الروسية من التعرف على هويات المقاتلين العائدين من بؤر التوتر أو احتجازهم أو وضعهم تحت مراقبة الأجهزة الأمنية، يحذر الباحثون في مركز "جين" من الخطر المصاحب لعودة المقاتلين، واقتران ذلك باحتمالية تنفيذهم لعدة هجمات أثناء فعاليات كأس العالم لكرة القدم.

وأشار الموقع إلى أنه نظرا للخبرة القتالية التي اكتسبها المقاتلون العائدون من سوريا والعراق، فإنهم سيكونون خبراء في مجال صنع العبوات الناسفة ونشرها في أماكن متفرقة في الملاعب التي ستحتضن كأس العالم، ناهيك عن قدرتهم على التعامل مع الأسلحة وفق المعايير العسكرية.

ومن غير المرجح أن يتمكن المقاتلون العائدون إلى روسيا من الوصول إلى الأسلحة والمتفجرات العسكرية اللازمة لتنفيذ هجوم إرهابي واسع النطاق. ومع ذلك، يشجع تنظيم الدولة عبر قنواته الإعلامية إلى اعتماد التكتيكات منخفضة المستوى، مثل استخدام السيارات في عمليات الدهس أو اعتماد السكاكين لطعن الضحايا.

وذكر الموقع أن روسيا شهدت عددا قليلا من الهجمات الإرهابية خلال السنوات الفارطة، ولعل أبرزها التفجير الإرهابي الذي وقع في محطة سانت بطرسبرغ الذي أودى بحياة 15 شخصا. ويضاف إلى هذه القائمة المقتضبة، حادث إسقاط طائرة الركاب الروسية فوق سيناء سنة 2015، والذي راح ضحيته 217 شخصا.

وأوضح الموقع أن روسيا تعمل على اعتماد تدابير أمنية صارمة لتسيير فعاليات كأس العالم، من خلال تثبيت تقنية التعرف على الوجه في الكاميرات التي تم تنصيبها في الشوارع الرئيسية عبر البلاد. وحيال هذا الشأن، أفاد هوكينز بأن هذه التدابير ستساعد في الكشف عن هويات المهاجمين المحتملين والقبض عليهم قبل قيامهم بالتحرك وتنفيذ الهجمات.

وفي الختام، أشار الموقع إلى أن الكرملين يعمل على تكثيف عمليات مكافحة الإرهاب في معظم المناطق القوقازية شبه المستقلة، بهدف التخفيف من حدة التهديدات الصادرة من الجماعات المسلحة المتمركزة هناك. وتبدو مثل هذه الإجراءات ضرورية، حيث تتوقع وزارة السياحة الروسية قدوم أكثر من مليون زائر أجنبي لتشجيع منتخباتهم في كأس العالم الذي سيقام في 11 مدينة مختلفة في الفترة الممتدة بين منتصف حزيران/ يونيو حتى منتصف تموز/ يوليو من السنة الحالية.

0
التعليقات (0)