ملفات وتقارير

استنكار واسع لاستهداف مفوضية الانتخابات الليبية.. من المستفيد؟

أعلن السراج الحداد 3 أيام بعد الهجوم - جيتي
أعلن السراج الحداد 3 أيام بعد الهجوم - جيتي
أعرب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج، عن إدانته واستنكاره بأقسى عبارات الإدانة والاستنكار الهجوم الإرهابي البشع المبيت على مقر المفوضية العليا للانتخابات في منطقة غوطة الشعال بالعاصمة طرابلس.

وقرر السراج  في بيان له اليوم، إعلان الحداد العام لمدة ثلاثة الأيام في البلاد، على ضحايا هذا الهجوم الإرهابي، محذرا من يقفون وراء هذا العمل الإرهابي بأن يعلموا بأنهم لن يفلتوا من العقاب ولن يجدوا أي مكان آمن في ليبيا.

وقال السراج، إن هذه العملية الإرهابية ما هي إلا محاولة يائسة بائسة لتعطيل المسار الديمقراطي وإجهاض التجربة الديمقراطية ومهدها، مؤكدا أنه رغم بشاعتها لن تثنيهم مطلقا عن المضي قدما في هذا المسار الذي ارتضاه الشعب.

وأضاف رئيس المجلس الرئاسي، أن هذه الجرائم لن تزيدهم سوى الإصرار على التوحد جميعا في مواجهتها، ومحاربة الإرهاب بكل صوره وأشكاله وإلى أن تتطهر البلاد من شروره، على حد قوله.

وأكد فائز السراج، على أنه لا تسامح مطلقا مع قتل وترويع المواطنين الليبيين، مقدما أحر التعازي والمواساة لأسرة المواطنين الذين قضوا جراء هذا الهجوم الإرهابي.

من جانبه استنكر المجلس الأعلى للدولة، بأشد العبارات العمل الإرهابي الإجرامي المنافي للقيم التي يؤمن بها مجتمعنا الذي تعرض له مقر المفوضية الوطنية العليا للانتخابات اليوم الأربعاء.

ودعا المجلس الأعلى في بيانه، مجلس النواب إلى توافق وطني سريع للمضي قدما نحو إنجاز الاستحقاقات الدستورية وإنهاء المرحلة الانتقالية وتوحيد كل مؤسسات الدولة وعلى رأسها المؤسسات الأمنية.

كما استهجن مجلس النواب الليبي، في بيانه اليوم، "العمل الإرهابي الجبان الذي طال حياة الأبرياء جراء انتشار فكر الإرهاب والتطرف الذي يهدف إلى انتشار الفوضى والخراب والدمار وضرب حياة الآمنين والحيلولة دون قيام دولة المؤسسات وعرقلة العملية الديمقراطية".

وأعلنت مديرية أمن طرابلس تعليق كافة المناشط  الرياضية داخل العاصمة لمدة ثلاثة أيام  ابتداء من الأربعاء عقب التفجير الإرهابي الغادر الذي طال المفوضية العليا للانتخابات، بحسب بيان عاجل صادر عن مديرية الأمن.

وأغلقت السلطات الأمنية أغلب المقار الحكومية في العاصمة طرابلس، من بينها المؤسسة الوطنية للنفط، وشددت حولها الحراسات، وكذلك البعثات الدبلوماسية العاملة.

وأكد شاهد عيان لـ"عربي21"، أن "ثلاثة أشخاص قاموا بتفجير أنفسهم تباعا في المكتب الموجود في منطقة غوطة الشعال، ما أدى إلى تدمير الدور الثالث الذي تخزن فيه كل البيانات الهامة للعملية الانتخابية"، حسب وصفه.

وأثار التفجير عدة تساؤلات حول الرسالة من ورائه في هذا التوقيت، وتأثيره على العملية الانتخابية المنتظرة.

تصريحات "حفتر"

وتوقع متابعون للأمر أن "يكون هناك علاقة بين التفجيرات وبين تصريحات اللواء المتقاعد، خليفة حفتر والتي سخر فيها من الانتخابات، في حين رفض البعض هذه العلاقة كون قوات حفتر تتواجد في الشرق الليبي، والتفجيرات في الغرب".

من جهته، أدان العقيد أحمد المسماري، المتحدث باسم قوات "حفتر"، العملية واصفا إياها بالعمل الإرهابي الجبان الذي يحاول أتباعه تعطيل المسار الديمقراطي في ليبيا والتي تسعى إليه "القيادة العامة"، وفق بيان له.

وتواردت أنباء عن تبني تنظيم "داعش" للعملية دون ذكر أهدافه منها أو تفاصيل أخرى.

وطرح التفجير عدة تكهنات حول: مستقبل العملية الانتخابية؟ والرسالة التي يحملها هذا التفجير؟ ودلالة التوقيت؟

إرباك وخلط أوراق

وأكد عضو المجلس الأعلى للدولة الليبي، موسى فرج أن "الهجوم الإرهابي ومن يقف وراءه يهدفون إلى خلط الأوراق وزيادة إرباك الوضع في ليبيا وعرقلة أي جهود تبذل نحو تحقيق الاستقرار في البلاد"، وفق قوله.

وأوضح في تصريحات خاصة لـ"عربي21" أن هذا العمل الإرهابي وما سبقه من أعمال مشابهة يجب أن يدفع إلى التماسك ولم الشمل والالتفاف حول الوطن والعمل على تحقيق التوافق الوطني الذي يقود لتوحيد مؤسسات الدولة والمضي نحو إنجاز بقية الاستحقاقات الدستورية.

بصمة "داعش"

وقال المحلل السياسي الليبي، أحمد الروياتي، إن "العمل يحمل بصمة "داعش" وأنه سيوافق هوى كل من يرفض الانتخابات في هذه الفترة أو بهذا الشكل, لكن أعتقد أن هذا العمل سيزيد من الإصرار على إقامة الانتخابات وخاصة من المجتمع الدولي".

وحول علاقة تصريحات "حفتر" بالأمر، قال لـ"عربي21": "لا يجب أن نحصر رفض الانتخابات في تيار "الكرامة"، فأيضا دار الإفتاء وعبر المفتي الذي صرح برفضه لهذه الانتخابات التي رآها "أجندة" خارجية وستأتي بعدو الثورة والثوار, ويقصد "حفتر" طبعا"، حسب كلامه.

متاجرة سياسية

الكاتب والأكاديمي الليبي، جبريل العبيدي، قال من جانبه: “لا داعي للمتاجرة السياسية بدماء أبرياء كان تواجدهم في المفوضية العليا لتحقيق انتخابات نزيهة وعادلة تحقق تداولا سلميا على السلطة".

وأضاف لـ"عربي21": "وتبني تنظيم "داعش" الإرهابي الذي يعتبرهم "المفتي الغرياني" إخوة له، للهجوم يقطع الطريق على هؤلاء المتاجرين بدماء الضحايا"، حسب تعبيره.

وأشار المحلل الليبي، محمد فؤاد، إلى أن "مرحلة جديدة من الصراع بدأت وكذلك رغبة في نقل المعركة إلى طرابلس، وربما يكون الهدف هو نقل المفوضية من العاصمة وإظهارها غير آمنة"، وفق تعليقه لـ"عربي21".

"عدة رسائل"

لكن رئيس حزب الجبهة الوطنية الليبي، عبدالله الرفادي، رأى أن "التفجير يحمل عدة رسائل، ومنها: إثارة القلاقل في طرابلس، وإثبات أن العاصمة غير آمنة، وكذلك رفض العملية الانتخابية من منظور أنها حرام شرعا وفق رأيهم".

وتابع في حديثه لـ"عربي21": "كما أن هناك من يريد أن يعطل أي عملية انتخابية، بل هناك من يريد إفشال الثورة الليبية برمتها والعودة بالبلاد إلى نظام "الهالك" القذافي"، كما قال

"حفتر" مستفيد

وقال الناشط السياسي الليبي، أسامة كعبار، إن "حفتر" هو أحد المستفيدين من التفجيرات كونه رفض علنا الانتخابات وكونه لا يعترف بالانتقال السياسي السلمي والديمقراطي في ليبيا".

واستدرك: "هذا الحدث سيزيد من إرباك المشهد الليبي وسيؤثر على مجريات الانتخابات وكيفية إجرائها، وهل ستتم قبل الدستور أم بعده"، كما صرح لـ"عربي21". 
التعليقات (0)