ملفات وتقارير

هل استغلت مخابرات رام الله الجماعات المتشددة لضرب حماس؟

اتهمت الداخلية في غزة المخابرات العامة في رام الله بالإشراف على تفجير موكبي رامي الحمد لله واللواء توفيق أبو النعيم- أرشيفية
اتهمت الداخلية في غزة المخابرات العامة في رام الله بالإشراف على تفجير موكبي رامي الحمد لله واللواء توفيق أبو النعيم- أرشيفية

اتهمت وزارة الداخلية في غزة في بيان لها مساء السبت جهاز المخابرات العامة بالضفة الغربية بالإشراف على تفجير موكبي رئيس الوزراء رامي الحمد لله، واللواء توفيق أبو النعيم مدير عام قوى الأمن الداخلي في غزة، عبر استغلال جماعات وأفراد يحملون أفكارا متطرفة، كالتي يتبناها تنظيم "داعش" في المنطقة.

تعتبر هذه المرة الأولى التي تتهم فيها حركة حماس أجهزة في السلطة الفلسطينية باستغلال جماعات متطرفة لتنفيذ عمليات استهداف في قطاع غزة ضد قيادات حركة حماس، أو من خلال توجيه هذه الجماعات لزعزعة الاستقرار الأمني في القطاع.       

"توفير دعم مالي ولوجستي"

بدوره قال الخبير في الأمن القومي، إبراهيم حبيب، إن "ما جرى خلال الأشهر الأخيرة من عمليات استهداف قامت بها الجماعات المتشددة في غزة، يؤكد فرضية أن السلطة في رام الله نجحت في اختراق هذه الجماعات عبر جهاز المخابرات العامة، وهي تحاول (المخابرات) أن تستغل حالة الاستقطاب الفكري بين الطرفين لتجنيد العشرات من الشباب المتطرف للقيام بعمليات تخدم مصالح السلطة، مستغلة حاجة هذه الجماعات لدعم مالي ولوجستي يخدمها في الميدان، وهو ما يوفره لها جهاز المخابرات العامة".

وأضاف الخبير الأمني في حديث لـ"عربي21" أن "تجارب التنظيمات المتشددة في الدول العربية وخصوصا في سوريا وسيناء، يؤكد سهولة تغلغل أيدي المخابرات في هذه التنظيمات، والسلطة الفلسطينية تحاول تنفيذ أجندتها وتصفية حساباتها مع حركة حماس، من خلال الزج بمسمى التنظيمات المتشددة للقيام بعدد من العمليات التخريبية لضرب المنظومة الأمنية لحماس".

وتابع أن "الأجهزة الأمنية في غزة تمتلك من الكفاءة الأمنية ما يسمح لها بالقضاء على أوكار هذه الجماعات، وبالنظر للسنوات الأخيرة، نجحت الأجهزة الأمنية في اعتقال العديد من أمراء هذه التنظيمات المتطرفة، التي تتستر تحت مسمى الجمعيات الخيرية أو جلسات الدعوة والشريعة التي تقام في أماكن محصنة بعيدة عن أنظار الأجهزة الأمنية".

بدوره أوضح المختص في الشؤون الأمنية، رامي أبو زبيدة، لـ"عربي21" أن "تحركات هذه الجماعات عبر تخطيطها لاستهداف الوفود الأجنبية القادمة لغزة، يؤكد مدى خطورة هذه الجماعات في محاولتها لضرب الحاضنة الشعبية للمقاومة الفلسطينية، ففي كثير من الحالات استغلت هذه الجماعات حالة السلم والهدنة في غزة لاستهداف الجانب الإسرائيلي بالصواريخ البدائية، الذي يقوم بدوره بضرب مواقع المقاومة وتحقيق أهداف استراتيجية بشكل مجاني".

نشوء جماعات التطرف

بدأ ظهور الجماعات المتطرفة في غزة منذ تولي حركة حماس مقاليد السلطة في أعقاب فوزها بالانتخابات التشريعية بداية العام 2006، وبدأت بالتلويح باستخدام القوة ضد الحركة في حال لم تتخذ خطوات لما تسميها هذه الجماعات نشاطات "محرمة" تشهدها غزة، ونفذت تهديداتها باستهداف مؤسسات ومقاه ومحال إنترنت وصالونات للسيدات ومؤسسات مسيحية، وتطور ذلك لإطلاق عدد من الصواريخ على الجانب الإسرائيلي.

وشهد العام 2007 ظهور جماعات متطرفة تحت مسمى (جند أنصار الله، وسيوف الحق، جيش الإسلام) وهي جماعات تتبع فكريا لتنظيم القاعدة، التي استثمرت وجود الأنفاق الحدودية بين قطاع غزة ومصر لتنفيذ عمليات كر وفر ضد حركة حماس، كان أبرزها اختطاف مراسل هيئة الإذاعة البريطانية آلن جونستون سنة 2006 وتفجير مكتبة جمعية الشبان المسيحيين في شباط/فبراير 2008.

ولكن التطور الأبرز لنشاطات الجماعات المتطرفة في غزة، كان العملية الانتحارية التي نفذها أحد أعضاء السلفية في آب/ أغسطس 2017، ضد مجموعة من الضبط الميداني التابعة لكتائب القسام على الحدود المصرية، التي كان بمنزلة نقلة نوعية غير مسبوقة ضد حماس منذ العام 2006.

 

اقرأ ايضاداخلية غزة تكشف ملابسات استهداف الحمدلله والمتهم الرئيس

بدوره قال الخبير العسكري اللواء واصف عريقات، إن "البيئة السياسية التي وفرتها حماس في أعقاب سيطرتها على غزة شكل أرضية لتنامي نشاطات التنظيمات المتطرفة، وهي ترى أن حماس بمنزلة التهديد الأول بالنسبة لها كونها جماعة إسلامية لا تحكم بقانون الشريعة الإسلامية".

وأضاف عريقات في حديث لـ"عربي21" أن "هذه الجماعات المتطرفة من السهل اختراقها سواء من خلال أجهزة المخابرات أو من أصحاب رؤوس الأموال؛ لأن هذه الجماعات ليست تنظيما بالمسمى الحقيقي، الذي يتشكل من مستويات إدارية مثل جماعة الإخوان المسلمين أو حركة حماس".

أما المتحدث السابق باسم وزارة الداخلية بغزة، إسلام شهوان، فأوضح أن "جهاز الأمن الداخلي التابع لوزارة الداخلية يتابع عن كثب تحركات الجماعات المتطرفة كافة، وتتعامل الداخلية مع هذه الجماعات وفق مبدأين أساسيين، الأول مبدأ الحوار الفكري المكثف مع الشبان من خلال العلماء والمشايخ وقد نجحت وزارة الداخلية في تصحيح الكثير من الأفكار المتطرفة لمئات من الشباب التي كان يحملونها من أفكار التنظيم".

أما المبدأ الثاني فهو "المتابعة الأمنية، حيث تعمل وزارة الداخلية على اعتقال كل من تشي تحركاته بأنه بات يشكل تهديدا، والعمل على تجفيف منابع الفكر المتطرف" وفق شهوان.

وتابع شهوان في حديث لـ"عربي21" أن "وزارة الداخلية لديها الكثير من الدلائل التي تثبت تورط شخصيات من مخابرات السلطة بتوجيه هؤلاء الشباب المتطرف لتنفيذ عمليات تزعزع من استقرار القطاع".

التعليقات (0)