صحافة إسرائيلية

خبير إسرائيلي: هكذا قلبت مسيرة العودة الرأي العام العالمي

أشار إلى أن "الاستراتيجية الفلسطينية نجحت سابقا في إلزام منظمة دولية بتشكيل لجنتي تحقيق"- جيتي
أشار إلى أن "الاستراتيجية الفلسطينية نجحت سابقا في إلزام منظمة دولية بتشكيل لجنتي تحقيق"- جيتي

قال خبير إعلامي إسرائيلي الخميس، إن "الفلسطينيين نجحوا في مسيراتهم الأخيرة في الاستحواذ على الرأي العام العالمي، في ظل أن الصحافة الدولية تشتري روايتهم حول ما يقومون به من مظاهرات، وتصر على انتقاد إسرائيل فقط".


وأضاف إيتان غلبوع في مقاله على موقع ميدا، وترجمته "عربي21" أن "إسرائيل من أجل أن تواجه هذه المعضلة عليها أن تكون أكثر حكمة، في ظل التعامل الذي يبديه الفلسطينيون مع مراسلي وكالات الأنباء العالمية، وإظهار إسرائيل أنها تستخدم قوة مفرطة مع المتظاهرين".


وأكد أن ذلك "من شأنه التأثير على الجمهور الغربي والزعماء والمنظمات الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان، من خلال تركيز الاتهامات على السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين بصورة حصرية، ما يستوجب من إسرائيل انتهاج سياسة جديدة أكثر ذكاء تجمع بين الأساليب العسكرية الميدانية، وتلك السياسية والإعلامية".


وأوضح غلبوع وهو رئيس مركز الصحافة الدولية، أن "دخول الأسبوع الرابع على التوالي لمسيرات العودة شهد تراجعا بأعداد القتلى والمصابين من الفلسطينيين، لكن التحدي الكبير المتمثل بما وصفها مسيرة المئة ألف متظاهر ما زالت أمامنا"، قاصدا بذلك يوم 15 أيار/ مايو القادم، وقد تجلى استخدام الفلسطينيين لوسائل جديدة بجانب مظاهراتهم هذه، بالعمل على توظيف علاقاتهم الدولية لتسويق روايتهم عما تشهده حدود غزة مع إسرائيل.

 

اقرأ أيضا: ضابط إسرائيلي: قتل المتظاهرين في غزة مقصود ولن نعتذر


وأكد أن "الفلسطينيين يخوضون مع إسرائيل ما يعتبرونه المعركة على الوعي التي تصطحب معها أساليب عسكرية وسياسية وإعلامية، وللأسف فإن الصحافة الغربية والمؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان تجد نفسها مصطفة بجانب الرواية الفلسطينية عن أحداث غزة، وكأن الفلسطينيين يتبعون ما ذكره جوزيف ناي صاحب نظرية القوى الناعمة، بحيث يحققون أهدافهم وتطلعاتهم من خلال الإقناع والتركيز على القيم والأخلاق والثقافة، على أن يطوروا نظريتهم هذه في المرحلة التالية بالدمج بين القوى الناعمة والخشنة".


وقد دأب الفلسطينيون على استخدام هذه الاستراتيجية في الحروب التي شنتها إسرائيل عليهم في أعوام 2008، 2012، 2014، حين حرصوا على زيادة الضغوط عليها، والحصول على تعاطف من الديمقراطيات الغربية، وتوفير إسناد من جانب المنظمات الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بحسب الخبير الإسرائيلي.


وأشار غلبوع، الباحث بمركز بيغن-السادات للأبحاث الاستراتيجية بجامعة بار-إيلان، إلى أن "الاستراتيجية الفلسطينية في السنوات السابقة نجحت بإلزام المنظمة الدولية بتشكيل لجنتي تحقيق، بينها لجنة ترأسها القاضي العالمي ريتشارد غولدستون الذي تسبب بأضرار سياسية وإعلامية كبيرة لإسرائيل".


وتابع: "اليوم في 2018، عاد الفلسطينيون في مسيراتهم هذه لذات الاستراتيجية، حيث يشارك فيها النساء والأطفال الصغار، وكلما زاد عدد الضحايا الفلسطينيين زادت الانتقادات الدولية على إسرائيل، بإظهارها مجرمة حرب، واتهام الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة بالتسبب بالمعاناة الإنسانية المتواصلة على سكانها".

 

اقرأ أيضا: خلافات إسرائيلية حادة إزاء طريقة التعامل مع الفلسطينيين


ولفت إلى أن الصحافة الأوروبية والغربية في الولايات المتحدة ترى في "المزاعم الفلسطينية" حول مسيرات العودة "بضاعة" قابلة للشراء والتسويق، سواء حول الضحايا الفلسطينيين والمعطيات الرقمية والتحليلات المتطرفة لما تشهده غزة، ومنها "الفلسطينيون يحتجون على استمرار فرض الحصار عليهم"، و"إسرائيل قتلت 16 فلسطينيا في يوم واحد"، و"إسرائيل استخدمت قوة مفرطة ضد المتظاهرين السلميين".


وشدد على أن "كل هذه الدعاية تأتي نتيجتها على حساب إسرائيل، حتى أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومبعوثه الخاص للشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فريدريكا موغيريني، فضلا عن منظمات وأحزاب ومؤسسات دولية حول العالم، تقبلت بسرعة هذه الرواية الفلسطينية على الفور دون تردد".


ورأى أنه "بالرغم أن جوهر مسيرات العودة التي يخوضها الفلسطينيون يعني ببساطة القضاء على إسرائيل، فإن ذلك يتطلب منها الاستمرار باستخدام القوة والمدفعية بجانب الدبلوماسية الشعبية، وهذا ما يجب توضيحه للرأي العام العالمي".

التعليقات (0)