صحافة دولية

واشنطن بوست: هذه نذر الحرب بين إسرائيل وإيران وساحاتها‎

واشنطن بوست: التصعيد بين إيران وإسرائيل يصل إلى مرحلة خطيرة- أرشيفية
واشنطن بوست: التصعيد بين إيران وإسرائيل يصل إلى مرحلة خطيرة- أرشيفية

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا تحليليا للمعلق إيشان ثارور، يشير فيه إلى احتمالات الحرب بين إيران وإسرائيل، التي أصبح الحديث عنها أكثر وضوحا.

 

ويشير الكاتب إلى أنه عندما قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإطلاق عملية صواريخ ضد النظام السوري لبشار الأسد، فإنها جاءت في أعقاب عملية يشك في أن إسرائيل نفذتها في 9 نيسان/ أبريل على مواقع في سوريا، وأدت إلى شجب من عرابي النظام في موسكو وطهران. 

 

ويستدرك ثارور في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، بأنه "رغم عدم اعتراف إسرائيل بالهجوم، إلا أنه يشبه هجمات أخرى تقوم بها إسرائيل منذ عام 2012، حيث شنت منذئذ حوالي 100 هجوم على مواقع يعتقد أنها إيرانية أو تابعة لحزب الله". 

 

وتورد الصحيفة نقلا عن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، قوله: "مهما كان الثمن فإننا لن نسمح لأن يلف الحبل حول عنقنا"، محذرا في حديثه لراديو إسرائيل من اندلاع مواجهة شاملة، لكنه قال: "آمل ألا يحدث هذا"، وأضاف أن "أولويتنا الرئيسية هي منع الحرب.. وهذا يقتضي ردعا حقيقيا واستعدادا أيضا". 

 

ويلفت الكاتب إلى أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف دعا يوم الأحد إلى التهدئة في تصريحات لشبكة "سي بي أس"، مع أنه اتهم الإسرائيليين بزيادة التصعيد "وانتهاك الأجواء الجوية السورية"، وقال: "لا أعتقد أننا نسير نحو مواجهة إقليمية، لكنني أعتقد أن إسرائيل، وللأسف، تواصل انتهاكاتها للقانون الدولي، وتأمل بعمل هذا دون خوف من العقاب؛ بسبب الدعم الأمريكي، والبحث في الوقت ذاته عن ستار دخاني للاختباء وراءه".

 

وتقول الصحيفة إن ظريف حذر من أن إسرائيل تقوم بلعبة خطرة "يجب عليهم توقع تداعياتها في حال استمروا في انتهاك سيادة الدول الأخرى.. والحل البسيط هو التوقف، التوقف عن هذه الأعمال العدائية والتوغلات". 

 

ويبين ثارور أن إسرائيل أكدت أن وجودا إيرانيا دائما في سوريا هو خط أحمر، وأشارت إلى الطائرة دون طيار المحملة بالمتفجرات، التي دخلت الأجواء الإسرائيلية، وترسانة الصواريخ التي يملكها حزب الله في جنوب لبنان، لافتا إلى أن هجوم 9 نيسان/ أبريل كان الأول الذي يستهدف فيه الطيران الإسرائيلي مواقع إيرانية، ويقتل مسؤولين عسكريين إيرانيين. 

 

وينوه الكاتب إلى أن الحكومة سربت في الأسبوع الماضي صورا التقطت من الفضاء، قالت إنها تظهر "قواعد عسكرية" إيرانية، وطائرات مدنية تقوم بنقل السلاح، حيث كان الهدف من التسريب هو رسالة للحرس الثوري الإيراني، الذي يدير السياسة الخارجية الإيرانية، بأن إسرائيل كشفت عن مواقعه في سوريا. 

 

وبحسب الصحيفة، فإن إيران ترى أن وجودها في سوريا شرعي، ويهدف لمساعدة نظام بشار الأسد المحاصر وحمايته، وبأن قدرتها على تهديد إسرائيل من سوريا هي نوع من الردع في الحرب الطويلة بين البلدين. 

 

ويورد ثارور ما كتبه بن هبارد وديفيد هالبفينغر في صحيفة "نيويورك تايمز"، اللذان قالا إن "قادة إسرائيل يهددون دائما بضرب إيران، ولهذا فإن وجودا عسكريا في سوريا يمنح طهران نوعا من الحماية.. ولو ضربت إسرائيل إيران فإنها ستتوقع ردا مؤلما من حزب الله اللبناني، أو مليشيات أخرى موجودة الآن في سوريا". 

 

ويفيد الكاتب بأن الحديث عن التوتر العميق بين البلدين يأتي وسط كشف الغطاء عن الحنق داخل إيران بسبب الأوضاع الاقتصادية، التي قادت إلى تظاهرات وانتقادات من الرئيس حسن روحاني حول كلفة الحرب في الخارج، مستدركا بأن منظور الحرب المقبلة مع إسرائيل سيتركز حول الاتفاقية النووية، التي يهدد ترامب بإلغائها، وقد يقنع المتشددين في إيران لدفع العربة والعودة للبرنامج. 

 

ويشير ثارور إلى ما كتبه مراسل صحيفة "التايمز" في لندن، عن قرار الحرس الثوري بناء قواعد عسكرية في سوريا، والبناء على استثمارات إيران في دعم نظام الأسد، فيما دعا روحاني إلى استثمار الأموال في بناء القواعد في الاقتصاد الإيراني. 

 

ويقول الكاتب إن الطريق محفوف بالمخاطر، مشيرا إلى قول مدير الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق عاموس يالدين، إن إيران مصممة على تحصين مواقعها في سوريا، وإسرائيل عازمة على منعها، وأضاف أن الحرب قادمة، إلا إذا تدخلت روسيا، التي توفر الغطاء الجوي للنظام، ولها علاقات مع كل من إسرائيل وإيران، "لكن الأحداث السابقة كشفت عن أن روسيا لديها تأثير محدود على إيران". 

 

ويذكر ثارور أن هناك في واشنطن من يرغب بمنح إسرائيل يدا حرة في سوريا، في وقت تخطط فيه الإدارة لفك الارتباط مع هذا البلد، وسحب القوات الأمريكية من هناك، فيما يرى الخبراء أن هذه ليست سياسة استراتيجية. 

 

وتنقل الصحيفة عن سوزان مالوني من معهد "بروكينغز"، قولها إن الطريق لاحتواء وردع إيران في سوريا يحتاج لأكثر من إصبع إسرائيل الذي يدوس على الزناد، وتصفيق الحكومات الاستبدادية العربية، ودعت إلى دبلوماسية قوية، وعدم تهميش الحلفاء من خلال الخروج من الاتفاقية النووية. 

 

ويختم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن مجموعة الأزمات الدولية في بروكسل حذرت في تقرير لها، في شباط/ فبراير، من أن سوء التقدير وارد، لافتا إلى أن مخاطر التصعيد زادت منذ ذلك الوقت.

التعليقات (1)
شيبوط
الأربعاء، 25-04-2018 01:21 م
لن تكون هناك حرب بين إيران الشبعية وإسرائيل،فقط يضكون على المسلمين السنة,