سياسة عربية

ما دلالة التدريبات العسكرية المصرية البحرينية قرب حدود قطر؟

التدريبات العسكرية المشتركة تتضمن القيام بمهام عمل الوحدات الخاصة واقتحام المنشآت- أرشيفية
التدريبات العسكرية المشتركة تتضمن القيام بمهام عمل الوحدات الخاصة واقتحام المنشآت- أرشيفية

تشارك قوات مصرية أخرى بحرينية فعاليات التدريب العسكري "خالد بن الوليد 2018"، في العاصمة المنامة بالقرب من دولة قطر التي تقاطعها الدولتان إلى جانب السعودية والإمارات لما يقرب من عام.


التدريبات العسكرية المشتركة تتضمن القيام بمهام عمل الوحدات الخاصة واقتحام المنشآت، بحسب بيان للمتحدث باسم الجيش المصري، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".

 


وتأتي التدريبات بالتزامن مع مناورات " شاهين – 20 " التي تجريها قطر مع قوات تركية منذ 22 وحتى 29 نيسان/إبريل الجاري، وتأتي أيضا إثر مناورات عسكرية مصرية إماراتية مشتركة في 10 نيسان/أبريل الجاري، بالمياه الإقليمية المصرية بالبحر الأحمر.


ويتزامن التدريب المصري البحريني أيضا مع إعلان أبوظبي الاثنين، اعتراض مقاتلات قطرية لطائرة مدنية إماراتية خلال توجهها إلى العاصمة البحرينية المنامة.


 والسؤال الذي يطرح نفسه: هل تعد تلك التدريبات المصرية البحرينية ردا على التقارب القطري التركي؟ وهل تشير لحالة تأهب عسكري يقصد بها تصعيد من جانب الدول المقاطعة ضد قطر؟


حماية الأسد


ورجح الخبير بالقانون الدولي والعلاقات الدولية، السيد أبو الخير، في تصريحات لـ"عربي21"، أن يكون هدف هذه التدريبات هو "إحلال قوات عربية بسوريا بدلا من القوات الأمريكية"، مضيفا "مهمة هذه القوات الأساسية ستكون حماية نظام الأسد من السقوط فضلا عن محاولة جر تركيا لحرب استنزاف بعد فشل محاولات اجهاض التجربة التركية".

 

اقرأ أيضا: قوات مصرية وبحرينية تجريان تدريبات عسكرية في المنامة

وقال رئيس المكتب السياسي بالمجلس الثوري المصري، عمرو عادل، "نحن لسنا فقط على أعتاب تصعيد مع قطر؛ ولكن التعبير الصحيح أن الجيش المصري اقترب من الإعلان عن كونه ذراعا استعمارية مجانية والعمل بالوكالة لصالح الرعاة الرسميين".

وأضاف في تصريحات لـ"عربي21": "الواضح من المؤشرات المتعددة أن سبب وجود الجيش المصري منذ نشأته على يد الإنجليز هو القيام بهذا الدور البائس كأداة قمع وسيطرة وحفاظ على الوضع الاستبدادي ليس بمصر فقط ولكن بكل المنطقة".


وأردف: "تسمين الجيش  بهذا الشكل بالسلاح الفترة السابقة من أموال الشعب المصري والعربي تبدو مقدمة لعدة أعمال إجرامية سواء بالخليج أو ليبيا أو سوريا"، متوقعا أن "يتطور الأمر للصدام مع القوتين الرئيسيتين الآن بالمنطقة إيران وتركيا لحساب الصهاينة ومن يواليهم".


وأوضح عادل، أن "الأزمة أكبر من قطر، وباتساع المنطقة كلها؛ ويكون الشعب المصري وشبابه هم وقود بلا ثمن لاستمرار الموضع المأسوي لشعوبنا العربية، مذكرا "بنصف مليون قتيل للجيش المصري أثناء الحرب العالمية الأولى حين كانت مصر والهند ومستعمرات أخرى مصدرا للمقاتلين المجانيين وبالرغم من قلة تعداد الشعب المصري إلا أنه كان ترتيبه الخامس في عدد القتلى من جنوده بتلك الحرب".

 

اقرأ أيضا: بعد اعتراف السيسي.. هل فقدت مصر قدرتها العسكرية؟

تدريب دوري


وفي المقابل يرى المحاضر بمعهد الشرق الأوسط بجامعة سكاريا التركية، محمد الزواوي، أن هذه "تدريبات سنوية تجرى بصورة دورية كل عام وأجريت منذ 2016 حتى الآن، بالتبادل بين مصر والبحرين وتصادف وجودها هذا العام بالبحرين ليس إلا".


وحول طبيعة مهمة التدريب على الاقتحامات أوضح الزواوي لـ"عربي21"، أن "طبيعة عمل القوات الخاصة هو الاقتحام".


من جانبه يرى الباحث في العلاقات الدولية، علاء فاروق، أن "الأمر ليس بجديد وهو استكمال لتدريبات تمت في القاهرة العام الماضي تحت نفس الاسم (خالد بن الوليد)"، موضحا أنه "استكمال لسلسة تدريبات اعتيادية بين الجيوش العربية".


وقال فاروق، في حديثه لـ"عربي21"، إنه "لا علاقة للأمر بدولة قطر أو دول المقاطعة؛ كون تدريبات سابقة تمت في عامي 2015 و2016، بين البلدين وكان هذا قبل اندلاع أزمة قطر وحصارها".


 وعن دلالة توقيت التدريبات الآن، أضاف: "قد يكون له أهدافا استراتيجية من حيث رفع الروح المعنوية لضباط الجيش المصري خاصة بعد كثرة عمليات الاستشهاد على أرض سيناء؛ وربما لرفع كفاءة بعض الضباط الآخرين"، مؤكدا أنه " أيضا تقارب سياسي بين نظامي القاهرة والمنامة".


وحول وجود أية مؤشرات على تصعيد محتمل بين دول المقاطعة والدوحة خاصة بعد مناورات قطرية وتركية، أكد فاروق، "لا أرى أي دلالة؛ ولكنه قد يدخل فقط في رد فعل على هذا التقارب الموجود أصلا، أو بمعنى أدق (كيد الدول) على غرار (كيد النسا)".

التعليقات (0)