سياسة عربية

ما دلالات مشاركة وفود أجنبية في مسيرات العودة بغزة؟

سيدات فلسطينيات في غزة يرفعن الأعلام الفلسطينية قبالة الخط الفاصل- جيتي
سيدات فلسطينيات في غزة يرفعن الأعلام الفلسطينية قبالة الخط الفاصل- جيتي

شهدت الجمعة الثالثة من مسيرات العودة الكبرى يوم أمس مشاركة عدد من الوفود الأوروبية ومجموعة من الصحفيين الأجانب لتغطية مسيرات العودة في خطوة هي الأولى من نوعها منذ انطلاقها في 30 آذار/ مارس المنصرم.

ورافقت هذه الوفود طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني في المستشفيات الميدانية المنتشرة على الحدود الشرقية لقطاع غزة لرصد ومتابعة الإصابات وتوثقيها بالإضافة لرصد شهادات المواطنين الذين تعرضوا لاعتداءات الجيش الإسرائيلي سواء من تعرضوا لإطلاق نار مباشر أو لإصابات بالغاز المسيل للدموع.

رصد وتوثيق

 

 إلى ذلك قال نائب مدير المستشفى الميداني التابع للهلال الأحمر بمدينة خانيونس، محمود منصور، إن "الهلال الأحمر قام بالتنسيق مع عدد من الوفود الأوروبية لزيارة المستشفيات الميدانية التابعة لها للاطلاع على أبرز التحديات التي تواجه الطواقم الطبية في مسيرات العودة الكبرى، وقد ضم الوفد أطباء ومسعفين وصحفيين من بلدان عدة هي إسبانيا وإيطاليا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية."

وأضاف في حديث لـ"عربي21" أن "مهمة الوفد تقتصر على توثيق حي بالصوت والصورة لشهادات المصابين ومعرفة نوعية الإصابات التي تصل للمستشفيات والتنسيق مع الطواقم الطبية لإمكانية سفر عدد من المصابين للعلاج في هذه البلدان نظرا لعدم قدرة المستشفيات في غزة على التعامل مع كثير من الحالات خصوصا مع استخدام الجيش الإسرائيلي لرصاص متفجر بتسبب في تشويه الأنسجة وقطع الأوردة والشرايين وبتر الأطراف السفلية ".

ويشير السلوك الإسرائيلي بشعوره بنوع من التهديد من وجود صحفيين أجانب في قطاع غزة وهو ما حدا به للاستعانة بعدد من وكالات الأنباء في نقاط تمركز الجيش على طول الشريط الحدودي لقطاع غزة ليقوم برصد آلية تعامل الجيش مع هذه المظاهرات عبر إلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع أثناء وجود الصحفيين الذي اكتفى بتغطية هذا الحدث لمدة دقائق قبل أن يغادر المكان بأمر من قيادة الجيش.

توسيع المشاركة الدولية

وفي ذات السياق أشار عضو اللجنة القانونية لمسيرة العودة، صلاح عبد العاطي، إلى "أننا نتطلع في اللجنة التنظيمية لمسيرة العودة لأوسع مشاركة دولية في هذا الحراك السلمي سواء أكان ذلك بمشاركة سياسية أو ميدانية أو من خلال إرسال الوفود الطبية، الذي يعبر عن حالة إدراك لدى الغرب بحقوق الشعب الفلسطيني".

مضيفا أننا "في اللجنة القانونية لمسيرة العودة نقوم بالتواصل بشكل مستمر مع عدد من المنظمات الحقوقية وسياسيين في أوروبا وآسيا والولايات المتحدة الأمريكية لوضعهم في صورة هذا الحراك السلمي ليحقق الأهداف التي انطلقت منها مسيرات العودة."

وأوضح عبد العاطي في حديث لـ"عربي21" أن "هنالك تقديرا واهتماما من قبل المنظمات الحقوقية والإعلامية والسياسية في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية لهذا الحراك السلمي وقد ترجم على أرض الواقع من خلال زيارة عدد من الوفود التضامنية لمخيمات العودة وتوثيق المشهد بالصوت والصورة لينقل صوت غزة إلى كل العالم ويفضح السياسات الإسرائيلية التي تمارس بحق المتظاهرين العزل."

يشكل انتقال حراك مسيرات العودة إلى الخارج مكسبا سياسيا ودبلوماسيا هاما للفلسطينيين ويمكن تفسير ذلك بالجهود التي يبذلها الجانب الإسرائيلي لوقف هذا الحراك الذي هز من صورة إسرائيل أمام وسائل الإعلام الأجنبية التي نقلت منذ اليوم الأول صور المتظاهرين السلميين وهم يتعرضون للقتل المباشر من القناصة الإسرائيليين بمجرد رفعهم لشعارات تطالب بالحرية.

نجاح دبلوماسي

إلى ذلك قال الدبلوماسي الفلسطيني ووكيل وزارة الخارجية السابق، محمود العجرمي، إن دلالات مشاركة وفود تضامنية أوروبية وأمريكية في حراك مسيرات العودة عبر نقلهم للصورة الميدانية لما يجري على أرض الواقع يعتبر "إنجازا سياسيا ودبلوماسيا كبيرا".

وقال إن ما يجري "في غزة يشبه ما جرى في جنوب أفريقيا في العام 1994 عندما قرر نيلسون مانديلا مواجهة سياسية الأبارتهايد وقد نجح في إعادة قضية جنوب أفريقيا لوضعها الدولي الذي تكلل في النهاية بإجبار دول العالم على الاعتراف بها كدولة مستقلة."

وأضاف العجرمي في حديث لـ"عربي21" أن "الخطر الحقيقي الذي يواجه إسرائيل من هذه المسيرات هو أن تشكل الوفود التضامنية لغزة ورقة ضغط على حكوماتها في حال اتسعت مشاركتها خلال الأيام القادمة وهو ما قد يجبرها على تغيير موقفها من إسرائيل التي ستضطر تحت الضغط الدولي إلى تغيير سياساتها تجاه الفلسطينيين عبر الاعتراف بحقوقهم أو البحث عن صفقة سياسية يوافق عليها الفلسطينيون."

التعليقات (0)