صحافة دولية

الفيلم التركي "درعا" يتناول الثورة السورية في أولى أيامها

 الفيلم يهدف إلى شرح حيثيات الثورة السورية في أيامها الأولى
الفيلم يهدف إلى شرح حيثيات الثورة السورية في أيامها الأولى

نشرت صحيفة يني شفق تقريرا، تطرقت من خلاله إلى الفيلم التركي" درعا"، الذي سيُعرض في دور السينما خلال الأسبوع القادم.

وذكرت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، أن الفيلم يهدف إلى شرح حيثيات الثورة السورية في أيامها الأولى. وقد حاول الشعب السوري من خلال هذه الثورة التعبير عن همومه ومصاعب الحياة التي يُعاني منها.

ونقلت الصحيفة على لسان مراد أونبول، مُخرج الفيلم، أن الأتراك سيتمكنون من خلال هذا الفيلم من فهم طبيعة الأوضاع التي عاشها إخوتنا في سوريا، وحجم المصاعب التي مروا بها والآلام التي عانوها. وأشار أونبول إلى أن الشعب التركي تعامل مع القضية السورية وفقا لما يشاع في الإعلام.

 

بناء على ذلك، كان من الضروري أن يجسد الواقع الذي شهده الشعب السوري مطلع الثورة من خلال فيلم يروي هذه القصة، حتى نطلع على أسرارها.

وقالت الصحيفة إن فكرة الفيلم برزت من قبل المنتج خالص جاهد قوروتلو، الذي طرح الفكرة على المخرج أونبول، الذي لم يتردد في قبولها، خاصة أنها تعكس آلام شعب مضطهد. وفيما يتعلق بالسبب وراء اختيار اسم "درعا" للفيلم، أفاد أونبول أنّ أحداث الثورة كانت أكثر وضوحا في بدايتها مما هي عليه الآن. ولأنّ الأحداث في سوريا انطلقت في درعا، كان من المناسب أن يحمل الفيلم اسم هذه المدينة.

وأوردت الصحيفة على لسان مخرج الفيلم أن معظم أحداثه ستكون مبنية على قصص حقيقية جرت، مع وجود لقطات تكميلية من وحي الخيال لأنّ الفيلم لن يكون وثائقيا. لكن هذه اللقطات لن تغير من طبيعة الوقائع أو تخفي بعضا منها. في الحقيقة، تعد هذه اللقطات من متطلبات العمل السينمائي ولن تؤثر على مصداقية القصص الحقيقية ضمن السيناريو.

وأضاف أونبول أن هذا الفيلم سيدفع المشاهد إلى وضع نفسه مكان الشباب السوري الذين خرجوا إلى شوارع درعا للتعبير عن همومهم ومشاكلهم. فضلا عن ذلك، سيتفهم المشاهد ويعي ما تعرض له السوريون، وما الذي أجبر جزءا كبيرا منهم على ترك وطنهم واللجوء إلى الدول المجاورة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأحداث الواردة في الفيلم تجسد تجربة مروعة، لكنها لا تعكس تماما حجم المأساة الحقيقية التي عاشها الشعب السوري. وقد التقى مخرج الفيلم ببعض الشباب السوري والعائلات السورية التي عاشت في درعا في تلك الفترة، ولجأت بعد ذلك إلى تركيا.

وأفادت الصحيفة وفقا لأونبول أن الفيلم يرتبط أيضا بشكل وثيق بالمشاهد التركي، حيث تنقل أحداث الفيلم مأساة الأشقاء السوريين. ويعكس الفيلم حجم ما تعرض له السوريون، والظروف التي أجبرتهم على اللجوء إلى تركيا. ويهدف القائمون من خلال ذلك إلى أن يدرك الشعب التركي حقيقة الوضع، مما سيساهم في خلق بيئة مناسبة للتفاهم بين الشعبين، ويتمكنان من العيش في تركيا على اعتبارهم إخوة كما كان الوضع عليه دائما.

وعن توقعاته لحجم المشاهدات، أورد المُخرج أنه لا يهتم بحجم المشاهدات والإقبال على هذا الفيلم الذي يحمل في جوهره رسالة وهدفا ساميا. في الأثناء، أكد  مراد أونبول أنه يتمنى أن يُشاهد الفيلم أكبر عدد من المواطنين ليس من أجل الأرباح المادية، وإنما حتى يدرك الأتراك حقيقة ما تعرض له السوريون.

ونوهت الصحيفة إلى أنّ تصوير الفيلم تم في منطقتي غازي عنتاب في تركيا، ومنطقة جرابلس في سوريا، مما يجعل مشاهد الفيلم أقرب للواقع، وأقرب لطبيعة مدينة درعا السورية التي شهدت بداية أحداث الثورة.

وأوضحت الصحيفة أن أونبول قد انتقد ما تعرضه دور السينما التركية في الفترة الأخيرة من أفلام هدفها تحقيق الربح المالي فقط، في حين تعمل على التلاعب بعواطف المشاهدين دون أن تحمل رسالة معينة. ويكون هدف مثل هذه الأفلام الحصول على أكبر قدر من الأرباح بأقل رأس مال ممكن، بغض النظر عن جودة الفيلم واحترافيته ودقة السيناريو.

وفي الختام، أوردت الصحيفة تأكيد أونبول دعم الحكومة لمثل هذه الأفلام والمسلسلات الهادفة، حيث حظي هذا الفيلم بدعم كبير من وزارة الثقافة التركية، التي أرادت من خلاله أن تصل رسالة الشعب السوري إلى جميع فئات الشعب التركي. وقد دفع ذلك المخرجين إلى إنتاج أفلام ومسلسلات هادفة. والجدير بالذكر أن عرض الفيلم في دور السينما سيكون انطلاقا من تاريخ 13 نيسان/ أبريل الحالي.

0
التعليقات (0)