صحافة دولية

هذا المشروب كان حاضرا على شرف ابن سلمان في هوليوود

اهتمام وسائل الإعلام انصب على الحضور الذين جاؤوا للمشاركة في الحفلة داخل منزل امبراطور الإعلام روبرت ميردوخ- جيتي
اهتمام وسائل الإعلام انصب على الحضور الذين جاؤوا للمشاركة في الحفلة داخل منزل امبراطور الإعلام روبرت ميردوخ- جيتي

كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني بعضا من خفايا الجلسات الجانبية واللقاءات التي جمعت ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع العديد من مشاهير المال والأعمال والسينما الأمريكية، خلال زيارته التي امتدت لأسبوعين في أمريكا.

 

وقال الموقع في تقرير ترجمته "عربي21" إن أحد الممثلين الأمريكيين المشهورين لمعروف بلقب "روك" الصخرة، وصف الليلة التي شاركها مع ولي العهد السعودي مع عدد من المشاهير بأنها كانت "تاريخية".

 

وأضاف تقرير الموقع ناقلا عن الممثل المشهور الذي التقى ابن سلمان أثناء زيارته لتينسلتاون، قوله: "قدمت التاكيلا (مشروب فاخر وخاص)، وسيحصل ولي عهد السعودية على المزيد منه في طريق عودته إلى الرياض".


وتابع التقرير: "كاد هذا البوست عبر إنستغرام أن يفسد مجهود العلاقات العامة الذي يقوم به الحاكم الفعلي للمملكة العربية السعودية، ما دفع الممثل الشهير "روك" الصخرة، وقد اهتز بدنه إلى المسارعة بتعديل النص المنشور، حيث تلاعب النجم، واسمه الحقيقي دوين جونسون، بالألفاظ التي استخدمها سابقا ليتحول المعنى من نيته الإتيان بالتاكيلا معه إلى السعودية، إلى "لحسن الحظ جئت معي بمشروبي من التاكيلا".


وكانت تلك الزيارة التي حصلت مساء الأربعاء جزءا من جولة ابن سلمان التي استمرت لأسبوعين في الولايات المتحدة، التي ركزت في ظاهرها على إبرام صفقات في هوليوود، لاستكمال مشروعه الذي يستهدف تحرير الصناعة السينمائية في بلاده.

 

وبحسب "ميدل إيست أي"، فإن اهتمام وسائل الإعلام انصب على الحضور الذين جاؤوا للمشاركة في الحفلة داخل منزل امبراطور الإعلام روبرت ميردوخ، ومنهم "روك" الصخرة، ومورغان فريمان، والمخرج جيمس كاميرون، وعلى الأشياء التي فعلها في تلك الليلة. 

ولكن التعديل المتسرع الذي قام به "الصخرة" لم يستسغه الكثيرون ممن كانوا يتابعون باهتمام ميول الأمير وسلوكياته أثناء الحفلات، خاصة أن المشروبات الكحولية محظورة تماما داخل المملكة العربية السعودية، ويعاقب من توجد بحوزته بالجلد مائة مرة. 

 

اقرأ أيضا : "هآرتس" تنشر جدول لقاءات ابن سلمان في الولايات المتحدة


وكان الممثل "روك" قد نشر بوستا عبر إنستغرام يوم الأربعاء حول لقائه بالأمير السعودي وأنه تحدث مع ابن سلمان عن "آرائه الأصيلة، وفي نفس الوقت آرائه العصرية حول العالم، والنمو الإيجابي الذي تشهده بلاده".

وما أثار الجدل أنه أنهى البوست بالقول إنه كان يتطلع إلى "أول زيارة لي في القريب العاجل إلى المملكة العربية السعودية"، ثم قال: "سأحرص على إحضار مشروبي الراقي من التاكيلا لأحتسيها برفقة صاحب السمو وأفراد عائلته".

ثم ما لبث جونسون بعد ذلك أن عدل رسالته ليصبح نصها: "لحسن الحظ، جلبت مشروبي الخاص من التاكيلا معي"، وذلك في محاولة منه لتبديد أي شكوك بأن ابن سلمان قد يكون شارك في الشرب ذلك المساء. 

إلا أن بوسته على صفحته في "فيسبوك" بقي كما هو دون تعديل. 

ويزيد التقرير بالقول إن ابن سلمان تمكن خلال زيارته إلى الولايات المتحدة من التوصل إلى عدد كبير من الصفقات، بما في ذلك شراكة بين شركة أرامكو السعودية، أكبر شركة نفط في العالم، وشركة غوغل بشأن الحوسبة عبر "كلاود"، وكذلك اتفاقية بين عملاق الطاقة السعودي وعملاق الدفاع رايثيون. 


إلا أن تخفيف القيود الذي تنوي المملكة العربية السعودية القيام به في مجال التسلية والترفيه هو ما حاز على اهتمام هوليوود، حيث يقال بأن كبار رجال الأعمال في هذا القطاع سارعوا إلى اقتناص الفرص في السوق السعودي البكر الذي يعج بالمستهلكين المتمتعين بقوة شرائية كبيرة. 


اقرأ أيضا :  "نبيذ مردوخ" حضر بحفل مميز لابن سلمان بمشاركة نجوم هوليود


وبحسب ما أوردته صحيفة "لوس أنجيلوس تايمز"، فقد اجتمع محمد بن سلمان في لوس أنجيلوس مع آري إيمانويل، الرئيس التنفيذي لوكالة الترفيه والإعلام المعروفة باسم وليام موريس إنديفور، وكذلك مع رئيس والت ديزني بوب آيجر بالإضافة إلى ميردوخ. 

ويقال بأن صندوق الاستثمار العام في المملكة العربية السعودية ينوي شراء حصة قدرها 10 بالمائة من وكالة وليام موريس إنديفور والتي تقدر قيمتها بمبلغ 400 مليون دولار.

 

وتسعى الدولة الخليجية بقوة لإبرام صفقات مع شركات الترفيه والتسلية وذلك قبل أسبوعين من الموعد المقرر لتوجه المملكة نحو فتح أول سينما منذ 35 عاماً. 

وذكر أن مؤسسة إيه إم سي للترفيه قد منحت أول رخصة لتشغيل دور السينما بما في ذلك أول دار للسينما في الرياض يوم الثامن عشر من نيسان/ أبريل. في هذه الأثناء أعلنت المؤسسة أنها تتوقع أن تفتح بحلول عام 2030 مائة دار للسينما في خمس وعشرين مدينة سعودية، كما نقلت صحيفة لوس أنجليس تايمز في عددها الصادر يوم الأربعاء. 

في هذه الأثناء أعلنت شركة سيرك دو سوليل هذا الأسبوع أنها ستقيم استعراضا لأول مرة في المملكة العربية السعودية في أيلول/ سبتمبر. 

ويذكر أن ابن سلمان يقود سلسلة مما أسماها "إصلاحات اجتماعية" مثل السماح للنساء بقيادة السيارات ورفع الحظر الذي استمر لخمسة وثلاثين عاما على فتح دور السينما، وذلك ضمن سعيه للانتقال بالمملكة العربية السعودية نحو "شكل من الإسلام أكثر اعتدالا"، وفق قوله. 

إلا أن المراقبين ومنظمات حقوق الإنسان يقولون إن المملكة العربية السعودية لديها سجل سيئ في مجال حقوق الإنسان، وأنها متورطة في صراع مدمر داخل اليمن.

 

ولذلك لم تكن نظرة الجميع إيجابية تجاه جولة ابن سلمان في هوليوود، بل هاجم العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي "روك" الصخرة بسبب تلطفه مع الأمير وتودده إليه. 

وكتب أحد المعلقين على موقع إنستغرام: "يشعرك هذا البوست بأنه دعاية مدفوعة الأجر لصالح العائلة الملكية السعودية". وقال آخر: "أيها الصخرة، ظننتك رجلاً على خلق، إلا أنك شاركت في عشاء خاص مع رئيس واحد من أكثر الأنظمة قمعاً في العالم."

أما منظمة "كود بينك" المناهضة للحرب فنظمت احتجاجا في لوس أنجليس لإدانة السياسات السعودية، وخاصة بشأن اليمن. 

وكانت الولايات المتحدة قد أجازت يوم الخميس عقدا لبيع السعودية 180 نظام مدفعية ذاتية الدفع بمبلغ 1.31 مليار دولار في آخر مرحلة مما قد يعتبر أكبر صفقة سلاح في العالم. 

أثناء الإعلان عن الصفقة، وصفت وزارة الخارجية الأمريكية المملكة العربية السعودية بأنها "المساهم الرائد في الاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي في الشرق الأوسط". 

وكانت سماح حديد، مديرة الحملات في منظمة العفو الدولية، قد قالت الشهر الماضي إن "أفضل آلة للعلاقات العامة في العالم لا يمكنها أن تجمل صورة المملكة العربية السعودية ذات السجل المزري في مجال حقوق الإنسان."

وشهدت المملكة العربية السعودية خلال السنوات الأخيرة تحسنا طفيفا في مجال حقوق المرأة، وذلك انسجاما مع خطط ولي العهد لتقديم وجه أكثر انفتاحا على المجتمع الدولي، وأكثر ريبالية.

 

إلا أن معدل الإعدامات قد تضاعف منذ أن عين ابن سلمان وليا للعهد في عام 2017، وذلك بحسب ما ورد في تقرير لمنظمة "ريبريف" الحقوقية. 

وتُتهم المملكة باستخدام تشريعات متشددة تتعلق بالإرهاب لاستهداف النشطاء السلميين والمدونين المطالبين بالديمقراطية.

 

وخلال زيارة ابن سلمان إلى لندن، سعى النشطاء إلى تسليط الضوء على قضية رائف بدوي المدون الذي حكم عليه بألف جلدة وعشر سنوات سجن بتهمة "إهانة الإسلام" عبر الإنترنيت، وهي القضية التي أثارتها مع الأمير رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي. 

وتُتهم المملكة العربية السعودية بقتل آلاف المدنيين في اليمن حيث يستهدف سلاحها الجوي الحوثيين منذ ثلاثة أعوام.

التعليقات (1)
بسام
الجمعة، 06-04-2018 10:48 م
اتفووووووووو على شرفو ..... شرف عاهرات