صحافة دولية

ضغوط وتحركات واحتجاجات تسبق زيارة ابن سلمان لباريس

لاقت زيارة ابن سلمان الأخيرة لبريطانيا رفضا واحتجاجا كبيرا بسبب ضحايا حرب السعودية على اليمن- جيتي
لاقت زيارة ابن سلمان الأخيرة لبريطانيا رفضا واحتجاجا كبيرا بسبب ضحايا حرب السعودية على اليمن- جيتي

نشرت صحيفة "لاكروا" الفرنسية تقريرا ذكرت فيه أن ولي العهد السعودي يعتزم إجراء زيارة إلى فرنسا يومي 8 و10 نيسان/ أبريل. وفي هذا الإطار، دعت عشر منظمات غير حكومية تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى أن يضع الأزمة اليمنية في محور محادثاته مع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان.

وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنه بعد زيارة الولايات المتحدة التي استغرقت عدة أيام، يعتزم ولي العهد السعودي زيارة فرنسا.

 

وتأتي هذه الزيارة الرسمية في ظل الضغط الذي يسلطه المجتمع الدولي على الأمير الشاب، لوضع حد للحرب الدائرة في اليمن منذ ثلاث سنوات.

وفي الرابع من نيسان/ أبريل، دعت عشر منظمات إنسانية، على غرار منظمة العفو الدولية، وأطباء العالم، بالإضافة إلى الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الضغط على محمد بن سلمان، لحقن دماء اليمنيين.

 

كما دعته هذه المنظمات إلى "وقف القصف الذي يستهدف المدنيين" وضمان "الرفع غير المشروط والمتواصل للعراقيل للتمكن من تمرير المساعدات الإنسانية والبضائع إلى اليمن".

وأفادت الصحيفة بأن الأمير السعودي يعتبر المحرض الأول لتدخل التحالف العربي ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، حيث انطلقت العملية العسكرية خلال شهر آذار/ مارس من سنة 2015. وحسب الأمم المتحدة، أزهقت الحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات، أرواح قرابة ستة آلاف مدني.  

ونقلت الصحيفة عن مديرة مكتب فرنسا في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، بينيدكت جينرود، "أن قرابة 61 بالمائة من الخسائر البشرية في صفوف المدنيين تعود أساسا إلى العمليات العسكرية التي تنفذها قوات التحالف العربي، بينما كان الباقي نتيجة للقصف الذي تنفذه جماعة الحوثي".


اقرأ أيضا :  قبيل زيارة ابن سلمان.. مشرع فرنسي يطالب بتحقيق بمبيعات الأسلحة


وذكرت الصحيفة أن هذه المنظمات غير الحكومية طالبت الجانب الفرنسي بوقف تصدير الأسلحة إلى الدول الأعضاء في هذا التحالف.

 

وفي نهاية شهر آذار/مارس، شكك "الاتحاد الدولي المسيحي للعمل على إلغاء التعذيب" في شرعية صفقات السلاح.

 

وفي هذا السياق، أضافت بينيدكت جينرود "أنه عندما تستهدف الحملة العسكرية المدنيين، فإن كل قطعة سلاح يتم بيعها تعتبر دعما ضمنيا لهذه الحملة".

وأوردت الصحيفة التقرير الذي قدمته الأمم المتحدة حول الوضع الإنساني الكارثي في اليمن، الذي تضمن أرقاما مفزعة.

 

وتفيد المنظمة بأن قرابة 75 بالمائة من الأهالي في حاجة إلى المساعدات الإنسانية، بينما يعاني 8.4 ملايين يمني من خطر المجاعة.

 

كما ذكرت الأمم المتحدة في هذا التقرير أن نصف المستشفيات والمراكز الصحية في اليمن ليست مؤهلة لاستقبال المرضى والجرحى.

وحيال هذا الشأن، قال مدير العمليات الدولية بمنظمة أطباء العالم، جون فرانسوا كورتي، أن نسبة هامة من سكان اليمن يعانون "من سوء التغذية وتفشي الأمراض المعدية على غرار الكوليرا".

وتحدثت الصحيفة عن انعقاد ندوة للمانحين من أجل اليمن، في الثالث من نيسان/ أبريل في جنيف، التي مكنت الأمم المتحدة من جمع قرابة 1.6 مليار يورو من أصل 2.6 مليار يورو الموعود بها.

 

ومن جهتها، أعلنت السعودية والإمارات عن تقديم مساعدات بلغت قيمتها قرابة 780 مليون يورو. في الأثناء، علق فرانسوا كورتي على هذه المنحة قائلا: "لا يمكن التملص من المسؤولية السياسية من خلال تقديم المساعدات الإنسانية. كما أن السخط على هذا الوضع لا يكفي بل يجب العمل على إيقاف الصراع".

 

اقرأ أيضا :  موقع أمريكي: سنفرش لابن سلمان سجادا أحمر.. ألم يدفع لهم؟


وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أنه خلال لقاء جمع ولي العهد محمد بن سلمان، بالأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أكد ولي العهد السعودي أنه "لا توجد حلول إنسانية لمشاكل سياسية". وفي نهاية شهر آذار/ مارس، زار المبعوث الأممي الجديد لليمن، مارتن غريفيث، العاصمة اليمنية صنعاء بعد زيارته للرياض من أجل إعادة إحياء المفاوضات التي تبقى دائما معطلة. 

التعليقات (0)