سياسة عربية

إعلامي "موال للسيسي" يدعو للحوار مع الإخوان.. ما دلالة ذلك؟

أديب: كل مصري حتى وإن أخطأ لابد من محاولة معه بالحوار إلا من تلطخت أيديهم بالدماء- أرشيفية
أديب: كل مصري حتى وإن أخطأ لابد من محاولة معه بالحوار إلا من تلطخت أيديهم بالدماء- أرشيفية

دعا الإعلامي عماد الدين أديب المؤيد لرئيس سلطة الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي، الدولة والمواطنين لمحاورة المتعاطفين مع جماعة الإخوان المسلمين، مؤكدا أن كل مصري حتى وإن أخطأ لابد من محاولة معه بالحوار؛ إلا من تلطخت أيديهم بالدماء.


أديب، أكد أن من يحمل السلاح يجب أن يطلق النار عليه، أما من يحرض على القتل يسجن، والفكرة تواجه بالفكرة، مضيفا: "أنا ضد الدولة الدينية وخصم سياسي لجماعة الإخوان؛ لكني مؤمن أن كل مصري حتى وإن أخطأ لابد من محاولة معه بالحوار إلا في حالة واحدة وهو من على يده دم".

 

ورفض أديب فكرة الكاتب وحيد حامد، صاحب مسلسل "الجماعة"، ورد على دعوته بمكالمة هاتفية خلال البرنامج بقوله إن "جماعة الإخوان كلها إرهابية سواء من حمل السلاح أو من لم يحمل السلاح، مفيش واحد منهم مستعد للتوبة".


دعوة أديب، مساء الأربعاء، أثارت التساؤلات والتكهنات حول كونها رسالة أو بالونة اختبار بشأن فتح باب المراجعات للمقربين من الإخوان واستقطابهم عبر برنامج "على مسؤوليتي" للإعلامي أحمد موسى، المعروف بمواقفه المتشددة ضد جماعة الإخوان المسلمين هو وجمهوره ورواد برنامجه.

 

 

والسؤال الذي يطرح نفسه: ما هو مقصود أديب، ومن يقف خلفه من إرسال رسالة لجمهور يكره الإخوان؟ وهل تلك الدعوة خطوة يقصد منها النظام استقطاب المتعاطفين معهم في ظل الشعبية المتدنية للسيسي؟

 

اقرأ أيضا: مكرم وشركاؤه.. هكذا صنع السيسي آلته الإعلامية لضرب الخصوم

أغراض أمنية 

 
وفي إجابته عن تلك التساؤلات قال أحد أعضاء الفريق المعاون للرئيس محمد مرسي، إبان حكمه، المهندس أسامة فتحي: "من وجهة نظري فإن دعوة عمرو أديب, أظنها لتحقيق عدة أهداف".


وأكد حمودة، في حديثه لـ"عربي21"، أن النظام يسعى "لاكتشاف عدد وحجم وأسماء المتعاطفين مع الإخوان, أو من على استعداد لقول أي كلمة منصفة بحقهم, وذلك لأغراض أمنية بحتة, حيث أن الأمن يتمنى كشف الأسماء, حيث سيحتاج لاعتقالهم في وقت معين".


وأضاف أنه "لا مانع لدى النظام من معرفة الأفكار والأعمال التي جمعت الناس حول الإخوان حتى يتمكن من شيطنتها, ويتمكن إعلامه (المجرم) من تحويرها وتبديلها بالكذب الذي يتبعه على طول الخط".


وتعجب حمودة، من إثارة حديث المصالحة, متسائلا: "منذ متى والعسكر يبحثون عن المصالحة؟ وما الدافع لها الآن؟"، موضحا أن الأمر لا يعدو محاولة لإنقاذ شعبية السيسي، وقال إن "شعبية السيسي تقل, والعسكر دائما ما يتصورون أن إعلامهم (الكاذب) يستطيع تبديل الأمور".


وأضاف أن "من وصل للحكم على ظهر الدبابة, فلن يخلعه إلا دبابة أخرى, أو ثورة شعبية أشد وأشد من ثوره 25 يناير", مؤكدا أنه "وغير ذلك يعد مناورات وتحركات وإشغالات ليس لها أية قيمة".

 

اقرأ أيضا: مكرم يهاجم الإخوان ويسب من يدعو للمصالحة بلفظ خارج (شاهد)


تنفيذ أوامر


وانتقد الناشط الحقوقي حمدي العزازي، الحالة المصرية بشكل عام واعتبر ذلك الحديث لخدمة النظام، مؤكدا أن "البلد كلها تعيش حالة من الفوضى والعشوائية وبينها الإعلام"، مضيفا أن "من يطلق عليهم إعلاميين، نعلم جميعا أنهم مرتزقة كل زمان ومكان وعازفين لكل نظام يضمن لهم تدفق الملايين عليهم، فقط كل مؤهلاتهم هي العزف الجيد وتنفيذ كل الأوامر التي تلقى على عاتقه".

وأشار العزازي في حديثه لـ"عربي21"، إلى ما يتلقاه الإعلام من تعليمات، وقال: "إننا نرى نفس الأسطوانة تتكرر مع كل الإعلاميين في نفس الوقت، والجميع يقرأ من ورقة واحدة"، مضيفا أن "هؤلاء ليس عندهم الذكاء الكافي لتغيير فورمة من يقول وهذا غباء أيضا من الأجهزة الأمنية التي لا تريد أن تطور نفسها في إرسال الرسالة للشعب".


وقال إنه "حتى الأطفال يسخرون مما يقال على لسان هؤلاء الإعلاميين وأصبحوا أضحوكة بالخارج"، وأوضح أن هناك "من الإعلاميين من يحاول أن يتطوع ويغير في إيصال هذه الرسالة بصيغة أخرى، ومن يدفع الثمن في النهاية هو الشعب المغيب".


وحول احتمالات أن تكون المصالحة المجتمعية ومع الإخوان فكرة قائمة، أكد الحقوقي المصري، أن "مشاكل الحياة تبعد الشعب عن أي شيء سوى رغيف خبز لأولاده والمشي داخل الحيط وليس فقط بجانب الحيط"، موضحا أن "الأجهزة القمعية أوصلت الشعب لدرجة كبيرة من السكوت والخوف من مستقبل مظلم حتى أضحت مصر كلها سجنا كبيرا، لا مكان لحقوق الإنسان، لا كرامة ولا حرية، والنظام يترجم سكوت الشعب أنه علامة الرضا".

 

اقرأ أيضا: دعوات للمصالحة في مصر على غرار "فتح" و"حماس".. إلى أين؟

مرحبا بالحوار 


من جانبه أعلن الباحث لدى المفوضية المصرية للحقوق والحريات إبراهيم عزالدين، تأييده دعوة أديب بفتح باب الحوار مع جماعة الإخوان وكل المعارضين مع النظام الحالي، بالإضافة إلى "إحالة كل من تلطخت أيديهم بالدماء سواء من جماعة الإخوان أو من أناس محسوبين على السلطة الحالية إلى محاكمات عادلة يضمن فيها الشفافية".


ورغم تأييده لفكرة أديب إلا أن عزالدين، لم يتوقع نجاحها، وقال لـ"عربي21"، إن الوضع الحالي سيستمر فيه التضييق بالملف الحقوقي فترة كبيرة بجانب التشويه الإعلامي، مضيفا أنه حتى "المجال الحقوقي يتم محاربته من فترة كبيرة وهناك عدد ليس بقليل من الحقوقيين حاليا في السجون".


وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، قال المعارض المصري عمرو توفيق: "مفيش أي شواهد على أن السيسي ونظامه عاوز مصالحة، بل على العكس؛ السيسي يقتات على الدم وداعموه أكثر دموية، والمشروع كله قائم على خلق عدو يمكن بناء تحالف الأضداد عليه".

 

التعليقات (3)
مصري جدا
الجمعة، 06-04-2018 12:52 م
الاخ مالك علي ،،، كل الاحترام لحماسة الشباب الرائعة وعواطفهم الجياشة واخلاصم النقي ،،، لكن بالفعل حفاظا على ما تبقى من مصر ارضا وشعبا وثروات وحفاظا على جماعة الاخوان المخزون الاستراتيجي لمصر والعروبة والاسلام ،، التفاهمات هي الحل ،، التفاهمات التي تحفظ الممكن من الحقوق ،، حقوق كل من له حق ،،، الدماء لها حل ومخرج ،، وتاخير الحل يفضي لدماء جديدة ،،،،
مالك علي
الجمعة، 06-04-2018 07:46 ص
هو لا يدعو الى المصالحة، بل الى "احتواء" الشباب المتعاطفين مع الاخوان و هم كثر حسب كلامه. ثم أن لا معنى لكلمة المصالحة جملة و تفصيلاً في السياق المصري. حتى لو سامح اولياء الدم، فكيف سيسامح الشعب الذي اُلقي اختياره في سلة القمامة و تحول أمله في مستقبل محترم الى كوارث يومية و بيع للارض و الماء و الثروات بلا استثناء؟
مصري جدا
الجمعة، 06-04-2018 02:34 ص
المصالحة او التفاهمات المؤلمة او الوئام المدني اسماء كثيرة لهدف واحد ،،،، وسيناريو المصالحة من السيناريوهات المطروحة للخروج من المازق المصري وهو اقلها تكلفة للاطراف المتصارعة ولمصر ،،، ومن الممكن اتمامه اذا حسنت النوايا وصدقت الارادات ،،،، المصالحة او التفاهمات المؤلمة لها مقدمات ،،، ووسائل واجراءات ،،،وحقوق وواجبات ،،،،ووسيط وضمانات ،،،، وقد كتبت فيها بحثا مفصلا خلال فترة السجن وناقشته مع عدد من الاخوان وغير الاخوان ،، الموضوع ليس سهلا وايضا ليس مستحيلا ،، يحتاج لتهيئة الاجواء المتبادل ولقاءات بين النافذين من الاخوان وكذلك النظام وكل الملفات لها حلول شرعية وقانونية ،،، المهم هل حان الوقت وصدقت الارادات ام انها جولة جديدة من جولات الفعل ورد الفعل

خبر عاجل