صحافة دولية

ما مصير الحرب السورية بعد لقاء بوتين وأردوغان وروحاني؟

التقرير: قمة أنقرة تعد بمثابة رسالة لأمريكا بأن سياسة الرئيس الأمريكي تجاه سوريا كانت غير ناجعة
التقرير: قمة أنقرة تعد بمثابة رسالة لأمريكا بأن سياسة الرئيس الأمريكي تجاه سوريا كانت غير ناجعة
نشر موقع "تاغس شاو" الألماني تقريرا، تطرق من خلاله إلى مستقبل سوريا عقب اللقاء الذي سيجمع بين كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني حسن روحاني والتركي رجب طيب أردوغان. وتحاول كل من تركيا وروسيا وإيران سد الفراغ الذي خلفته القوات الأمريكية بعد انسحابها من الأراضي السورية.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن هذا اللقاء يعد بمثابة مواصلة لمحادثات قمتي سوتشي وأستانا. وقد وضعت البلدان الثلاثة خططا كبيرة لمستقبل سوريا في الاجتماع الأخير، الذي عقد في مدينة سوتشي في نهاية كانون الثاني/ يناير الماضي. وشكلت الدول الثلاثة لجنة لصياغة الدستور السوري تضم 150 عضوا، تختار كل دولة منهم 50 شخصا. من جانبها، اختارت تركيا أعضاء من المعارضة، باعتبارها تمثل المعارضة السورية في هذه المفاوضات، بينما اختارت روسيا وإيران شخصيات موالية للنظام.

خلال شباط/ فبراير، أعلنت وزارة الخارجية السورية رفضها الشديد للخطة الثلاثية. لكن القصر الرئاسي في تركيا أعلن تمسكه بها، حيث تطمح أنقرة لإجراء إصلاحات سياسية جذرية في سوريا. من هذا المنطلق، صرحت مستشارة أردوغان، التي رفضت الإفصاح عن اسمها، بأن تركيا تعتبر الأسد فاقدا للشرعية بعد أن قام بقصف شعبه. وتابعت المستشارة بأنه "لا مكان للأسد بمجرد عودة السيادة للشعب السوري".

وأفاد الموقع بأنه من غير الواضح في الوقت الراهن ما إذا كان الأسد سيغادر فعلا السلطة قريبا. مؤخرا، قامت قوات النظام بدك مدينة الغوطة الشرقية، معقل المعارضة السورية، الأمر الذي دفع جميع مقاتليها إلى النزوح خارج المدينة. عقب ذلك، قام الأسد بتصوير نفسه أثناء تجوله في شوارع المدينة. وقد كانت الرسالة وراء هذا التصرف واضحة تماما، فقد أخضع الديكتاتور السوري المدينة لسيطرته، لدرجة أنه يستطيع السير فيها دون حماية.

ونقل الموقع على لسان مستشارة أردوغان أن روحاني وبوتين يرغبان في الحديث عن وضع مدينة إدلب خلال هذه القمة. وتعد إدلب الهدف القادم لقوات الأسد، نظرا لوجود عدد كبير من المقاتلين التابعين لتنظيم القاعدة داخلها. ولا تعدّ هذه الخطوة في مصلحة أنقرة على الإطلاق، حيث تقع المدينة على الحدود مع تركيا. وفي حال قامت قوات النظام السوري بقصف المدينة، ستكون تركيا الملاذ الأخير للعديد من السوريين هناك.

وأشار الموقع إلى أن قرابة ثلاثة ملايين ونصف سوري يعيشون في إدلب، وفقا للأرقام الرسمية للنظام. ويعتقد الخبراء أن الأسد سيهاجم مدينة درعا أولا، التي تضم قوات المعارضة أيضا، وبعد ذلك سيتوجه إلى إدلب. ومن الواضح أن الأسد لن يتنازل مطلقا عن إخضاع كامل سوريا لسيطرته.

وأبرز الموقع أن الأطراف الثلاثة سيناقشون كذلك مسألة تمديد اتفاقية خفض التصعيد. ومن المحتمل أن تتم مناقشة الاستعدادات التركية لشن هجمات جديدة ضد وحدات حماية الشعب الكردية، الذراع اليمنى لحزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه تركيا على أنه "منظمة إرهابية". وقد أعلن أردوغان بعد تدخله في سوريا لقتال تنظيم الدولة خلال سنة 2017، وقتال المليشيات الكردية خلال سنة 2018، أنه ما زال يرغب في تحرير مناطق أخرى في شمال سوريا.

وأكد الموقع أن إقدام أردوغان على هذه الخطوة يرجع إلى رغبته في إعادة السوريين إلى بلادهم، بعد توفير المناخ الملائم لذلك. وفي هذا الصدد، صرح عضو حزب العدالة والتنمية التركي والعضو البرلماني، فولكان بوزكير، لشبكة "إي آر دي" الألمانية، بأن مئات الآلاف من السوريين عادوا بالفعل إلى عفرين. 

وأضاف الموقع أن قمة أنقرة تعد بمثابة رسالة للولايات المتحدة، مفادها أن سياسة الرئيس الأمريكي تجاه سوريا كانت غير ناجعة. ومؤخرا، أعلن ترامب عن سحب القوات الأمريكية من سوريا دون التشاور مع وزارة الخارجية أو وزارة الدفاع الأمريكيتين. لذلك، أخذت أنقرة وموسكو وطهران زمام المبادرة في سوريا.

خلال منتصف كانون الثاني/ يناير الماضي، أعلنت واشنطن أنها بصدد إنشاء وحدة عسكرية لمراقبة الحدود، قوامها 30 ألف جندي. وتضم هذه الوحدة عناصر من وحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية. وبعد ذلك بفترة وجيزة، انطلق الهجوم العسكري التركي في شمال سوريا.

وفي الختام، ذكر الموقع أن تركيا وإيران وروسيا يرسمون مستقبل سوريا دون أن يكون للنظام السوري وجود في الصورة. ولكن، في خضم الأحداث الجارية الآن في سوريا، أي سلام قد تتحدث عنه هذه الدول؟
0
التعليقات (0)

خبر عاجل