مقابلات

حوار شامل لـ"عربي21" مع رئيس‏ حزب العدالة والبناء الليبي

صوان: "العدالة والبناء" بقي وحيدا صامدا وسط العواصف فاعلا في المشهد السياسي- أرشيفية
صوان: "العدالة والبناء" بقي وحيدا صامدا وسط العواصف فاعلا في المشهد السياسي- أرشيفية

إجراء الانتخابات بدون دستور يفتح المجال لعودة صريحة للاستبداد

 

الليبيون في مسيس الحاجة إلى وثيقة جامعة تضمن الحقوق والحريات

 

لا حل قبل الدستور وإجراء الانتخابات سوى التمسك بالاتفاق السياسي

 

الدكتاتورية لن تعود إلى ليبيا.. ولا وجود للدولة العميقة لدينا

 

نرفض دعوات الانسحاب من المشهد.. ومنفتحون في الحوار مع الجميع دون استثناء

 

عملية الكرامة اُستخدمت كمشروع للوصول للحكم وليس محاربة الإرهاب

 

"العدالة والبناء" بقي وحيدا صامدا وسط العواصف فاعلا في المشهد السياسي

 

لا أتوقع تكرار تجربة انتخابات 2014 لهذه الأسباب

 

نعكف الآن على كتابة تجربة الحزب خلال الست سنوات وتقييمها

 

المجتمع الدولي مُطالب بكبح جماح دول إقليمية تعبث بالملف الليبي

أكد رئيس حزب العدالة والبناء الليبي محمد صوان، أن الخيار الأفضل للخروج من الأزمة الليبية هو الاستفتاء على مشروع الدستور ثم إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، وأنه لا حل قبل ذلك سوى التمسك بالاتفاق السياسي والضغط على الأطراف المعرقلة لتنفيذه.

وحول موقف حزبه من الدفع بمرشح في الانتخابات الرئاسية المرتقبة، قال -في مقابلة خاصة مع "عربي21"- إن "كل الاحتمالات قائمة، فقد ندفع بمرشح للرئاسة أو نتوافق على دعم أحد المتقدمين"، رافضا دعوات البعض لهم بالانسحاب من المشهد.

ورأى "صوان" أنه في حال إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية بطريقة صحيحة خاصة بعد إقرار الدستور الدائم سينتهي الخلاف والنزاع على شرعية مؤسسات الدولة الليبية بانبثاق أجسام جديدة.

وأشار إلى أن "هناك فرصة لأن تتجه الأوضاع إلى الحلحلة وبداية الخروج من الأزمة، فالظروف الآن مواتية بعد شبه توقف للصراعات المسلحة، وتزايد الشعور بالخطر والانهيار الكامل والاقتناع بفشل كل الحلول العنيفة المبنية على الإقصاء والسيطرة أو عسكرة الدولة"، مؤكدا أن "الأوضاع الأمنية والاقتصادية لا تحتمل الاستمرار على ما هي عليه الآن".

 

اقرأ أيضا: هجوم جديد من سيف القذافي ضد إخوان ليبيا.. ماذا فيه؟

وفي ما يأتي نص المقابلة:

هناك من يرى أن إجراء الانتخابات في ظل الانقسامات وتشرذم القوى السياسية وغياب القانون وانتشار السلاح والمال السياسي وتصفية الحسابات لن تنجح بل ربما تزيد من الصراعات المسلحة.. هل تتفقون مع هذا التصور؟

نحن أمام خيارات محدودة كلها تعترضها عقبات، علينا اختيار أفضلها، فإذا كان استمرار الانقسام وهذا الوضع الحالي المتردي غير مقبول باتفاق الجميع مع استمرار البرلمان في العبث بالوطن، وتماهي المجتمع الدولي مع استمرار هذه الحالة، فلم يبق أمامنا إلا خياران: الذهاب إلى انتخابات بتعديل الإعلان الدستوري والدخول في مرحلة انتقالية ثالثة أو طرح مشروع الدستور على الاستفتاء ثم إجراء الانتخابات وفقا للدستور، وهو الخيار الأنسب في تقديرنا لعدة أسباب:

أولا: طرح مشروع الدستور على الاستفتاء الشعبي هو ما يقضي به الإعلان الدستوري، الذي يعتبر هشا ومرقعا ولا يصلح أن يكون أساسا لمرحلة انتقالية أخرى.

ثانيا: مشروع الدستور أنجز من جسم منتخب وأقرته الهيئة بأكثر من الثلثين في مدينة البيضاء الواقعة تحت نفوذ حفتر والبرلمان وحكومته دون إكراه.

ثالثا: مشروع الدستور عبّر عن كل الأطراف والتوجهات بما في ذلك النظام السابق، والدليل أن هناك من اعترض حتى على العلم والنشيد وفعلا أجل النظر فيهما، كما أن هذا الدستور وبعد إقراره بالإمكان تعديل أي مادة من مواده بعد مضي خمسة سنوات.

رابعا: البدء بالاستفتاء على الدستور يمهد للاستقرار، فعلى الرغم من اعتراض البعض على المشروع إلا أن هذا الاعتراض لا يرجع إلى جهويات ولا أيدولوجيات، وتصويت أعضاء الهيئة الموزع على المناطق الثلاث يؤكد ذلك، وهو ما يعد الأقرب إلى توفير المناخ المناسب لإجراء الاستفتاء والقبول بنتائجه.

خامسا: إجراء انتخابات بدون دستور خاصة الرئاسية هي فتح المجال لعودة صريحة للاستبداد يصعب الخروج منها لهشاشة الإعلان الدستوري وعدم وجود ضمان يمنع التلاعب به.

سادسا: الليبيون في مسيس الحاجة إلى وثيقة جامعة تضمن الحقوق والحريات وتزيل المخاوف وتعزز الثقة، كما أن خروجهم بدستور بعد هذه المراحل من الارتباك هو انتصار لثورة الشعب الليبي وتتويجا لتضحيات أبنائه، وللأسف هناك من لا يرغب في أن يتحقق ذلك.

لذا، فالخيار الأفضل حسب تقديرنا وسط هذه الظروف هو الاستفتاء على مشروع الدستور، والكلمة العليا للشعب الليبي سواء بالقبول أو الرفض أو التعديل.

 

اقرأ أيضا: هل يعيد "سيف القذافي" حكم والده أم سيرفضه الليبيون؟

ما موقف حزبكم من الانتخابات المرتقبة؟ وهل قد تدفعون بمرشح أو تدعمون مرشحا بعينه في الانتخابات الرئاسية؟

نحن ندعم إجراء الانتخابات بعد إقرار الدستور وإلى ذلك الحين فإن كل الاحتمالات قائمة، فقد ندفع بمرشح للرئاسة أو نتوافق على دعم أحد المتقدمين.

ولا حل قبل الدستور وإجراء الانتخابات سوى التمسك بالاتفاق السياسي والضغط على الأطراف المعرقلة لتنفيذه، والبداية بإصلاح البرلمان المختطف ليتمكن من القيام بدوره مع المجلس الأعلى للدولة والمتمثل في الرقابة والمتابعة للحكومة ومنحها الثقة، وإجراء التعديلات المطلوبة وإصدار كافة التشريعات والقوانين لتسيير الدولة، فضلا عن القوانين اللازمة للاستفتاء على الدستور والانتخابات بعد ذلك، وحلول الأزمة الليبية واضحة ويكفلها الاتفاق السياسي ومن يعرقل الحل ومن يحركه إقليميا لم يعد خافيا.

ما هي فرص "العدالة والبناء" في الانتخابات المقبلة برأيك؟ وما هو حجم الشعبية التي يتمتع بها حاليا خاصة أن البعض يقول إنه لا شعبية حقيقية لكم على الأرض في الوقت الراهن؟

ما يقال عن النتائج المتوقعة للانتخابات القادمة مبني على تخمينات غير علمية تكونت خلال فترة أزمة وصراع، ولكن عندما ينجلي الغبار وتتضح المعالم ويتوفر المناخ المناسب للعملية السياسية -ولو في حدها الأدنى- فإن الناس ستدرك من يمتلك القدرة والكفاءة والصدق والصبر والمثابرة والحرص، وهناك شرائح واسعة صامتة وليس كل شيء هو العالم الافتراضي والأسماء الوهمية.

ويدرك أي متابع للشأن الليبي أن حزب العدالة والبناء بقي وحيدا صامدا وسط العواصف فاعلا في المشهد السياسي. كل ذلك أكسب الحزب خبرة وممارسة في شتى المجالات ومر بتجارب واسعة من خلال مشاركاته المتعددة في التشريعي والتنفيذي والحوارات تكونت له خلال ذلك كوادر مختلفة وقيادات سياسية وإعلامية وشبابية وعلاقات داخلية وخارجية بأحزاب أخرى طورنا خلال هذه الفترة كوادرنا ولوائحنا الداخلية التي تضبط أداء الحزب، ويعكف الآن فريق من كوادرنا على كتابة تجربة الحزب خلال هذه السنوات الست وتقييمها.

 

اقرأ أيضا: هل نجح حراك "30 مارس" في حشد الشارع الليبي؟ وماذا بعد؟

هناك من يطالبكم بتقديم تنازلات كثيرة والتراجع كثيرا للخلف.. ما موقفكم من تلك الدعوات؟

هؤلاء صنفان: الأول خصوم سياسيون وهذا أمر معروف، أما الصنف الثاني فهو في الغالب من الوطنيين والخيرين والمحبين للحزب وتوجهه، وهم ينطلقون من فكرة تبدو مقنعة، وببساطة يقولون لنا إذا كانت الحرب قائمة ضدكم من الدول الإقليمية، والتي لا تريد الاستقرار والخير لليبيا ولا الديمقراطية، وكذلك يفعل خصومكم الموالون لهذه الدول ويستخدمون شماعة الإخوان والإسلام السياسي لضرب كل عمل وطني أو مشروع فيه صالح الوطن، فالحل أن تعلنوا انسحابكم من المشهد من أجل الوطن لكي لا يستخدموا عداوتهم لكم لإفساد كل شيء.

الفكرة تبدو مغرية ومقنعة، ولكن للأسف نقول لهؤلاء البسطاء إنهم لن يتوقفوا بل سيطلقون على كل من يخالفهم نفس المسميات وسيقولون نفس الافتراءات، ألم تروا الآن كيف يتم التوسع في إطلاق اسم الإسلام السياسي أو الإخوان على كل من يخالفهم؟.. التسميات جاهزة، ولذلك فإن الانسحاب لن يحقق ما تتوهمون، وربما عندها سنفقد أهم العناصر الوطنية الصادقة.

 

اقرأ أيضا: ما دلالة تصريحات سفير بريطانيا بليبيا عن الإخوان هناك؟

كيف ترون ترشح السفير الليبي السابق لدى الإمارات عارف النايض، والذي هاجمكم في تصريحاته الأخيرة؟

لكل مواطن ليبي تنطبق عليه الشروط ويأنس في نفسه القدرة والكفاءة الحق في الترشح، من يهاجمنا بنقد موضوعي فهو مقبول، أما بعض من ليس له فكر ولا مشروع فهو يهاجم الكبار طمعا في نيل شرف خصومتهم.

هل تتوقعون عودة الحكم الديكتاتوري إلى ليبيا حال فوز سيف الإسلام القذافي أو النايض أو حفتر؟

لن تعود الدكتاتورية إن شاء الله، ففي ليبيا لا وجود للدولة العميقة التي استطاعت أن تعيد الدكتاتورية في دول مجاورة، كون النظام في ليبيا قام على فرد وليس على أيديولوجيا أو فكر يمكن أن يكون مقنعا حتى للمقربين منه، ولم يكن في ليبيا فصل بين النظام والدولة، فعندما سقط النظام سقطت الدولة وهذا ما حصل، وفي مثل هذه الحالات غالبا ما تتعرض مؤسسات الدولة إلى حالة سيولة شديدة.

وهناك مخاوف من أن تطول المراحل الانتقالية ويتعثر بناء المؤسسات من جديد، وكلنا الآن يتمنى لو ظلت المؤسسات على ضعفها وذهب النظام فقط، ولكن المؤسسات في ظل الدكتاتورية مرتبطة بالنظام فتزول بزواله.

وهل إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية سينهي الخلاف والنزاع على شرعية مؤسسات الدولة الليبية؟

نعم إذا أجريت الانتخابات، وتم الإعداد لها بطريقة صحيحة خاصة أنه بعد إقرار الدستور الدائم فسوف ينتهي الانقسام بانبثاق أجسام جديدة. ودائما تظل إرادة الشعب هي العامل الحاسم.

الانتخابات التشريعية التي جرت عام 2014 أثارت فوضى في البلاد.. هل تتوقع تكرار الأمر ذاته في عام 2018؟

لا أتوقع تكرار ذلك مطلقا، فعلى الرغم من الانقسام والظروف الصعبة إلا أن الناس ملت الحروب والصراعات وتتطلع الى الأمن والاستقرار والمصالحة، كما أن الظروف التي سبقت انتخابات 2014 أفسدت الحياة السياسية وهي إعلان حفتر انقلابه على الإعلان الدستوري وكردة فعل انطلقت عملية فجر ليبيا لحماية العاصمة.

وأُعلنت عملية الكرامة تحت شعار جميل وهدف نبيل، وهو محاربة الإرهاب، والذي كان موجودا فعلا في مناطق عدة منها بنغازي، ولكن الكارثة كانت كبيرة والدمار هائلا في أرواح الليبيين من كل الأطراف، وتعدى الأمر إلى محاربة مجموعات إرهابية كان من الممكن القضاء عليها بأقل تكاليف وبدون ظلم الأبرياء وتهجيرهم وارتكاب أبشع الجرائم من قتل وحرق وتنكيل وسجن.

وقد اتضح جليا الآن أن هذه العملية قد اُستخدمت كمشروع للوصول للحكم وتصفية الخصوم السياسيين، ولذلك فإننا نحتسب من قدموا أرواحهم مع عميلة الكرامة بصدق نية مُحاربة الاٍرهاب من الشهداء وكذلك فالأجر حاصل لمن قدموا الدعم والتأييد بشتى أنواعه لذات الغرض من القبائل والعائلات، ويقع الآن على هؤلاء الصادقين والعقلاء تدارك ما وقع من ظلم وتضميد الجراح ولم شمل المهجرين ومواساة المظلومين.

 

اقرأ أيضا: بعد لقاء ترامب-السراج.. روسيا تهاجم إجراء انتخابات ليبيا

ما موقفكم من الحوار مع أنصار نظام معمر القذّافي بشكل عام؟

أنصار النظام السابق هم ليبيون ولهم الحقوق الكاملة كغيرهم من الليبيين، ومن تورط في جرائم مخالفة للقانون فالقضاء هو الفيصل، ونحن منفتحون في الحوار مع جميع  الليبيين دون استثناء ولا فرق عندنا بين سابق أو لاحق، ولكن هناك فئة من متشددي النظام السابق تستغل الارتباك والفشل الذي حدث خلال المراحل الانتقالية بسبب عوامل داخلية وأخرى خارجية لتسويق حقبة النظام السابق على أنها نموذج يحتذى ونظام بديع، ونحن غير راضين عن ما يجري، ولكن في المقابل لم ننس عقود الذل والظلم والقهر والاستبداد، ونتطلع إلى الأفضل وليس حصر الشعب في الاختيار بين السيئ والأسوأ.

رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا غسان سلامة، أعلن مؤخرا أنه بدأ محاولة جديدة وأخيرة في مفاوضات تعديل اتفاق الصخيرات السياسي.. كيف ترون هذه المحاولة؟

لا أتوقع لها النجاح، لأن المجموعة المعرقلة في البرلمان لا تريد الوصول إلى أي تسوية وغالبية أعضاء البرلمان مع أنهم يزيدون على المئة والعشرين إلا أنهم مسلوبو الإرادة حتى الآن، ومن يتحكم في البرلمان أطراف إقليمية مصلحتها في استمرار الفشل والوضع المتردي أو إجراء تعديلات مفصلة على هواها تقصي تيار الثورة بالكامل.

برأيك.. الأوضاع تتجه نحو مزيد من التأزم والتعقيد أم بداية حلحلة وخروج من الأزمة؟ وما هي خطورة استمرار الوضع الراهن على ما هو عليه؟

على المدى المتوسط والبعيد هناك فرصة لأن تتجه الأوضاع إلى الحلحلة وبداية الخروج من الأزمة، فالظروف الآن مواتية بعد شبه توقف للصراعات المسلحة، وتزايد الشعور بالخطر والانهيار الكامل والاقتناع بفشل كل الحلول العنيفة المبنية على الإقصاء والسيطرة أو عسكرة الدولة، ولكن الأوضاع الأمنية والاقتصادية لا تحتمل الاستمرار على ما هي عليه الآن.

واتفاق الصخيرات مقاربة ذكية لحل الأزمة كتبه الليبيون خلاف ما يروجه من لم يشارك في الحوار وله موقف منه، والاتفاق لم يُنفذ كاملا حتى الآن لنحكم عليه، ويأتي إفشاله ضمن سلسلة ارتدادات الربيع العربي، والتي ترعاها دولة أصبحت وكيلا حصريا لإفشاله.

 

اقرأ أيضا: حراك "30 مارس" في ليبيا.. من وراءه وما أهدافه؟

هل الأوضاع الداخلية بليبيا تتطلب تدخلا دوليا –كما نادي البعض- لحسم وإنهاء الأزمة؟

الأوضاع في ليبيا تتطلب من المجتمع الدولي، وهو الراعي للاتفاق، كبح جماح بعض الدول الإقليمية التي تعبث بالملف الليبي ومنعها، بعد ذلك فإن الليبيين قادرون على تسوية خلافاتهم وبناء دولتهم.

رئيس المجلس الانتقالي الليبي السابق، مصطفى عبد الجليل، شنّ هجوما عنيفا على الإسلاميين في ليبيا عامة وجماعة الإخوان هناك خاصة، واصفا إياهم بـ"ناكثي" العهود، والإقصائيين، وأن ولاءهم لأيدولوجياتهم وليس للوطن.. ما تعقيبكم على تلك التصريحات؟

لا يليق بمن كان على رأس الثورة في ليبيا أن يضع نفسه في هذا الموقف المهين، بأن يُستخدم من طرف دولة لمهاجمة خصومها الإخوان والإسلاميين عموما وفقا لمسرحية سيئة الإخراج، ناهيك عن شكل اللقاء وكلامه المرسل الذي لا يصدر حتى عن خصم سياسي عاقل علاوة على أنه قانوني، فالرجل بسيط ولا يصلح حتى للعب هذه الأدوار الخبيثة، ولقاؤه التلفزيوني الأخير الذي تشير إليه في تقديري أعطى مفعولا عكسيا لما أُريد منه.

رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، أكد أن مصر ستشارك في العملية العسكرية لقوات حفتر باقتحام مدينة درنة.. فما تقييمكم إجمالا للدور المصري في ليبيا؟

مصر دولة جارة وشقيقة والمصالح والروابط قوية ومشتركة مع ليبيا، ونحن لا نتدخل في شؤون مصر الداخلية، فلكل دولة خصوصيتها، وعلى مصر مراعاة ذلك والانفتاح أكثر على كل مكونات المشهد السياسي الليبي، وأن تخرج من عقدة تعميم خلافاتها الداخلية والانحياز لطرف واحد، هذا ما يجعل منها شقيقا أكبر محايدا وموثوقا ويحقق كل مصالح الشعبين بطريقة تكاملية، وهو خلاف ما يجري الآن.

كلما تأخر الليبيون في الوصول إلى حلول للأزمة تزداد مساحة التدخلات الخارجية، وإذا أجريت الانتخابات بعد إقرار الدستور فسوف تتقلص التأثيرات الخارجية إلى حدها الأدنى، لأن إقرار الدستور يوفر الضمانات المطلوبة ويعزز الثقة في العملية السياسية.

المفتي العام الليبي، الصادق الغرياني، هاجم المفاوضات العسكرية الليبية التي تجرى في القاهرة، واصفا مصر بـ"الدولة المتآمرة" على ليبيا وثورتها.. فهل ترون أن القاهرة هي المكان المناسب لاجتماعات توحيد المؤسسة العسكرية؟

نحن نرحب بتوحيد المؤسسات خاصة العسكرية، ودعونا لذلك مرارا في مناسبات عدة، ونبارك أي تقارب وأي جهود تُبذل في هذا الاتجاه حتى وإن كان لدينا ما نقول عن الرعاة ومكان اللقاء، فلو كانت هذه اللقاءات في إيطاليا أو تركيا أو قطر مثلا لقامت الدنيا ولم تقعد وتعالت أصوات وسخرت أقلام تتباكى على السيادة وتتهمنا بأننا وراء ذلك.

التعليقات (0)